الهلال كمتصدر إن لم يربح فلديه ما يخسره.. وهي هذه الكأس التي يمكن تسميتها تجاوزا ب(كأس الهلال)، والتي قد تتحول بطرفة عين إلى (كأس الاتحاد).. الاتحاد كوصيف ليس لديه ما يخسره؟ هو يتمتع بفرصة متجددة لانتزاع البطولة بقوة (نظام المربع).. وهنا نقدم لمحة عن حظوظ الفريقين حسب المستويات الأخيرة والظروف الآنية بعيداً عن العوامل النفسية والتاريخية التي عادة تنحاز للهلال بحكم ما يقال عن العقدة أو السيطرة.. فهذه سنتركها جانباً.. لأن لا حكم لها ولا يمكن قياسها ولا يعوّل عليها؛ فقد تنقلب رأساً على عقب وتغدر بمن يبني الآمال عليها.
** هنا سنركز على العوامل الفنية والظروف الآنية الخاصة بالهلال.. الهلال ليس في حالة فنية أفضل مما كان عليه في بداية الموسم أو وسطه.. الهلال يتميز بثبات المستوى أو لنكن أكثر صراحة (ثبات النتائج) دون مستوى مقنع.. فمؤشره الفني تهاوى قليلاً للأسفل.. ولكن ما يسمى ثقافة الفوز والتمرس على مباريات الحسم والبطولات وهيبة الفريق تسعفه وتعوّض شيئاً من تخلخله الفني.. الهلال مع باكيتا يلعب على المضمون بعيداً عن اللعب العفوي.. ويبحث عن النتيجة على حساب جماليات الأداء، وهذا ما لا يعجب الجمهور الأزرق!.. الذي يتوق للجمع بين الاثنتين!
** الهلال ظل بعيداً عن أجواء المباريات لمدة تتجاوز الثلاثة أسابيع.. وهذا يجعله بعيداً عن (الفورمة) وحساسية المباريات.. مثل السيارة كلما طال وقوفها تطول مدة (تسخينها) قبل السير بها.. الفريق لعب مباراة ودية ليست ذات قيمة، ويكفي أن الحالة البحريني قدم مباشرة من (المطار) إلى (الملعب) على طريقة من (المزرعة) إلى (المائدة)!.. معسكر العين قد تكون له سلبيات لكن له أيضاً إيجابيات أكثر.. من أهمها إبعاد اللاعبين عن الركود ورتابة التدريبات.
** الاتحاد قد يكون تأثر إلى حد ما بابتعاده أسبوعين عن المباريات، ولكنه تجاوز هذا المطب وعاد بقوة عن طريق الوحدة.. الاتحاد دخل النهائيين السابقين (اللذين خسرهما من الأهلي) من القمة.. هذه المرة يأتي من تحت وقد يبلغ القمة في يوم القمة.. مشكلة الاتحاد إعلامه الساذج.. ففي معرض تقليله المعتاد من شأن الهلال وتفوقه.. يصنع دون أن يدرك عقبات وعقداً في نفوس لاعبي الاتحاد من الهلال.. مثل وصف الهلال بالفريق المحظوظ!.. أو التشكيك والتخوف من الحكم الأجنبي..! فهذه عوامل خارج حسابات اللعب والميدان واللاعب ليس له فيها حيلة.. وتشغل حيزاً من أذهان اللاعبين؛ فيقل تركيزهم.. وقد يعتبرها اللاعبون (مشجباً جاهزاً) ومبرراً لتحميلها أي إخفاق للفريق وبالتالي يخلون أنفسهم من أي مسؤولية.
إدارة الهلال تكسب الجولة
موقف الإعلام من الهلال وقضية التايب محير.. فإدارة الهلال لم تكن ستسلم من تسلط هذا الإعلام مهما اختلفت أوجه تعاملها مع هذا الموضوع!
لو سلمت إدارة الهلال مبكراً بعدم إمكانية مشاركة التايب واقتنعت بغيابه سيقولون إدارة الهلال ضعيفة وتفرط بحقوق الفريق وتتنازل عنها.
يقولون هل (فريق) الهلال يعتمد على لاعب واحد؟!.. ولم يقولوا عن (منتخب) ليبيا إنه يعتمد على لاعب واحد!
ويقولون محاولة إشراك التايب تنزع الثقة عن بقية اللاعبين!.. وبهذا المنطق لماذا يتعاقد الهلال أصلاً مع التايب؟.. بل لماذا الأندية الأخرى تتعاقد مع محترفين أجانب؟ ألا يمكن تصنيفه بعدم الثقة باللاعبين المحليين؟!
لماذا إذا أصيب لاعب أي ناد تحاول الإدارة تجهيزه وعلاجه بأسرع وقت، ولنضرب مثلاً بالشلهوب!.. لماذا لا يصنف أن هذا عدم ثقة بالفريق؟!
