الرياض - نواف الفقير
انطلاقاً من حرصنا لتقديم ما يهم المستهلك في جميع الأوجه التي يمرّ بها يوميّاً.. حرصنا على تقديم هذه الصفحة لتكون نبض المستهلك، وتعكس جميع متطلباته وآرائه.. وتأكيداً لتقديم حمل ما يلمس حياة المستهلك فإننا نقدم الدعوة للجميع للمشاركة معنا لتتضافر الجهود لإبراز جميع قضايانا الاستهلااكية والمتطلبات حولها. للتواصل الاتصال على معد صفحة الاقتصاد والناس على: 4870000 تحويلة 516 أو على فاكس: 487093 .
تصوير: سعد العنزي
خلال الخمس سنوات الأخيرة انتشرت وبشكل كبير، محلات ومعارض (كل شيء بريالين)، هذا الانتشار شمل جميع المدن والمحافظات، والغريب أيضاً الإقبال الكبير من الناس على هذه المحلات.. لذلك رأينا الاقتراب من هذه المحلات والاطلاع على محتواها وسبب هذا الإقبال.
انتقلنا إلى أحد محلات (أبو ريالين) كما يُطلق عليه اختصاراً، وأخذنا جولة داخل المحل، وتفاجأنا بهذا التنوع الهائل في المعروضات التي تكاد تشمل جميع حاجيات الفرد العادي من كلا الجنسين باستثناء الغذاء والدواء .. فوجدنا الكماليات والعطور والمنظفات وغيرها ..
التقينا في البداية بأحد المتسوقين.. ويُدعى هشام عبدالله، وسألناه عن سبب قدومه للشراء من هذا المحل؟ فأجاب: محلات (كل شيء بريالين) نجدها تتميّز بتعدُّد المنتجات فيها ومن شأنها تلبية طلبات البيت، وفي الوقت نفسه شراؤنا من هذه المحلات يختصر علينا الوقت والسبب في ذلك جميع ما نحتاجه نجده هنا.
أيضاً التقينا بفيصل سالم وسألناه عن شمولية هذه المحلات من خلال تنوع المنتجات فيها؟ فرد علينا: باعتقادي أنّ هناك ميزة في هذه المحلات وهي هذا التنوع في العرض، إضافة إلى سهولة الوصول إليها بسبب كثرتها وانتشارها في الأحياء والشوارع العامة، وإن أسعارها مغرية للجميع. وأضاف: أحرص عادة على تلبية حاجيات المنزل من هنا خصوصاً ما يتعلق بالمنظفات.
أمّا أحد الإخوة المقيمين فأجابنا: إنّ أسعار المنتجات في هذه المحلات مناسبة للجميع، وفي الوقت نفسه التنوع في المنتجات خصوصاً أنّها متعلقة بأساسيات البيت وهي ما يجعل هذا الإقبال الكبير عليها.
وحين سألنا أحمد أبو الحسن عن جودة المنتج أو السلعة في هذه المحلات قال: أنا أحرص على شراء الكماليات وسفرة المائدة، أما المواد الأخرى فلا أشتريها، لأنها قد تكون مغشوشة ومقلَّدة.
وأضاف أبو الحسن: بعض هذه المحلات تكون سلعها مقلَّدة لذلك يجب أن ينتبه المتسوقون في هذه المحلات إلى هذا التقليد.
(الجزيرة) قامت بسؤال الشخص المسؤول في هذا المحل بعد تعذُّر وصولنا إلى صاحب المحل، وسألناه عن أسعار السلع المعروضة في هذا المحل التي تتميز بالرخص فما السبب في ذلك؟ فأجابنا قائلاً: هذه الأسعار المميزة هي بسبب نوعية هذه السلع خصوصاً في الكماليات ومواد التنظيف وأدواتها.. فهذا الجانب يشكل أساساً مهماً لجميع المنازل، والسلع الموجودة يتم استقدامها من دول شرق آسيا، هذا لا يعني رداءة هذه السلع بل بالعكس هي سلع بنوعية جيدة وفي الوقت نفسه بسعر مناسب.
بعد هذا كله وبعد التباين في الإجابات تعرض (الجزيرة) الموضوع أمام المستهلك نفسه ليعي ويدرك أنّ عليه الإدراك بنوعية وكفاءة ما يشتريه من سلع!!
