عندما سعت جريدة (الجزيرة) كالعادة إلى تطوير مخرجاتها بما يتناسب مع معطيات الواقع الاقتصادي الجديد، ومع تطور احتياجات القارئ، ومع زيادة حدة المنافسة، كان لا بد من التفكير في تقديم منتج جديد يقدم منفعة جديدة، وبتأمل المنتجات الصحفية المطروحة في سوق الصحافة المحلي والإقليمي، لوحظ أن هناك احتياجاً غير مشبع في مجال الإعلام الإداري، وهو مجال يفرض أهميته في كل زمان ومكان. وفي تلك المرحلة التي يسعى فيها مجتمعنا بكافة مستوياته نحو بناء نهضة جديدة تبنيها عقول وسواعد أبنائه، كان لا بد لصحيفة مثل (الجزيرة) أن تقوم بواجبها في صناعة محفزات إعلامية لهذه النهضة، وبالفعل تبنت (الجزيرة) تقديم صفحة عالم الإدارة انطلاقاً من الفرضية الصحيحة التي تقول: (في تقدم المجتمعات وفي تخلفها، ابحث دائماً عن الإدارة).
الواقع يقول: إننا في كل مكان علينا أن نبحث عن الإدارة، في البيت، في المدرسة، في المستشفى، في المصنع، في المؤسسة، وفي أنفسنا يجب أن نبحث عن الإدارة، وإذا كانت الإدارة في أبسط معانيها تعني القدرة على تحقيق الأهداف بواسطة الآخرين، فإن هذا يعني أن تحقيق أي كيان اقتصادي أو اجتماعي لأهدافه سيتوقف بدرجة كبيرة على إدارته.
من ناحية أخرى فعندما تسعى أي دولة إلى تحديث قطاعاتها المختلفة وتنمية توجهات جديدة في أداء العمل على مستوى المؤسسات والهيئات فإن هذا السعي وهذا التوجه يذهب إلى أدراج الرياح إذا لم يكن هناك فئة من المديرين قادرة على استيعاب التوجهات الجديدة ونقلها إلى المستويات التنفيذية لممارسة مهامها في التطبيق. بينما تنمو وتتطور وتزداد قيمة هذه الاتجاهات إذا ما صادفت وجود فئة من المديرين تمارس مهنة الإدارة باحتراف وبفكر ناضج.
عزيزي القارئ: نحن هنا وفي صفحة عالم الإدارة ليس هدفنا أن نضعك في مقاعد الطلاب ونجبرك على تلقي دروس في الإدارة، ولكن نسعى معك إلى اكتشاف عالم الإدارة الجديد، نتحرك معاً لنرصد أهم القضايا الإدارية في مجتمعنا، نذهب بعيداً إلى آخر الدنيا لنتعرف على أحدث التجارب الإدارية في عالم الإدارة الجديد، نفتح قنوات عديدة لننهل من بحر الثقافة الإدارية، وترتوي عقولنا بمعلومات ومهارات قد تغير مجرى حياتنا أفراداً وجماعات.
عزيزي القارئ: في هذه الصفحة لن تكتفي كعادتك بدور القارئ، بل نوجه لك دعوة مفتوحة للكتابة والتعبير عن انطباعاتك ووجهات نظرك ومشكلاتك، سنتفاعل سوياً في سبيل أن نحرك المياه الراكدة وخلق وعي إداري جديد، وواقع إداري أكثر تطوراً.