الرياض - عبدالله البديوي:
أكمل سوق الأسهم السعودية أمس السبت حلقة جديدة من مسلسل التصحيح الذي أنهى سنة وثلاثة أشهر جعلت من آمال المستثمرين بعودة قريبة لانتعاش السوق وعودة الطفرة فيه أمراً أقرب للمحال.واستمر نزيف مؤشر السوق لنقاطه وخسر 150 نقطة في تداول الأمس في ظل انخفاض حاد للسيولة المتداولة والتي بلغت 5.6 مليارات ريال، وهو رقم يعادل 45% فقط من متوسط التداول اليومي خلال الأشهر الماضية، مما يعني وبشكل واضح خروج سيولة للمحافظ الكبيرة من السوق.
رغم أنه لا يوجد ما يبرر هذا الهروب، فالأسواق الخليجية بدأت في الانتعاش وأنهت موجاتها التصحيحية، والتقارير المحلية والأجنبية كلها تؤكد على أن السوق وشركات العوائد فيه أصبحت في مناطق مغرية للشراء، وكان آخر تلك التقارير ما صدر عن بنك نومورا الذي أكد على أن السوق يتداول في القاع وتوقع عودة للارتفاع الهادئ، وشهد تداول السبت (الأحمر) موجة بيع قوية على الأسهم القيادية وخصوصاً على قائدة السوق (سابك) أوصلت سعر السهم لـ120 ريالاً وهو رقم يعني أنها تتداول بمكرر أرباح يقل عن الـ12 ! في حين لم يتبق على سهم الراجحي إلا أقل من ريال واحد ليصل إلى أدنى رقم سجله في تاريخه وهو ما زاد من شكوك بعض المتداولين من أن تكون نقطة 6767 والتي زارها المؤشر مطلع هذا العام هي القاع النهائي للسوق، وأن السوق مهيأ في ظل الظروف الراهنة لكسرها خصوصاً مع وجود إدراجات قريبة لأسهم كيان وجبل عمر، وتوقعات متوالية لم يتم نفيها من الجهات المسئولة عن طرح شركات جديدة للاكتتاب العام هبوط الأمس فسر كالعادة بتفسيرات كانت أقرب بأن تكون غير منطقية، كان أحدها بسب اقتراب موعد تداول كيان التي تعقد جمعيتها اليوم الأحد، مع وجود إشاعة غير صحيحة بتعطل الإنترنت وبعض أنظمة البنوك. المتداولون سئموا من التحليلات والتفسيرات التنظيرية، وفقدوا الثقة تقريباً بجميع التحاليل المالية والفنية المتفائلة والتي خالفها السوق مراراً وتكراراً، وطالبوا الجهات المسئولة عن السوق بإيجاد حلول نهائية تعيد الثقة للسوق، وتعيد معها المليارات التي خرجت منه، عوضاً عن مسألة زيادة العمق التي أخرجت السيولة من السوق بدل أن تدخلها إليه وأصبحت في نظر بعضهم زيادة للجراح.