لماذا لا تبعد إدارة الاتحاد (الطرف الثاني بالنهائي) الحسن كيتا عن الفريق؟.. ألا تعتبر مشاركته عدم ثقة ببقية لاعبي الفريق؟!
يزعمون أن إدارة الهلال كبرت القضية وأشغلت الوسط الرياضي بها.. والحقيقة أن الإعلام هو من يثير القضية ويضخمها.. والإدارة لا شأن لها بما ينشره الإعلام.. فهي ترغب في معالجة الموضوع وتسويته سرياً، لكن الإعلام أراد جعلها قضية إعلامية.
ويقولون الإدارة انشغلت عن إعداد الفريق بمسألة التايب!!.. وهل باكيتا أو اللاعبون هم من يتولون التواصل مع الاتحاد الليبي؟ استعدادات الفريق لا علاقة لها بالتحركات الإدارية.. الفريق يستعد والإدارة توفر أفضل الأجواء، ومنها ضمان مشاركة جميع اللاعبين.
والآن لو أن نجاح الإدارة الهلالية كان من نصيب إدارة أخرى.. لرأينا التطبيل والثناء عليها على قدرتها في المحافظة على حقوق النادي.. وأن هذه الإدارة القوية والمسؤولة.. وسيدعون إدارات الأندية الأخرى للاقتداء بها!
ليبيون أكثر من الليبيين!
الاتحاد الليبي لكرة القدم أبدى مرونة وتفهما كبيراً.. وبكل أريحية ومثالية سمح لطارق التايب بالمشاركة مع الهلال وتمنوا له التوفيق.. لكن جماعة الوكر المظلم وفي وقاحة ولقافة لا يحسدون عليها صاروا يتهمون اللاعب بالخيانة والهروب من منتخب بلده!. في محاولة يائسة للتأثير عليه نفسياً.. بعد أن صدموا بإصراره على المشاركة بالنهائي وكانوا يمنون النفس بغيابه.
** وهم حانقون لأن مشاركته كشفت أكاذيبهم.. وهم ينقلون التصريحات المتشددة من الطرف الليبي بمنع التايب مطلقاً من مشاركة الهلال في النهائي.. ويهددون ويتوعدون ويعلنون الويل والثبور وعظائم الأمور.. وأن الفيفا سيتدخل إذا استلزم الأمر ذلك.. ولكن إدارة الهلال كسبت الجولة وكشفت تضليل هؤلاء ودجلهم وفبركتهم للتصريحات وتحريفها عن مقاصدها.. ويبدو أنهم أيضا تولوا دور النميمة والدس وتهييج الطرف الليبي واستفزازه حتى يصر على استدعاء اللاعب ولكنها محاولات كتب لها الخذلان والبوار.
** وإذا كانوا يعتبرون مشاركته للهلال خيانة وتخلياً عن منتخب بلده.. فلماذا لم نقرأ مثل هذه الاتهامات بعدم الوطنية ضد الحسن كيتا؟! ألم يتخلَّ عن منتخب بلده ويفضل المشاركة في النهائي.. أم أن كيتا منزه وعلى رأسه ريشة لأنه اتحادي؟!
التونسي (علق الجرس)!!
تصريح الأستاذ جمال التونسي الساخن والخطير عقب مباراة فريقه مع الاتحاد.. من الضروري التعامل معه بجدية.. وجعله محور عمل وبحث.. فإذا صدق بتصريحه تتخذ الإجراءات اللازمة بعيداً عن المجاملات أو يكون عرضة للمساءلة إن كان متحاملاً ومفتئتاً.
** الأستاذ جمال أشار في تصريحه إلى نقطتين خطيرتين أولاهما.. هيمنة رئيس الاتحاد على مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في جدة.. واتهام المكتب بأنه يعمل لمصلحة الاتحاد.. والبيان الذي صدر عن الرئاسة.. وصف مدير المكتب بأنه كان (ينسق) مع رئيس الاتحاد.. والسؤال: هل ترتيب مواعيد تدريب يستحق الاتصال برئيس النادي.. وما فائدة وجود مدير كرة في النادي؟!
النقطة الثانية: البيان لم يتطرق إلى مسألة اتهام البلوي للتونسي بأنه يريد رشوة الحكام.. وهي تهمة خطير لوكانت صحيحة، وكان تعليق التونسي: (إذا كانوا يعملون بها.. فنحن لا نعمل بها)، وهذه التهمة الخطيرة غير مقبول مع أنه لم يثبت ما يؤكدها، ولو أتت على سبيل المداعبة كما يحاولون تبريرها، خصوصا عندما توجه نحو شخص نظيف وشفاف وعفوي لم يتعايش مع مثل هذه الأجواء كالأستاذ التونسي.. وكثير من التهم الخطيرة توجه على شكل (مداعبة ملغمة).. وكما يقال (رزحة في مزحة) ولا دخان بلا نار.. أيضاً الأستاذ التونسي نفى ما زعم أنه اعتذر عن تصريحه وأكد أنه لم يلتق بأحد وأنه يعي ما يقول.. وعلى كل حلال (التونسي علق الجرس فمن يقرعه)؟!