أما ماجد مازن وهو صاحب محل أبو ريالين رد علينا: إن البضاعة الموجودة تلبي أغلب طلبات الزبون واحتياجه، ونحن بهذا نوفر له كل ما يتناسب مع السعر، وأضاف: هذه البضاعة نستقدمها من دبي والصين وحقيقة أغلب محتويات هذه البضاعة لا نكسب فيها شيئاً يذكر.
وحول جودة ونوعية هذه البضاعة رد علينا بقوله: لا أخفيك سراً أن كثيراً من بضاعتنا منتجات مقلدة ومغشوشة! ولكن الزبون على علم بهذا الموضوع فالسعر الزهيد له سبب!! لكن هذا لا يعني أن جميع بضائعنا مغشوشة وإنما لدينا سلع وبضائع واسعة جيدة ورخيصة وليس فيها غش بل هي تكشف حقيقة المحلات الأخرى التي تبيع نفس هذه المواد والمنتجات بأضعاف مضاعفة من سعرها الأصلي.
من هذه الإجابات وجدنا أن محلات أبو ريالين استطاعت أن تكتسح السوق وترغّب المستهلك فيها وليس هذا فقط.. فنجد أن محلات (أبو ريالين) ألحقت خسائر كبيرة بمحلات ذات أنشطة أخرى مثل محلات الهدايا، وكذلك محلات القرطاسية والمكتبات ما دفع بعدد من المحلات إلى إغلاق أبوابها نهائياً نتيجة المنافسة غير المتكافئة.. رأينا أن ننقل ردود فعل أصحاب المحلات الأخرى من آثار انتشار محلات أبو ريالين عليهم وهم بكل تأكيد من الحزب المعارض لهذه المحلات.. فقد أشار ناصر العطا الله وهو صاحب محل للهدايا باستغرابه ردة فعل وزارة التجارة لأنها لا تمنح سجلاً يجمع عدة أنشطة في موقع واحد، كما أن ترخيص فتح المحل المستخرج من البلدية لا يضم إلا نشاطاً محدداً، فكيف تقوم محلات أبو ريالين بممارسة بيع سلع مختلفة تحت سقف واحد؟
ويضيف العطالله أنه على الرغم من تعليمات الوزارة التي تمنع الإعلان عن تخفيضات إلا بموجب ترخيص ولمدة محددة إلا أن هناك محلات للخردوات المختلفة تضع لوحات ضخمة على المحلات بأسماء تجارية تختتم بعبارة: (للتخفيضات) وفي ذلك مخالفة صريحة للأنظمة والتعليمات ما يعني استمرار التخفيضات على مدار العام ولا نجد أي تحرك من الجهات المختصة حيال هذه التجاوزات.
أما أبو فهد وهو صاحب مكتبة، فأوضح أن انتشار هذه المحلات وكثرتها سيؤثر كما يرى على اقتصادنا الوطني، لأنها انتشرت بشكل خيالي في أسواقنا وتبيع كل شيء، فتجدها تبيع الأواني المنزلية وأدوات التنظيف والأجهزة الكهربائية والأدوات البلاستيكية والصابون والشامبوهات والبطاريات والمفارش والقصدير والزهور والورود وكل شيء.. والأدهى والأمر أنها تنافسنا على مصدر رزقنا، ببيع الأدوات المدرسية والقرطاسية، من أقلام رديئة ودفاتر وأدوات.
أما منصور غانم (صاحب قرطاسية) يقول: إن محلات أبو ريالين ضربت الموسم الرئيس الذي يعتمدون عليه فهذا موسمنا الحقيقي الذي ينشط به البيع، أما باقي السنة فالبيع ضعيف جداً، ونفى الفهيد ما يقال من أن الأسعار الخيالية والعالية هي التي دفعت المواطن للذهاب لمحلات أبو ريالين.. وقال: هذا غير صحيح، فبضاعتنا متنوعة، وفي متناول جميع الشرائح، فهناك من يريد الفاخر، وهذا له سعر والمتوسط له سعر، ولدينا شيء رخيص مثل ما تبيعه هذه المحلات، وشبه منصور غانم هذه المحلات بالحراج الذي تجد فيه كل شيء ما يرغّب فيه المشتري.