جدة - سعد خليف

زار أمس الأول (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة واطمأن على سير العمل في المدينة.

وكان في استقبال سموه في موقع المشروع كلٌّ من محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو بن عبدالله الدباغ ورئيس مجلس إدارة شركة إعمار المدينة الاقتصادية محمد العبار، وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من المسئولين وكبار الضيوف.

وقال الأمير خالد الفيصل في كلمته عن أهمية هذه المدينة وأهمية المشروعات التي تقام إذا كانت برؤى واقعية ومدروسة ووطنية كالتي ينظر بها ويتمثل بها صاحب هذا المشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وتوقع سموه أن تحدث هذه النقلة صدمة إيجابية.. مشيراً إلى أننا بحاجة فعلاً لهذه الصدمة الإيجابية.

وأكد على أن المملكة تعيش في الواقع الحاضر مرحلة انتقالية وحضارية سماها سموه بالفترة الذهبية، وقد حدد سموه في كلمته ثلاثة عناصر لهذه الفترة الذهبية:

1 - هذا المجتمع يتميز بالعنصر الديني الذي يعد ضمانة له مقابل أيّ هزات اجتماعية أو أسرية أو ثقافية أو اقتصادية.

2- الاستقرار السياسي، الاقتصادي، والأمني، وأضيف على هذه العناصر عنصر التدفق المالي الذي تحضى به المملكة في هذه السنوات فإنه يضيف دعماً كبيراً.

3- القيادة.. قيادة تقدمية، منفتحة، وصاحبة مبادرات فالكثير من المبادرات التي تتم من القيادة فهي التي تشجع المواطن على البادرة والتطور.

وقال: هذه العناصر الذهبية توفر للإنسان السعودي فرصة لا مثيل لها في هذه النقلة الحضارية. وأكد سموه على رفض التخوف والتردد والوقوف والجمود، لأنه يمثل جناية كبيرة ليست على أنفسنا فقط، وإنما على أجيالنا القادمة، وسوف يحاسبنا التاريخ وتحاسبنا الأجيال، وقبل هذا وذاك سوف يحاسبنا الله سبحانه وتعالى على تفويت مثل هذه الفرص التي تمنح ولم تستثمر، ومن هذا المنطلق أهيب بكل مواطن وكل رجل أعمال بأن يتشجع بالمشاركة في مثل هذه المشروعات.

وقد قام محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو بن عبدالله الدباغ بتقديم عرض حول رؤية الهيئة ورسالتها الهادفة إلى الوصول بالمملكة إلى مصاف أفضل عشر دول في العالم من حيث تنافسية بيئة الاستثمار في عام 2010م.

وأشار الدباغ إلى أن هناك ثلاث مبادرات رئيسية تركز عليها الهيئة العامة للاستثمار وهي: تحسين بيئة الاستثمار وحل الصعوبات التي تواجه المستثمر المحلي والأجنبي، مشيراً إلى تأسيس مركز وطني للتنافسية لمساندة الهيئة والجهات الحكومية ذات العلاقة على تطوير وتسريع إجراءات الاستثمار، والمبادرة الثانية هي إطلاق المدن الاقتصادية المتكاملة في مناطق المملكة، والمبادرة الثالثة هي تطوير منظومة قطاعات الطاقة والنقل والصناعات القائمة على المعرفة، وهي القطاعات التي تركز عليها المدن الاقتصادية.

كما ثمّن الدباغ لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل زيارته هذه والتي سيكون لها الأثر الكبير في إعطاء حافزاً قوياً لتضافر الجهود مما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد، موضحاً طموح الهيئة بأن يستفيد أبناء هذا البلد من المزايا والخدمات التي ستقدمها المدن الاقتصادية وعلى رأسهم مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

كما قام المهندس نضال جمجوم، الرئيس التنفيذي لشركة (إعمار المدينة الاقتصادية)، بإعطاء شرح تفصيلي المدينة ورؤيتها وعن شركة إعمار المدينة الاقتصادية - الشركة المطورة - وأيضاً الإنجازات التي تحققت في برنامج تطوير المدينة وبرامج استقطاب الاستثمارات وتوفير الوظائف.

وحول هذه الزيارة قال، محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة إعمار المدينة الاقتصادية: زيارة سمو أمير المنطقة تعكس حرص الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على متابعة المشروعات الاقتصادية العملاقة عن كثب والاطمئنان على سير العمل.

ونحن في شركة (إعمار المدينة الاقتصادية) على ترجمة هذه المتابعة الكريمة والجهود المبذولة إلى تطوير مدينة متكاملة وفق أرقى المعايير العالمية القادرة على جذب الاستثمارات المحلية والعالمية وتوفير الفرص الوظيفية والتعليمية لأبناء المملكة ضمن أسلوب حياة مميّز. وبالفعل، ومن خلال الخطة الناجحة لسير الأعمال، فقد حازت (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) على اهتمام الجميع واستقطبت مجموعة كبيرة من الاستثمارات المحلية والعالمية والتي يجري التفاوض بشأنها ليتم الإعلان عنها قريباً بمشيئة الله.

وخلال الزيارة تمت دعوة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لجولة في مركز العرض واطلاعه على مجسم المدينة وعلى المناطق الست الرئيسية للمدينة وهي: الميناء البحري، والمنطقة الصناعية، وحي الأعمال المركزي (ويشمل الحي المالي)، والمنتجعات، والمدينة التعليمية، والأحياء السكنية، والتي تمتد على مساحة 168 مليون متر مربع. ونماذج الشقق السكنية والبرج المطل على المشروع.

ثم قام سموه بافتتاح المكتب الخاص بصندوق المئوية المقام على أرض المدينة والذي يستهدف مساندة أصحاب الأعمال الصغيرة على البدء في أعمالهم على أرض الواقع في (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) واستمع سموه خلال افتتاحه للمكتب إلى شرح تفصيلي من الأستاذ هشام طاشكندي، مدير عام صندوق المئوية، أوضح فيها أهداف صندوق المئوية وبرامجه التي يقدمها لمساعدة أصحاب وصاحبات المشروعات الصغيرة.