إن فقدان حسن الفهم والإدراك الحقيقي لأبعاد التنافس الرياضي السوي هو السبب المباشر لقصور فهم حقيقة ذلك التنافس في صورته النبيلة، فمن سوء فهم التنافس الرياضي الشريف هو تحفيز فريق محلي على آخر في بطولات داخلية من أشخاص لا ينتمون لأي من الفريقين المتباريين، وقد سبق أن انتقدنا وبشدة عضو شرف أهلاوي عندما حفز فريق الوحدة بالفوز على فريق الهلال، رغم أن أساس (العلة) ليس في الهلال أو الاتحاد أو الأهلي أو الشباب أو الاتفاق، بل تكمن في سوء التصرف الناتج عن سوء الفهم.
وعندما قرأت تحفيز وتأليب عضوي شرف النصر الأمير محمد بن عبدالله وحسام الصالح لفريق الاتحاد بالفوز وهزيمة الهلال في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لم أكن بالمصدق في بداية الأمر حتى تكرر في أكثر من مطبوعة ولم ينف أي من العضوين النصراويين تلك الفعلة مما أكدها بكل أسف، وكنت أربأ - بصورة خاصة - بسمو الأمير محمد بن عبدالله من مثل هذا العمل الخارج عن مفاهيم التنافس الرياضي، خاصة وكلا الفريقين سعودي وفي بطولة سعودية تحمل اسماً كبيراً ليس على مستوى الشعب السعودي، بل على مستوى الأمة والعالم بأسره.
إن تحفيز وتأليب فريق محلي على آخر محلي أيضاً لهو انتهاك لروح الرياضة والتنافس الشريف، وقد كان مقبولاً ومعقولاً دعمهما لناديهما (النصر) متى شاءا وكيفما أرادا، وسيكون ذلك محل تقدير المجتمع الرياضي بأسره، أما تأليب الأندية الأخرى بعضها على البعض الآخر فهذا أمر يجب أن نحد منه وعلى الأقل نرفضه، ونبين أنه تصرف خاطئ في حق لغة الرياضة والتنافس السوي، وقد كان حرياً بالعضوين تسديد ديون ناديهما لعل الله يفرج عنه ما هو فيه.
إن هناك الكثير من الكلام السيئ يقال بين الرياضيين عن مثل هذه الحالات وليس هناك استثناء لأي سلبيات كهذه، ومحاولة عرقلة المنافسين بعد العجز عن مجاراتهم على أرض الواقع، فهذه سابقة تضاف لما نراه ونلاحظه من تصرفات وأقوال وأعمال تغشى ساحتنا الرياضية ولا تضيف إليها إلا مزيداً من الاحتقان ومزيداً من التكتلات ومزيداً من الأعمال التي كنا نظن أننا بمنأى عنها، بل ونستنكر وجودها في بعض الأوساط الرياضية خارج بلادنا وإذا بنا نسبقهم في فنون خلق التكتلات وجر مسابقاتنا الرياضية إلى مزيد من التأزم والشد والاحتقان الذي نحن في غنى تام عنه خاصة قبيل اختتام الموسم الرياضي بالحدث الأكبر والأضخم وهو تشرف الفريقين بالسلام على سمو نائب الملك وحصول أحدهما على شرف نيل كأس خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وأيضاً ترسيخ كل القيم الحضارية والرياضية النبيلة. والله من وراء القصد.