الجزيرة - خاص
اتهم رئيس لجنة المكاتب العلمية لشركات الأدوية الصيدلي عبدالرحمن بن سلطان السلطان بعض الدول العربية بوضع العراقيل وإيجاد الأعذار الواهية في سبيل عرقلة دخول الأدوية ذات الصناعة السعودية في تلك الدول، على الرغم من أن السوق السعودية مفتوحة على مصراعيها لمنتجات الدول العربية.
وقال السلطان في حديث ل « AND »: إننا نطالب وزارة الصحة بضرورة معاملة الشركات العربية بالمثل, والتأكد من عدم وجود أية عراقيل تقف في وجه الدواء السعودي من الوصول إلى أسواق تلك الدول.
وأضاف: أن صناعة الأدوية في المملكة تواجه عدداً من التحديات والصعاب، وفي مقدمتها ندرة الكفاءات الوطنية المؤهلة لهذه الصناعة (صيادلة، كيميائيين وغيرهم من التخصصات الفنية) مع وجود تقنين حكومي لاستقطاب الكفاءات المؤهلة من الخارج رغم احتياج هذه الصناعة لتلك الكفاءات في الفترة الحالية.
إضافة إلى وجود بعض المنتجات الدوائية من دول غير متقدمة تكون ذات جودة منخفضة تلقي بمزيد من الضغوط على الصناعة المحلية.
وحول الدعم المحلي لمصانع الأدوية السعودية قال: إنه من الملاحظ أن وتيرة الدعم لمصانع الأدوية المحلية التي تغطي 17% من الاستهلاك السنوي للدواء في المملكة بدأت بالتراجع منذ سنوات, حتى أصحبت هذه المصانع تقف دون سند أو مساعد في وجه رياح المنافسة غير الشريفة والظروف الصعبة للصناعة الدوائية التي تواجه كثيراً من التحديات المختلفة، وتحتاج من الجميع الوقفة الجادة والرؤية الصادقة.
وأضاف أنه على الرغم من تلك المصاعب ومن الانطلاقة القصيرة نسبياً لصناعة الأدوية في المملكة, إلا أنه لا يمكن تجاهل أنها حققت مراكز متقدمة, وتجاوزت عدداً من العقبات, وقدمت إضافة حقيقة لمكتسبات هذا الوطن المعطاء.
وحول غياب الجانب البحثي لدى شركات الأدوية في الوطن العربي أوضح السلطان أن الأبحاث الدوائية تعد العمود الفقري الذي تعتمد عليه الصناعة الناجحة في مجال المستحضرات الصيدلية, ولكننا للأسف في المملكة والدول العربية لا نزال دون المستوى المأمول نظراً لحداثة الصناعة الدوائية في بلادنا فضلاً عن الأبحاث الدوائية التي تحتاج إلى وجود استثمارات مالية مرتفعة مع وجود بيئة بحثية قوية في الجامعات ومراكز الأبحاث. وهذه الأمور لا تزال مفقودة في بلادنا العربية. ولا بد من تكثيف الدعم لصناعة الأدوية المحلية, وحث تلك المصانع على اقتحام تصنيع الأدوية الجديدة, مع ضرورة تأسيس مراكز بحث وطنية في مجال الأدوية تكون شراكة إستراتيجية بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتنقية ومصانع الأدوية المحلية, وذلك للاستفادة من الكوادر الوطنية بشكل أعمق وأكثر فائدة.
وحول أسباب المنافسة وحجمها، وما تتعرض له صناعة الدواء السعودية بين رئيس لجنة المكاتب العلمية لشركات الأدوية أنه على الرغم من الأسعار المعقولة للأدوية السعودية مقارنة بالأدوية العربية ونحوها, إلا أن الطلب عليها في ازدياد مستمر نتيجة السمعة الحسنة لهذه المستحضرات, وخصوصاً في أسواق تلك البلدان. ولكن الكلمة الفصل في النهاية هي لكلفة الإنتاج التي تعد مرتفعة في مصانع الأدوية السعودية, نظراً لاستعمال مواد تصنيع عالية الجودة قادمة من مصادر موثوقة, واعتماد مقاييس تصنيع قاسية, والالتزام بالتسويق الأخلاقي للأدوية, الأمر الذي يضع تلك المصانع وسط منافسة شديدة جداً.