شهدت الأندية السعودية المصنفة ضمن كأس دوري خادم الحرمين الشريفين هذا الموسم ارتفاعاً كبيراً ولافتاً في إيراداتها يعد لدى معظمها قياسياً وهو الأكثر منذ تأسيسها، وذلك بسبب دخول الأندية في مجالات استثمارية جديدة لم تكن متوفرة في المواسم السابقة.. ولم تكن الإدارات الحالية مهيأة لفهمها والتعامل معها والاستفادة منها، الأمر الذي تسبّب في إثارة بعض المشكلات وطرح الكثير من التساؤلات حول طريقة إنفاق ملايين الريالات..؟!
القضية هنا لا تتعلّق بالشك وعدم الثقة - لا سمح الله - بالمسؤولين في هذه الأندية، وإنما في عدم وجود أنظمة ولوائح ملزمة للجميع، توضح وتحدّد المسارات الإدارية والقانونية، التي يجب على إدارات الأندية اتباعها والالتزام بها سواء أثناء توقيع عقود الاستثمار مع هذه الشركة أو تلك، أو في أسلوب الصرف وتوزيع البنود وكيفية استثمار الإيرادات بطريقة نظامية واضحة ومجدية أكثر من اعتمادها على العشوائية والمزاجية التي تسمح بإثارة البلبلة وتوجيه الاتهامات غير الصحيحة لمجلس الإدارة.
لتفعيل استثمارات الأندية وتنظيم الإيرادات والمصروفات، ولأن الأندية مقبلة على طفرة استثمارية أوسع وأكبر مما هي عليه الآن.. مطلوب من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تضع نظاماً دقيقاً ومفصّلاً يتضمن أسس وقواعد وشروط ولوائح توقيع عقود الاستثمار وكيفية إنفاق مبالغها، على أن تقوم الأندية بتطبيقه والتقيد به، إضافة إلى أهمية أن يوجد ضمن أعضاء مجلس إدارة النادي شخص مؤهل ومتخصص في مجال الاقتصاد أو التسويق أو نحو ذلك ليتولَّى مسؤولية إدارة شؤون الاستثمار في النادي، وبدون هذه الإجراءات ستظل الأندية تتخبط وتتحرّك بفوضوية تقلب نعمة المال إلى نقمة.
ختامها مصالحة
جاء تأهل الاتحاد لمواجهة الهلال على النهائي الكبير ليضيف أجواء مثيرة ومحفزة على لقاء قمة القمم، وجاء ليؤكَّد من جديد وبعد غياب مؤقت على أن الهلال والاتحاد هما الأطول نفساً والأجدر والأنسب شكلاً ومضموناً لبلوغ القمة مهما حدث لهما من منغصات وأخطاء إدارية أو فنية أو عناصرية.
بغض النظر عمن يفوز بالكأس الغالية، فإن مجرد وجود (الزعيم) و(العميد) سيجعل للنهائي قيمة مختلفة ونكهة خاصة لاعتبارات تاريخية وجماهيرية وتنافسية ينفرد بها الفريقان عن سواهما، وتمنحهما الأحقية في اعتلاء عرش الأفضلية وقيادة الحراك الكروي السعودي بكل ما فيه من تناقضات وإيجابيات وسلبيات هي في النهاية النتاج الطبيعي لحال الكرة وصراع المنافسة بين كبارها.
عن هذه المواجهة الصعبة الملتهبة لن أخوض في التفاصيل الفنية والإفرازات المحتملة، ولن أتحدث عن موازين القوى بين الفريقين لسبب بسيط وهو أن اللقاء بظروفه وقيمته وطبائعه بعيد تماماً عن أية قياسات استباقية أو قراءات نظرية، وإنما سأتحدث عن صميم ما يجري بين الاتحاد والهلال، وكيف تطورت الأمور بينهما درجة الإيذاء والحقد والكراهية في قضايا تافهة وصدامات كلامية إعلامية، ومشاحنات إدارية معلنة وغير معلنة، ما كانت لتصل إلى هذا الحد من التوتر والاحتقان لو وجد رجال يدركون خطورة الموقف وقادرون على إنهاء الأزمة في حينها وقبل أن تتفاقم إلى ما هي عليه الآن..!!
الأكيد لا الهلال ولا الاتحاد مستفيد من هكذا حروب خاسرة، ضررها يكبر ويدوم ويشمل أعضاء الشرف وكل الأجهزة الإدارية والفنية والجماهير وجميع الألعاب في الناديين، لذلك رأيت أن نهائي الجمعة سيكون الوقت والمكان المناسبين، والفرصة السانحة لرفع شعار المصالحة بين الناديين، وفتح صفحة علاقات جديدة يسودها الود والتفاهم والاحترام والتنافس الشريف اللائق بزعامة الهلال وعمادة الاتحاد.
أبو تركي.. ما أقسى فراقك
لأنه إنسان من جود وطيب، ولأنه كنز حنان وتواضع وتسامح، ولأنه رجل فزعة وشهامة وكرم مع الجميع، ولأنه بالنسبة لي أكثر من أخ وقريب وصديق ورفيق عمر، ستبقى ملامح وابتسامات وحكايات وسمات الفقيد عثمان السماري - رحمه الله - في أعماق ذاكرتي وفي صميم أفراحي وأحزاني وسائر حياتي..
الآن وبعد حزن ومرارة وألم وحسرة فراقك، شعرت بقسوة غيابك، وأيقنت كم كان لحضورك من سخاء وثراء وحب وخير وعطاء، وكم كنت رائعاً في مواقفك ورقيقاً في مشاعرك ومتحمساً في أحلامك وتطلعاتك وحريصاً على مبادئك.. اليوم فقط اكتشفت بفخر واعتزاز أنك كنت وستظل أخي وتوأمي الذي لم تلده أمي..
لسنا وحدنا أنا وعائلتك وأقاربك الذين فقدناك، هنالك الكثيرون ممن تعاملت معهم برقي النبلاء ونخوة الكرماء فتركت وراءك أثراً جدير بالإمعان والاقتداء.. لمَ لا وأنت من رسم الحب وصنع الفرح وزرع بذور الخير في حقول كثيرة لن تنسى أياديك البيضاء..
رحم الله أبو تركي وأسكنه فسيح جناته وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان والدعاء له المغفرة و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
***
* التهيئة الإدارية سيكون لها شأن وتأثير واضح على أداء الهلال والاتحاد، فلمن الغلبة الإدارية؟!
* (يا من شرى له من حلاله علة) لسان حال الوحداويين بعد طرد حمادجي وأنداي في أهم وأصعب اللحظات أمام الاتحاد..
* والطائيون يرون أن تصرف حمادجي هو بمثابة عقوبة اختطافه الموسم الماضي..!!
* بحسب المعايير الاتحادية الدارجة، يُعد الحكم الألماني كنهوفر سيئاً وسبباً مباشراً في فوز الاتحاد وخسارة الوحدة..!!
* خسارته في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد ثم نهائي كأس سمو ولي العهد وبعد وصوله لنهائي الدوري، فإن أكثر ما يخشاه الاتحاديون أن تكون عقدة النهائيات قد انتقلت إليه بعد أن تخلص منها جاره الأهلي..!!
* تخطئ الجماهير الهلالية كثيراً إذا انشغلت في النهائي بالمطالبة بعدم اعتزال سامي الجابر.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5297» ثم أرسلها إلى الكود 82244
abajlan@hotmail.com