عانت سوق الأسهم في تعاملات من أزمة حقيقية في شح السيولة التي بدأت تكون حذرة أكثر مما مضى وخصوصاً مع استخدام هيئة سوق المال أسلوب المفاجأة التي عودت المتعاملين في السوق إلى إعلان جدول قريب جداً للاكتتابات مع إغلاق تداولات نهاية الأسبوع مما وضع آلية السوق تحت رهينة موضة الاكتتابات التي صدر منها أكثر من 20 شركة حتى الآن، وفي فترة قصيرة جداً وفي ظل ضعف شديد لتعاملات السوق التي بدأت تنحسر فيه السيولة بشكل مكشوف إضافة إلى الإشاعات القوية التي تخرج بين الفينة والأخرى حول طرح بعض الشركات أسهمها للاكتتاب للعام دون خروج أي نفي أو تأييد لهيئة السوق حتى وصل بهم الأمر إلى تحديد موعد طرح الاكتتاب دون أن يخرج أي تصريح من منسوبي هيئة سوق المال التي يبدو أنها تعاني من قدرتها على السيطرة والمواءمة بين معقولية الطرح وبين ضعف وثقة المتعاملين في السوق حيث يرغب المتعاملون في وضع جدول نصف سنوي للاكتتابات المزمع طرحها بدلاً من الأسلوب الحالي في اضعاف آلية السوق وتنفير المتعاملين فيه باستخدام سياسة الصدمة التي لا تتعدى فترة الإعلانات عن بداية الاكتتاب من أسبوع إلى أسبوعين وهي فترة قصيرة في تهيئة صغار المتعاملين للاكتتاب بتوفير السيولة الكافية.
وخلال السوق أمس التي هبطت إلى 7314 نقطة كحد أدنى ليغلق خاسراً 150 نقطة فاقداً 2% بإقفاله عند 7343 نقطة، فقد غاب اللون الأخضر عن جميع الشركات إلا ثلاث وهي قلة 3.5% إلى 45 ريالاً مع قرب الاكتتاب في جبل عمر السبت المقبل تلاها الاستثمار وصافولا الصاعدتان 1.5% إلى 39- 40.75 ريالاً على التوالي وفي نطاق التراجع الذي شمل 84 شركة تقدمتهم شركات على الحد الأدنى فقد هوت أغلب أسهم المضاربين وفي مقدمتهم سدافكو وثمار وشمس 10% بلا طلبات إلى 48- 98.5 - 58.75 ريالاً على التوالي وتهامة نزلت 9% إلى 44 ريالاً والغذائية ومبرد 8% إلى 41.25 ريالاً لكل منهم.
وفي نطاق الكمية والقيمة التي كانت ضعيفة في تعاملات أمس والتي تدنت إلى 120 مليون سهم وصلت كلفتها المالية 5.7 مليارات ريال توزعت على 165 ألف صفقة، فقد تصدرت حائل حجم التداولات على مستوى السوق التي بلغت 5.7 ملايين سهم نازلة إلى 33 ريالاً وإعمار نفذ فيها 5.5 ملايين سهم هابطة 5% إلى 15.75 ريالاً وفي جانب القيمة استحوذت الفخارية على مبلغ 573 مليون ريال متراجعة إلى 158 ريالاً والشرقية الزراعية سيطرت على 381 مليون ريال متراجعة 3% إلى 76 ريالاً وسابك بلغت نقديتها 272 مليون ريال هابطة 2.5% إلى 120.75 ريالاً حيث ساهم تداعي الشركات الكبرى في قطاعي البنوك والصناعية في إيداع المؤشر المزيد من النقاط الحمراء.