ألاّ يكون لك مناوئون في هذا الزمن المليء بالتقاطعات والاختلافات وفي كافة المناحي الاجتماعية والفكرية، فذلك أمر صعب .. أمّا ألاّ يكون لك مبغضون أحياناً أو غير متقبلين في بعض الأوقات أو غير مرتاحين في أحايين أخرى، فذلك من ضرب المستحيل وخاصة حينما تكون على رأس بل رؤوس أهرام أعمال رسمية واجتماعية متعددة.
ولكن (أبو تركي) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، كان أحد الخارقين لهذه القاعدة (الاستحالية) بفعل ما يتمتع به من قيم طيبة وأخلاقيات رائعة وتواصل دائم وابتسامة لم تفارق محيّاه الطيب وبشاشة عُرف بها حسده عليها الكثيرون وتعجب منه الجميع.
إذ كيف يتسنم هرم أكثر من قطاع عسكري يتطلّب المواجهة والمكاشفة والصلابة ويظل هذا الرجل (الإنسان) هادئاً بشوشاً مقنعاً لكلا الخصمين صديقاً للجميع..
هكذا عرفته قبل عشرين عاماً وقد ظلّ على معرفتي به إلى أن لقي ربه..
ولا عجب فالمعادن الأصيلة لا يغيرها الزمن ولا تصدأ بها عوامل التعرية مهما كانت المسببات.. وهكذا عرفت (جاري) و(صديقي) المرحوم (أبو تركي) الذي لم يرد طلباً لأي مستفزع ولم يعبس بوجه أي مستفسر ولم أعرف له خصومة مع أي طرف.
عمل عسكرياً في رأس الهرم ولأكثر من جهاز بالمنطقة ولم تعرف له رتبة غير (أبو تركي) كان بسيطاً متواضعاً ودوداً مع (شيبان) الحارة ومع معارفه ومع الكل من (الرياضيين) هؤلاء الملآى بالمناوشات والمماحكات والمنافسات والخصومات ولكن (أبو تركي) ظلّ (حتماوي الانتماء والعمل) وجبلاوي الفزعة والمعرفة والشهامة والمرجلة والصداقة.
وبهذه السيرة الطيبة ختم الحبيب المغفور له بإذن الله عثمان السماوي حياته ابناً باراً لحائل وصديقاً للجميع .. وهكذا بكاه الجميع في موكب جنائزي حاشد له دلالاته العلائقية فمن أحبه الله أحبه العباد..
رحمك الله يا عثمان وألهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان .. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
سعود الطرجم/كاتب إعلامي ورئيس نادي الجبلين سابقاً