تحقيق - نواف الفقير - تصوير - سعد العنزي:
قرابة العام والنصف مرت على انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية في طريق من المفاوضات الطويلة والشاقة والتي بلغت من الوقت عقداً من الزمان.. ناهيك عن مراحل شهدتها هذه المفاوضات تميزت بالمد والجزر.
المتابع لهذا الطريق خصوصاً في مراحله الأخيرة يجزم على أن الانضمام واقع لا محالة لتكون الصورة أو اللوحة مشرقة ومنيرة للمملكة في هذا المعرض الفني الذي يحتوي على 150 صورة ولوحة حتى الآن.
ولكن هل كان التهيؤ والاستعداد لهذا الانضمام خصوصاً من القطاع الخاص كان على الشكل المطلوب.
حاولنا أن نقدم صورة عن رؤية أكاديميين مختصين وكذلك نظرة لبعض طلاب الأقسام المعنية في الأمر حيث أشار الدكتور حمد الحوشان أستاذ مساعد في قسم الاقتصاد بجامعة الملك سعود أن استفادة المملكة كبيرة من الانضمام لمنظمة التجارة العالمية وهي دخول الاستثمار الأجنبي كما أن قطاع البتروكيماويات سيستفيد ويعزز سابك على سبيل المثال من خلال الصادرات إلى أوروبا، حيث تمت هناك مفاوضات وقد تم حفظ نسبة الجمارك.
ونوّه الحوشان إلى أن الظروف الحالية وبعد مرور ما يزيد عن العام على انضمامنا لمنظمة التجارة العالمية لن تمكننا من إيجاد تقييم أو مقارنة على التطورات أو الإيجابيات المنتظرة من الانضمام لمنظمة التجارة العالمية.. لأن ذلك يتطلب سنوات عديدة كي نقرأ واقع المملكة الاقتصادي بعد الانضمام.
وأكد الدكتور حمد الحوشان أن هناك نقطة أساسية يجب أن لا نغفلها وهي يجب أن يتم التركيز على بناء الشاب السعودي وتأهيله وتدريبه والاستثمار فيه.. لأن انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية ومع المستقبل القريب ستفتح آفاقاً واسعة من ناحية توفير فرض وظيفية كبيرة وبالتالي لا بد من القطاع الخاص تحديداً النظر في هذه النقطة والوقوف عندها كثيراً.
عدد من طلاب القسم الاقتصادي في جامعة الملك سعود قاموا بالمشاركة وإبداء آرائهم الشخصية في موضوع المملكة وانضمامها لمنظمة التجارة العالمية حيث أوضح بدر محمد المطيري أن انضمام المملكة للمنظمة سيحمي الشركات السعودية وكذلك المنتجات السعودية من التقليد لأن ذلك سيكون له أثر كبير في حماية هذه المنتجات.. وأضاف: الآن لن نستطيع أن نقدم تقييماً لانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية لأن ذلك يتطلب وقتاً وبعد ذلك نستطيع أن نقرأ وبشكل واضح انضمامنا لمنظمة التجارة العالمية والتغييرات التي حدثت. أيضاً أشار الطالب عبدالعزيز بن عبدالله المبروك أن هناك فوائد عديدة للانضمام من ناحية دخول الاستثمار الأجنبي وكذلك القضاء على البطالة والحد كذلك من خروج رؤوس الأموال إلى الخارج.
وتطرق المبروك أن المملكة وما تعيشه من تطور والتوسع في إقامة المشاريع التنموية وكذلك إقامة المدن الاقتصادية سينعكس بالتالي على انضمامنا لمنظمة التجارة العالمية بشكل إيجابي.
أيضاً تحدث إلينا الطالب فهد نايف والذي لم يختلف عن زملائه من حيث صعوبة تقييم انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، ولكنه أكد أن هناك فوائد ومزايا منتظرة من خلال جودة الخدمة المقدمة للمستهلك وجودة نوعيتها وبالتالي ستتعدد الفرص أمام المستهلك.. وفي نفس الوقت ستكون المنافسة بين الشركات هي الأبرز وذلك من خلال الحرص على جذب المستهلك ولعل قطاع البنوك والاتصالات هما الأوضح في الفترة القليلة الماضية. وقد أجمع الطلاب على أنه من الأفضل إيجاد منهج في الجامعة للمنظمة، حيث يكون هناك تعريف أكثر بها.