في واحدة من أروع مباريات الموسم، والدوري السعودي تحديداً، تأهل الاتحاد للمرة الثالثة له هذا الموسم كطرف ثابت في النهائيات الثلاثة للبطولات السعودية عقب فوزه الجدير في المباراة الماراثونية على الوحدة بنتيجة (3-2).
سجل للاتحاد رضا تكر والحسن كيتا (هدفين)، وللوحدة علاء الكويكبي وعيسى المحياني.
وللأمانة نقول إن ظروف الطرد والإصابة وضعف اللياقة خذلت الوحدة بعد طرد الثنائي حمادجي وأنداي وإصابة المحياني بشد عضلي وفريقه استنفد تغييراته، وقبلها (هفوة لا تغتفر) من المدافع سليمان أميدو استقبلها كيتا كالهدية بصدر رحب وسجل منها الهدف الثاني مع مطلع الشوط الثاني.
نجما المباراة أولا الحسن كيتا والمدرب بوكير.
حكام المباراة
قاد المباراة طاقم تحكيم ألماني بقيادة تورستن كنهوفر للساحة، كريستيان شراير مساعدا أول، دتلف شيبي مساعدا ثانيا، وحكم رابع هو السعودي الدولي عبدالرحمن العمري.
بدأ المدرب ديمتري باللاعبين: تيسير آل نتيف، حمد منتشري، رضا تكر، أحمد الدوخي، صالح الصقري، عبدالله الواكد، سعود كريري، محمد نور، فاقنر، الحسن كيتا ورينالدو أوليفيرا. واعتمد على طريقة لعب 4-4-2.
بدأ المدرب بوكير باللاعبين: عساف القرني، سليمان أميدو، كامل الموسى، كامل المر، سليمان هوساوي، فلاديمير، أنداي، خالد الحازمي، حماد جي، علاء الكويكبي وعيسى المحياني. واعتمد على طريقة لعب 3-5-2.
* لعب الوحدة ضربة البداية وخسر حمادجي كرته من فاول في البداية لمصلحة البرازيلي فاجنر في وسط الميدان.
سدد الدوخي قبل اكتمال الدقيقة الثانية كرة طائشة خرجت ضربة مرمى للوحدة.
ضغط لاعبو الاتحاد على أقرانهم لاعبي الوحدة في نصف ملعبهم بهجوم ضاغط بغية تسجيل هدف مبكر ومباغت مع تضييق المساحات طيلة الـ(5) دقائق الأولى لكنه لم يفلح خلالها.
أول ركلة زاوية في المباراة كانت مع بلوغ الدقيقة الثامنة جاءت لمصلحة الوحدة.
ظل اللعب دونما تركيز حتى الدقيقة (13) بعد ان خلق نور هجمة رائعة وحول الكرة نحو الصقري الذي راوغ وجهز نفسه للتسديد بقوة اعتلت كرته العارضة وهي اللعبة الأخطر في الربع ساعة الأولى.
خلال الـ(20) دقيقة الأولى، كان الاتحاد الأكثر سيطرة وهجوماً واستحواذاً على الكرة وكسباً للأخطاء في ظل انكماش وحداوي واعتماد على الارتداد السريع بتحويل الكرات العكسية نحو الهداف عيسى المحياني.
وكانت الهجمتان الأخطر للاتحاد بواسطة الثنائي الصقري والحسن كيتا. فشل الحكم الألماني في منح مبدأ إتاحة الفرصة في الدقيقة (22) للنجم محمد نور واحتسب فاول للاتحاد سدده فاغنر بقوة أبعدت إلى الكورنر.
لتتعاقب الركنيات والخطورة الاتحادية بعد ذلك..
تتويج السيطرة
** كان طبيعيا أن يسجل الاتحاد من جراء الضغط والهجوم المكثف وتحقق ذلك في الدقيقة (24) حيث استغل الواكد وتكر في كسر مصيدة التسلل الوحداوية التي جاءت في أعقاب كورنر.
حيث مرر الواكد بخبرته وذكائه كرة (محفوظة) على رأس رضا تكر الذي غمز الكرة برأسه من فوق وخلف الحارس عساف القرني متوجاً السيطرة الاتحادية بهدف التقدم.
جزائية وحداوية
** لم تكتمل الدقائق الـ(27) إلا ويحتسب الحكم الألماني كنهوفر ركلة جزاء مستحقة للوحدة بعد عرقلة الكويكبي وإعاقة واضحة من الصقري للاعب الوحداوي تصدى لها بثقة علاء الكويكبي وسدد كرته ارضية على يسار آل نتيف مسجلا هدف التعادل ليعيد فريقه إلى أجواء المباراة ويفرض التعادل نفسه من جديد عند الدقيقة (28).
بقي الحسن كيتا أخطر لاعبي الاتحاد على المرمى الوحداوي بتحركاته خلال نصف الساعة الأولى.
في الدقيقة (33) كاد الوحدة أن يضيف هدفا ثانيا على اثر عكسية من كرة ثابتة. رد عليها منتشري واوليفيرا برأسيتين ذهبتا بعيدا عن المرمى الوحداوي.
أفلتت الكرة من يد حارس الوحدة في الدقيقة (36) من كرة المنتشري العكسية.
لم يتح لاعبو الوحدة الفرصة للبرازيلي فاجنر للتحرك بحرية بالكرة وكذلك نور.
في الدقيقة (42) يتدخل القائم والعارضة الاتحادية في انقاذ شباك آل نتيف من الاهتزاز للمرة الثانية على اثر ركلة زاوية نفذها ببراعة المر.
يعقبها كورنر آخر خطر سدد فيه فلاديمير بقوة مرت كرته بجوار القائم الأيسر للحارس الاتحادي.
الكرات الثابتة
** يجدر بنا أن نطلق على الشوط الأول (شوط الكرات الثابتة) حيث وضح اعتماد الفريقين عليها ومدى فعاليتها في صنع الخطورة على المرميين من كل الأطراف.
حكم المباراة لم يحتسب أي دقيقة كوقت بدل ضائع كدليل للعب الفريقين الايجابي ليطلق صافرته وينهي الشوط الأول بالتعادل (1-1).
هدية (أميدو)
** مع انطلاقة الشوط الثاني استغل الحسن كيتا المتابع (هفوة غريبة) من مدافع الوحدة سليمان أميدو الذي أهدى كرة هدف على طبق من ذهب للغيني كيتا، وهو آخر مدافع، وزاد على خطئه الغريب بخطأ أغرب (!!) عندما وقف مكانه مسمراً وترك كيتا ينفرد بحارس مرماه عساف القرني ليدخل داخل الصندوق ويضع كرته مرتاحاً أرضية على يمين عساف مسجلاً الهدف الثاني للاتحاد في الدقيقة (46) وبداية قوية للعميد في الشوط الثاني ومخيبة للآمال للفرسان.
وتواصلت الأخطاء الدفاعية، وكاد الاتحاد تحديداً بواسطة مهاجمه المشاغب والمتابع كيتا أن يضيف الهدف الثالث لولا تدخل العارضة الوحداوية وتسرع منتشري!!
فرصة التعادل
** الدقيقة (51) صنع حمادجي فرصة ولا أخطر لزميله المهاجم عيسى المحياني في خط الستة ياردات الاتحادية الذي سدد بقوة في جسد الحارس الاتحادي مضيعاً فرصة هدف التعادل لفريقه، ثم عاد المحياني ليسدد من خارج منطقة الجزاء لكن كرته اعتلت العارضة الاتحادية.
عاد الاتحاديون لكسر مصيدة التسلل الوحداوية وهذه المرة بواسطة الحسن كيتا الذي توغل في منطقة الجزاء وراوغ وحول كرة عكسية عرضية كانت تنتظر من يسددها نحو الشباك الوحداوية لكن لا متابع..!!
تغيير نفسي أو عقاب!
** زج بوكير بالمهاجم السريع والنشط ناصر الشمراني، واستبعد المدافع سليمان أميدو في الدقيقة (57).
وقد أحسن المدرب الألماني بهذا التدخل الفني خاصة بعدما لم يخرج أميدو من إطار الخطأ الذي وقع فيه، وأهدى بواسطته هدف التقدم الاتحادي.
وكان هذا التغيير أشبه بالعقاب أيضاً للاعب على هفوته الغريبة.
وآتت هذه الخطوة الفنية أكلها مع أول كرة تسلمها الشمراني، حيث استغل سرعته وجهز لنفسه الكرة وسدد بقوة نحو مرمى الاتحاد ولكن الحارس أبعد الكرة بصعوبة إلى الكورنر، بل إن حمادجي تحرك بفعالية بعد تقدمه للأمام ومع دخول الشمراني.
في الدقيقة (62) منح الحكم الألماني البطاقة الصفراء والثانية للوحداوي فلاديمير وكان قبلها قد أنذر الواكد لمخاشنته حمادجي.
كما منح الوحداوي إنداي البطاقة الصفراء الثالثة لتحركه من حائط الصد قبل تنفيذ الركلة الحرة المباشرة التي نفذها فاقنر ببراعة وأبعدها القرني بصعوبة إلى الكورنر.
أخرج ديمتري الصقري وأشرك المدافع أسامة المولد لتتحول الطريقة الاتحادية من 4-4-2 إلى 3-5-2 للحد من خطورة وتحركات الثلاثي الوحداوي: المحياني، حماد جي والشمراني.
وجه الحكم الألماني بطاقته الصفراء الرابعة للمدافع الاتحادي أحمد الدوخي لإضاعته الوقت.
جاء بوكير بلاعب الوسط ماجد الهزاني بدلاً من المدافع كامل المر، بينما استبعد ديمتري المهاجم السلبي جداً أوليفيرا وأشرك عوضاً عنه إبراهيم سويد للاستفادة من خبرته.
تنقل حمادجي في الأطراف وزاد من خطورة الهجمات الوحداوية فاضطر ديمتري إلى إشراك لاعب الوسط الأيسر مناف أبوشقير بديلاً عن البرازيلي المصاب فاقنر.
في الدقيقة (77) منح الحكم الألماني البطاقة الصفراء الخامسة لمدافع الوحدة أسامة هوساوي.
كانت الارتدادات الاتحادية خطرة على مرمى الوحدة خاصة بعد أن سحب بوكير مدافعيه أميدو والمر.
قاد أبوشقير الهجمات الاتحادية المرتدة بسرعة وبفكر عال وبتفاهم كبير مع الثنائي نور وكيتا.
في الدقيقة (82) سدد أبوشقير كرة قوية أمسك بها القرني على دفعتين.
وقبل النهاية بـ(5) دقائق أخرج بوكير علاء الكويكبي وأشرك أحمد الموسى لزيادة الفعالية الهجومية لفريقه.
تعادل قاتل
** وفي الوقت القاتل قبل النهاية بثلاث دقائق ونتيجة إصرار وحداوي هجومي وخطأ دفاعي اتحادي من الثلاثي تكر ومنتشري والدوخي يسجل النجم الهداف عيسى المحياني هدف التعادل (في غمضة عين) بعد سلسلة من المحاولات قادها الموسى ثم الشمراني وأخيراً أنداي حتى وصلت الكرة إلى القناص المحياني الذي جهز وسدد على يمين آل نتيف مسجلاً التعادل. واحتسب الحكم دقيقتين وقتا بدلا من الضائع كسب خلالهما نور فاول خطرا أمام قوس منطقة الجزاء الوحداوية تصدى له الواكد وسدد واصطدمت كرته بحائط الصد إلى الكورنر، فنفذه الخطر كيتا بخطورة نحو منتصف المرمى وأبعد خطورته عساف القرني بقبضة يده، ليطلق الحكم صافرة النهاية معلناً التعادل (2-2)، وتمتد المباراة إلى شوطين إضافيين.
الإضافي الأول
** بدأ مع هجمة اتحادية خطرة قادها الخبير نور أبعدها الدفاع الوحداوي إلى الكورنر.
وكانت راية التسلل بالمرصاد للسريع ناصر الشمراني في الدقيقة الثانية لتئد هجمة وحداوية خاطفة.
والثالثة كانت نقطة التحول في المباراة في الدقيقة الخامسة عندما طرد الحكم الألماني كنهوقر لاعب الوحدة حمادجي بعد استحقاقه للبطاقة الصفراء الثانية ليخسر بوكير وفرقته لاعبا وأي لاعب انه مفتاح اللعب حمادجي!!
بعدها بدقيقتين وقف القائم الايمن الوحداوي حائلا دون اهتزاز شباك الوحدة من قدم محمد نور الذي سدد بقوة من داخل منطقة الجزاء.
بعدها بدقيقة أضاع الحسن كيتا هدفا محققا عندما واجه المرمى الوحداوي وطوح بكرته بعيدة عن المرمى.
نظريا كان الفريق الوحداوي ينقص لاعبا بطرد حمادجي لكنه عمليا كان ينقص لاعبين في ظل اصابة الهداف عيسى المحياني بشد عضلي شديد.
فأصبح لزاما على الوحداويين ان يلعبوا على اضاعة الوقت والوصول إلى ركلات الترجيح.
كيتا.. ماذا تفعل؟!
** لا يختلف اثنان على ان الثنائي الألماني بوكير والغيني كيتا هما نجما المباراة دونما شك.
لكن الأخير أفسد تألقه بإضاعته للفرص المحققة والسهلة التسجيل بطريقة استفزازية لأنصار الاتحاد ولعل ما فعله من (لت.. وعجن) في كرته في الدقيقة (12) كانت الشاهد الأكبر فهو لم يسدد نحو المرمى بعد تجاوزه للحارس القرني ولم يمرر للثنائي سويد أو نور..!
الإضافي الثاني
** كما حدث في الإضافي الأول، بدأ الاتحاد الإضافي الثاني بتسديدة قوية لأبي شقير اتجهت ليد عساف القرني المتمركز أصبح شكل المباراة واضحا بعنوان: ضغط اتحادي ومحاولة وحداوية لجر المباراة إلى ركلات الترجيح.لكن الشمراني كاد يحسم الأمور لمصلحة الفرسان في الدقيقة الثامنة بتسديدة قوية أمسك بها آل نتيف على دفعتين.
خلصها.. كيتا
** قبل النهاية بـ(5) دقائق مرر سويد بخبرته كرة ولا أجمل للغيني كيتا وضعه بواسطتها أمام المرمى وجها لوجه على طريقة (أنت.. وضميرك) لكن الاخير أحسن استغلالها هذه المرة وسدد على يسار القرني مسجلا الهدف الثالث للاتحاد.. وكان هدف الحسم بالفعل!
بعدها منح الحكم بطاقتين صفراوين لمحمد نور وداود انداي كانت احداهما تعني للأخير الصفراء الثانية التي كانت تعني الطرد من الملعب لتزداد أمور الوحدة سوءاً..!
وقد كان قرارا قاسيا بحق انداي لاعب الوحدة.. أصبحت الأمور تسير تدريجيا وببطء نحو إعلان تأهل الاتحاد..
وفي الدقيقة الأخيرة يتقدم الحارس الوحداوي للمشاركة في آخر كورنر للفريق في الدوري لكن الحكم كان أسرع بإطلاق صافرة النهاية معلنا فوزا اتحاديا مستحقا بنتيجة (3-2) وخسارة أو خروج مشرف بحق لفرسان مكة من المربع الذهبي كثالث الدوري السعودي.