كان من الطبيعي أن يخسر الهلال بطولة الدوري، وأن يخرج من مولد منافسات الموسم بلا حمص، وأن يشرب من ذات الكأس المرة التي سبق أن أسقاها للفرق المنافسة مراراً وتكراراً، فالحقيقة أن الهلال هذا الموسم لم يكن هلال الموسمين الفارطين، حتى وإن تصدّر لائحة ترتيب فرق الدوري مبكراً.. والحقيقة أيضاً أن الهلال قد كشف ومنذ بداية الموسم الذي انتهى أخيراً أنه سيعاني ويعاني كثيراً.. والحقيقة أن تصرّم المنافسات الواحدة تلو الأخرى كشف أن الفريق الأزرق يحتاج إلى المزيد من العمل والجهد حتى يحافظ على مكتسباته ووهجه الذي لازمه طيلة الخمسين عاماً التي تلت وضع لبنته الأولى على يد شيخ الرياضيين الأستاذ عبد الرحمن بن سعيد متعه الله بالصحة والعافية.
** منذ بداية الموسم والعمل في نادي الهلال يسير في طريق يشير دائماً إلى أنه لن ينتهي إلى شاطئ النجاح، من معسكر تونس الذي لم يفد الفريق في شيء إلى معسكر العين الذي أضر به وأرهقه وأظهره في النهائي فريقاً ضعيفاً مهلهلاً بشكل لم يكن عليه من قبل، مروراً بإشراف ثلاثة مدربين عليه وهو أمر لا يليق بفريق بطل مثله، كان حسن الاختيار من البداية كافياً لعدم الوقوع فيه.. ولكن!!
** في الثاني عشر من أبريل الماضي.. أي قبل شهرين من خسارة الهلال للنهائي، كتبت في هذه الزاوية (أن على الهلاليين من إدارة وأعضاء شرف النظر وبشكل جاد لفريقهم الكروي، ودراسته جيداً والتعرّف على احتياجاته وتأمينها). وقلت أيضاً (إن بناء الفريق الأزرق يجب أن يبدأ من ترك المجاملة جانباً، وترك المنافسة فيصلاً بين اللاعبين، ثمة لاعبون في الهلال أخذوا كل الفرص، وأكّدوا مراراً أنهم لا يملكون ما يقدّمونه للفريق، ومع ذلك ما زالوا يتمسّكون بمواقعهم فيه..)..
** والآن ومع خسارة الفريق للنهائي أعود لرأيي من جديد.. وأزيد أيضاً.. فالهلال بحاجة إلى غربلة فنية شاملة.. والنهائي الأخير يجب أن يكون الفصل الأخير في مشوار عدد من اللاعبين في صفوفه.. الواقع هنا أن أخطاء بعض اللاعبين قد ساهمت بشكل مباشر في خسارة الفريق.. ولن أتطرق لتحديد هذه الأسماء.. فقد تطرقت لها وغيري في مقالات سابقة.. ولا داعي للتكرار.. كما أنهم معروفون جيداً لأصحاب القرار الهلالي.. ومعروف أن الفريق هو من يدفع ثمن بقائهم في صفوفه!!
** أما معسكر العين الذي لم يكن له أدنى سبب يبرره فقد كتبت عنه أيضاً في السابع عشر من الشهر الماضي بأنه (سلاح ذو حدين).. ويومها تلقيت العديد من تعليقات القراء.. أبرز هذه التعليقات كان لقارئ فطن وصف المعسكر بأنه (عنوان الخسارة الأولى).
** السؤال الآن.. ما الذي جناه الهلال من معسكره؟؟ ألم تكن إدارة الكرة قادرة على ضبط الأمور في الرياض؟؟ وهنا أتذكر أن الفريق كان يؤدي تدريباته العامين الماضيين قبيل مباريات الحسم على ملعب جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض ويقطن في فندق قريب منها.. وكان يحقّق النجاح تلو النجاح.. فما الذي دعاه إلى تغيير سياسة الاستعداد وجعله يدفع الثمن غالياً.. وغالياً جداً؟؟
** أعود إلى حيث بدأت حديثي - وأقول - يجب على الهلاليين التنبه لمستقبل فريقهم، فالماضي ذهب ولن يعود.. ولن يفيد البكاء على اللبن المسكوب، وحري بهم العمل من أجله حتى لا يضطرون يوماً - مثل غيرهم - إلى الوقوف على جبل من الذكريات.. والبكاء على أطلال زمن جميل.. كان مضرب المثل في الإبداع والتفرّد فيه!!
مراحل.. مراحل
* ما بناه باكيتا مع الهلال في موسم ونصف.. خسره في مباراة واحدة!!
** باكيتا كان في النهائي مثل من يتعلّم أصول التدريب..
** إجراء صحيح واحد طوال (90) دقيقة عجز باكيتا عن فعله.
** عبدالعزيز الخثران لم يعد قادراً على تقديم ما يفيد الفريق الهلالي.. ومن الظلم أن يبقى أساسياً على حساب سعد الذياب والجري..
** أين بدر الخراشي.. وأين أحمد الصويلح!!
** (حشفاً وسوء كيلة) هذا ما ينطبق على الفان وهو يحاول استعراض مهاراته الفردية على حساب فريقه!!
** قديماً قالت العرب (رب ضارة نافعة)!! فهل تكون أحداث النهائي الأخير.. والموسم ككل درساً للهلاليين في قادم الاستحقاقات؟؟
** مدرب عنده سامي الجابر ولا يستفيد منه في الوقت المناسب (ما عنده سالفة)!!
** لو شارك سامي لمنع وهو (واقف) مدافعي الاتحاد من التقدّم عن خط وسط فريقهم.. ولكن باكيتا ظل مكتوف الأيدي ولم يفطن إلى ذلك!!
** يخطئ من يعتقد أن الرئيس جاد في قراره بالرحيل.. فالفوز كان (مهر) الفترة الرئاسية الثانية!!
** أهم ما يجب أن يفعله الهلاليون الآن هو العمل على بقاء تفاريس وطارق التايب.. وبعده تأتي الأشياء الأخرى!!
** رحيل أي من تفاريس وطارق سيزيد من متاعب صنّاع القرار الهلالي، فالبحث عن بديل بمستواهما صعب.. وصعب جداً.. كما أن البديل سيكون محل مقارنة معهما في الأوساط الجماهيرية.. وهو ما قد يقلّل من فرص نجاحه..
** وبالنسبة للاتحاد.. فإن بقاء فاجنر ومواطنه أوليفيرا لا معنى له إطلاقاً.. ولا أعتقد أن الاتحاديين سيبقون عليهما رغم غلاء عقديهما..
** الروح العالية بين الهلاليين والاتحاديين كانت مضرب المثل وهي ما يجب أن يستمر بين فرقنا.. وما نطالب به دائماً..
** لكن.. لو كان الهلال هو الفائز.. هل كانت هذه الروح ستتجلّّى بهذا الشكل.. أم أن السلوكيات المرفوضة ستطل برأسها من جديد؟؟
SA656AS@yahoo.com