ضربات حرة
* من الإحصائيات اللافتة للانتباه عن نهائيات كأس الدوري.. أن المباريات النهائية أقيمت عشر مرات في جدة وست مرات في الرياض!
* الهلال لعب النهائي (ثلاث مرات) في الرياض.. وأمام فريق واحد هو (الشباب).. ولعب (خمسة نهائيات) في جدة: أمام الاتحاد (مرتين) والأهلي والنصر والشباب.. ومباراة الجمعة هي أول (نهائي دوري) بين الهلال والاتحاد يقام بالرياض.
* إذا كان سيتم (لحس) قرار لجنة تقسيم الملاعب الخاص باستاد الملك فهد القاضي بوضع روابط الأندية على يمين وشمال المنصة وترك الجماهير تنتشر تلقائياً.. فلا بد من مراعاة معادلة عدم وجود مشجع خارج أسوار الملعب و(كرسي فارغ) داخله.
* إذا كان سيتم تقسيم الملعب فمن حق الهلاليين المطالبة بالنسبة الأكبر لسببين.. لأنه صاحب الترتيب الأول.. ولأمر واقعي فجماهيره أكبر.. وغير ذلك ستبقى آلاف المقاعد فارغة في منظر سيشوه روعة النهائي الكبير الذي سيتابعه الملايين من خارج المملكة ويرعاه نائب خادم الحرمين الشريفين.
* الحسن الكيتا كان مطلوباً من منتخب بلده.. ولكن تمت التسوية وحظي مؤخراً بالموافقة على مشاركة الاتحاد.. كل هذا تم مع تكتم الإعلام عليه.. ولم نرَ التصريحات النارية والتهديد والوعيد من الاتحاد الغيني.. كما حدث عندما دس الإعلام الأصفر أنفه في موضوع الهلال مع الاتحاد الليبي وحاول الإيقاع بينهم، لكن محاولاتهم خابت وفشلت.
* قبل أن يزعموا أنه صاحب الشعبية الأولى على المستويين الآسيوي والعربي!!.. ليتهم يثبتون أنه الأكثر شعبية على مستوى الحي الذي يقع فيه النادي!!
* سمير بادويلان مندوب مكتب رعاية الشباب بجدة لاستقبال حكام مباراة الاتحاد والوحدة.. يقول إنه شرح للحكام أهمية المباراة وتاريخ الفريقين والتنافس بينهما.. إلخ.. ومع احترامنا لاجتهاده فما فعله خطأ.. فالحكم الأجنبي لا يهمه اسم النادي أو ظروفه أو ماضيه!.. فهو أتى ليجد فريقين واستاد كرة ويدير مباراة بالقانون ثم يقفل راجعاً لبلاده.
* مدافع الوحدة تسبب بخروج فريقه عندما أخطأ ثلاث مرات في لحظة واحدة!!.. أخطأ بتجليته للكرة وعدما سيطر عليها أخطأ بلعبها ضعيفة للحارس ليلحق بها كيتا.. والخطأ الثالث عندما وقف ولم يلحق بكيتا ويضايقه ويربكه.. ليقلب الطاولة على مدربه الذي اضطر إلى تغيير تكتيكه واستفاد تغييراته الثلاثة.. ليخسر ورقة تغيير المحياني المصاب!
* الجدير ذكره أن هذا المدافع لعب للاتحاد على سبيل الإعارة ومؤخراً كان يطالب الاتحاد بمستحقاته التي لم يتسلمها بعد!
* الوحدة سيرشح للبطولة العربية.. وهذه المشاركة ستمنح الفريق خبرات وتجارب قوية.. وهو بحاجتها ليكون أكثر قوة وأصلب عوداً.
* الدوخي والواكد يتهمان تلميحاً في بعض الصحف وتصريحاً في بعض المنتديات الاتحادية بأنهما تعمدا أخذ الكروت هرباً من لقاء الهلال وخصوصاً الأول!.. وهذا يكشف سيادة الشك والارتياب بين لاعبي الفريق وبين صحفييه ومشجعيه من جهة أخرى.
* في مباراة الوحدة لم يستطع جمهور الاتحاد تغطية نصف الملعب المخصص لهم والذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية (أي نصف الملعب) خمسة آلاف متفرج.