Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/05/2007 G Issue 12655
رأي الجزيرة
الاربعاء 6 جمادى الأول 1428   العدد  12655
توافق تجاه أزمة نهر البارد

في الأزمة المتفاقمة بشكل متزايد في مخيم نهر البارد بشمال لبنان هناك توافق كامل على أهمية إنهاء ما يحدث، وتوافق أكبر لبنانياً وفلسطينياً على رفض ما تقوم به الجماعة المسماة (فتح الإسلام)؛ فقد تبرَّأت الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها من هذه الجماعة، فيما وقفت القوى اللبنانية الموالية والمعارضة للحكومة داعمةً للجيش باعتبار أنه يخوض معركة من أجل استتباب الأمن في البلاد.

كلّ هذه المعطيات تفيد بإرادة موحَّدة هي ضرورية للوصول إلى نهج فاعل من أجل إنهاء ما يحدث، لكن من المهم أن يتم تطويق الأحداث قبل أن تستشري وتأخذ شكلاً أوسع، كما أنه من المهم الحفاظ على هذا التوافق في المواقف والرؤى، وهذا الأمر يستوجب أيضاً فاعلية التحركات حتى تتميز بالسرعة اللازمة؛ فاستمرار الأزمة قد يقود إلى وقائع جديدة، خصوصاً من جهة الآثار التي قد تترتب على موت المزيد من المدنيين، حيث تتحدث الأخبار حتى الآن عن مقتل وإصابة مائة من المدنيين داخل المخيم، هذا فضلاً عن الخسائر البشرية الكبيرة بين قوات الجيش اللبناني.

وفي المعالجات المستهدفة تبدو ضرورة مراعاة الوضع الذي يعاني منه المدنيون بشكل خاص، فهناك شبه استحالة لتزويدهم بالاحتياجات الضرورية من مأكل ومشرب وعلاج، مع وجود عشرات الجرحى الذين يحتاجون إلى إسعافات عاجلة.

الذين يعملون على تصعيد الوضع العسكري قد يستثمرون وقائع من الماضي لصبّ المزيد من الزيت على النيران المشتعلة أصلاً، ولهذا فإن التحرك الفاعل يهتم بمثل هذه الاعتبارات، ومن هنا تتزايد أهمية التحرك الجماعي القائم على ذلك الوفاق فلسطينياً ولبنانياً، مع عدم السماح لإعطاء تفسيرات خارج سياق ما هو قائم.

وفي هذا الصدد فإن الاهتمامات تنصرف أيضاً إلى الانفجارات التي ضربت منطقتين في بيروت متزامنة مع هذه الأحداث الدامية في مخيم نهر البارد، ومن الواضح أن هناك مَن يريد أن يعطي الأحداث بُعداً أكثر مما هي عليه في الحقيقة من خلال جرّ أطراف أخرى إلى ما يحدث، وهنا تحديداً تبرز أهمية الانتباه إلى سلامة لبنان، حيث تعمد هذه الانفجارات إلى استثمار ما هو حادث من تعقيدات سياسية على الساحة اللبنانية والانتقال بالصراع السياسي إلى ما هو أفدح.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد