المنطق أن يحظى بقصب السبق من يصل صراحة إلى نقطة النهاية قبل الآخرين.. دون الحاجة إلى إضافة المزيد من الأعباء والعوائق المادية والمعنوية والنفسية على كاهله (؟!)
** أما اللا منطق فهو أن نعاقبه ونقول له (أنت الأول صحيح) ولكن عليك انتظار أحد المتسلّلين من المواقع الخلفية لمنازعتك الجائزة، في منطق غريب وعجيب يؤكِّد على أن لنا طريقتنا الخاصة في الاحتفاء بالأوائل (؟!!).
** هذه المعادلة التي لا تستقيم على أي منطق سليم.. كثيراً ما عصفت بحقوق أكثر من بطل حقيقي لمسابقة الدوري.
** وكون الهلال قد فقد حقه الشرعي وفق نظرية المربع حين جيء بصاحب المركز الثاني في مهمة استلاب هذا الحق عنوة، ولا سيما أن هذا الثاني تأهل لهذه المهمة عن طريق الحظ (؟!).
** أقول: بما أنه قد فقد هذا الحق في طرفة عين، فإنما هو تأكيد على أن الأمور خارج نصابها (؟!!)
** قلت في هذه المساحة والوقت من الأسبوع الماضي، إنني أكثر ميلاً إلى ترشيح العميد للظفر بالكأس الغالية.. وقلت إنني احتفظ بالأسباب لنفسي.
** وقلت أيضاً إن الفريقين أسوأ من بعض على رأي المثل الجداوي (ما أسوأ من قديد إلا عسفان)، ولكنني أبداً لم أتصور أن يكون (الزعيم) على تلك الحال من التهالك والرداءة والسوء (؟!!)
لا تظلموا (نور)؟!
** تزامن عجيب ولكنه منطقي جداً ذاك الذي جمع بين آخر مستجدات الإبداعات السلوكية لكابتن الفريق الاتحادي و(رمزه) التاريخي محمد نور ممثلة بواقعة المطار يوم الثلاثاء الماضي، وبين بعض التساؤلات التي نسمعها ونقرأها هنا وهناك، عن سر عدم اختياره ضمن الأسماء المختارة لتمثيل المنتخب في تشكيلته الأخيرة، التي جاءت امتداداً لحالات متلاحقة لم يُستدع فيها لتمثيل الأخضر.
** وجه الغرابة في الموضوع لا يكمن في تهجّم نور على أحد منسوبي الإعلام، فتلك عادة وليست بدعة، ولا يكمن في عدم استدعائه لأن الحديث الشريف يقول: (لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين)، فما بالنا إذا كان المنتخب قد تلقى سلسلة من اللدغات ومن ذات الجحر (؟!).
** ذلك أن الغرابة.. كل الغرابة، إنما تكمن في مدى وحجم ما تتمتع به تلك الأصوات والأقلام المتسائلة من صفات عجيبة أهمها تجاهل تاريخ اللاعب مع المنتخب.. سواء تلك التي تتساءل بدافع حسن النية حد السذاجة.. أو تلك التي تتساءل بدافع المصلحة الخاصة والمجاملة، حتى وإن كان الأخضر هو من يدفع الثمن (؟!!).
** وهنا أتساءل: كم مرة مثّل فيها نور المنتخب، وكم مرة خذل الجميع بكل جدارة (؟!!).
** العجيب أن الذين يرون بأن الحاجة ماسة لوجوده ضمن طاقم المنتخب، إنما يقيسون الأمور على ما يقدّمه هذا اللاعب من عطاءات ميدانية لصالح فريقه.. دون النظر إلى باقي المقومات والشروط الضرورية الواجب توافرها لدى لاعب المنتخب.. لاسيما في ظل ثبوت اختلاف نور الاتحاد عن نور المنتخب بمعدل (180) درجة، ليس مرة أو مرتين أو حتى ثلاثاً.. إلى حد أنه يتحوّل إلى عالة وعبء ثقيل على المنتخب، وأحياناً يصبح مصدر قلق، والشواهد عديدة (؟!!).
** نحن لا نتحدث عن هذا اللاعب من منطلقات انتمائية كما هو دأب (طابور التنابلة)، ولكننا نتحدث عنه كلاعب محسوب على الكرة السعودية وبالتالي فنحن يهمنا أن يكون على درجة عالية من السلوكيات والأخلاق والإحساس بالمسؤولية، سواء كان يمثّل المنتخب الوطني أو كان يمثّل ناديه.. ذلك أن الكرة السعودية (كُلٌّ) لا يتجزأ مهما حاول البعض تجزئتها بشكل أو بآخر.
** إذاً: على هؤلاء أن يكفّوا عن هذه البيزنطيات والهرطقات.. فبين المنتخب ونور فجوة عميقة هي من صنع نور، ومن الظلم مطالبته بما لا يقدر عليه، فهو أولاً وآخراً بشر، وإذا كان المنتخب سيتوقف على لاعب واحد فبئس المنتخب (؟!!).