النصر قضية كل المواسم.. النصر النادي الكبير في كل شيء في تاريخه في بطولاته في نجومه في جماهيريته العريضة في شعاره المميز في ألوانه، بل حتى في مشاكله!! فهذا النادي العالمي ما إن ينتهي في مشكلة حتى يعترض طريقه مشاكل عديدة من صنع أبنائه ومحبيه والقائمين عليه فهذا النادي للأسف وقلناها مراراً وتكراراً تجاوزه الزمن وتجاوزته الأندية وما زال القائمون عليه لم يستوعبوا أو لا يريدون أن يستوعبوا أن عهد الإخلاص وعهد الانتماء للنادي انتهى ودخلنا فعلياً في عصر الاحتراف.. عصر المادة فعهد حب الفانيلة والنادي انتهى وهذا ما يجب أن يعيه مسيرو النادي الأصفر.
الإدارة الجيدة هو ما يفتقده النصر فدعوا عنا تعليق الإخفاقات على التحكيم، فالفرق كلها تتعرّض لأخطاء تحكيمية ولكن سرعان ما تتعافى وتعود لتحصد البطولات والإنجازات والشواهد كثيرة إذن مشكلة النصر الحقيقية واضحة للعيان ولكل متابع لمسيرة النادي فمشكلة النصر في أن الإدارات التي تعاقبت عليه والرؤساء الذين تسنموا دفة رئاسته ما زالوا يتعاملون مع النادي بعقلية الماضي والعهد التليد عهد الولاء للنادي والإخلاص للشعار ولم يعلموا أن الأندية كلها تجاوزت ذلك العهد ودخلت فعلياً في العهد الجديد عهد الاحتراف عند المادة، حيث أصبحت الرياضة مصدر الرزق الوحيد للاعبين وأصبح النادي الذي لا يملك موارد مالية سواء بالاستثمارات المباشرة أو بالدعم الشخصي من إدارته وأعضاء شرفه لا يستطيع أن يجاري الأندية الأخرى وتصبح المشاكل والقضايا المادية عائقاً بينه وبين تحقيق الإنجازات وهو الأمر الذي لم تستطع الإدارة النصراوية التكيّف معه فلا هي تكفلت ودعمت الفريق بالمادة من تسديد رواتب محترفيه ووضع تنظيم للمكافآت وشراء لاعبين محليين وأجانب لترميم صفوف الفريق المهترئة، بل أبعدت بطريقة أو بأخرى أعضاء الشرف الداعمين وشكّكت في دعمهم مما جعلهم يبتعدون مجبرين، ولم تكتف الإدارة بكل ذلك، بل رفعت شعارها الشهير للاعبين المغلوبين على أمرهم وهو (شدوا حيلكم) حتى تأخذوا حقوقكم.
وتضامناً مع الإدارة النصراوية لوضع هذا الشعار كعنوان للمرحلة النصراوية القادمة فنحن هنا نقول للقائمين على شؤون النصر..
شدوا حيلكم وادعموا ناديكم ولا تبخلوا عليه وابذلوا الغالي النفيس إن أردتم فعلاً إعادة ناديكم إلى سابق عهده فنجاحه نجاح لكم.
شدوا حيلكم وابنوا جسوراً من الثقة والاحترام لأعضاء الشرف لما فيه مصلحة النادي والتي يجب أن تكون أكبر من أي خلاف أو اختلاف في وجهات النظر.
شدوا حيلكم وأعيدوا النظر في سياستكم الإدارية والتي اتضح جلياً عدم نجاحها وغيّروا من منهجيتكم في التعامل مع الأحداث والقضايا والمستجدات واستفيدوا من تجارب الأندية المنافسة فليس عيباً التعلم من المنافسين والاقتداء بهم.
شدوا حيلكم وأعطوا لاعبيكم حقوقهم المعنوية والمالية فالأمان الوظيفي مهم لأي شخص ليعطي ما عنده ويخلص في عمله ويبذل أعلى المستويات من أجل وظيفته.
شدوا حيلكم وأقيموا مشاريع استثمارية تدر الأموال على النادي وتغنيه عن استجداء أعضاء الشرف وإملاءتهم وصفوا الأجواء مع أعضاء الشرف وأعطوهم مكانتهم اللائقة بهم واقبلوا آراءهم قبل أموالهم ليكونوا شريكاً أساسياً في النهوض بالنادي.
شدوا حيلكم واعملوا بصمت ودعوا المهاترات الإعلامية وإصدار البيانات حتى في قضايا ليس للنصر فيها لا ناقة ولا جمل، ورمموا صفوف ناديكم بالمميزين من اللاعبين المحليين والأجانب ودعوا مقولة النصر بمن حضر.
شدوا حيلكم وأعطوا اللاعبين المعتزلين والمنسقين حقوقهم المتبقية، وذلك لإبراء ذمة النادي، ورفعاً للظلم إن وجد، واهتموا باختيار الكفاءات الإدارية والتدريبية لفرق النادي السنية حتى لو تطلب ذلك إحضار كفاءات من أندية أخرى على طريقة احتراف اللاعبين.
شدوا حيلكم وسارعوا بافتتاح أكاديمية عبد الرحمن بن سعود التي سبق أن وعدتم بها لتكون رافداً للنادي على المدى البعيد.
شدوا حيلكم وافتحوا قلوبكم لكل محبي النصر من جمهور ومن كتَّاب وإعلاميين واقبلوا آراءهم وانتقاداتهم حتى لو كانوا مخالفين تماماً لكم ولقناعتكم واعلموا أنهم حين ينتقدون ويغضبون فذلك من دافع حب وغيرة على ناديهم.
إن لم تفعلوا كل هذا أو على الأقل جزءاً منه فشدوا حيلكم وقدّموا استقالاتكم وافتحوا المجال لمن يرى في نفسه الكفاءة والقدرة على النهوض بالنادي ولا تكابروا والضحية ناديكم وثقوا أن أفعالكم وتضحياتكم السابقة تجد التقدير من كل محب للنصر.
ترنيمه...
مهما يقولون..
مهما صار مهما تم..
انت البدايات وآخر ساحل وميناء!!
محمد صالح الثبيتي
abotrke9@yahoo.com