شغل الأستاذ سليمان الحربش منصب المدير العام لصندوق OPECللتنمية الدوليةOPEC منذ عام 2003، وعندما قدم إلى منصبه في ذلك الوقت (لم يكن أحد ليعرف شيئاً عن الصندوق)، وعلى ذلك كان من أهم الأهداف التي يجب تحقيقها هو تعريف الناس بهذا الصندوق ونشاطه.

وقد اهتم الأستاذ سليمان بشؤون التنمية منذ أن كان يعمل في مجال الصناعات البترولية بالمملكة في فترة الستينيات من القرن الماضي، وعندما سئل عن سبب تركه لهذا المجال قال: (اكتشفت أن هذا المجال أفضل من صناعة النفط، فعندما أشاهد تأثير وجود طريق معبد في بوركينا فاسو وكيف أنه حول الوضع بشكل مختلف، فإن هذا يشعرني بالرضا والسعادة).

ويضيف قائلاً: تعتبر OPEC جهازاً للتنمية، وهو ليس جمعية خيرية، (فعندما نتحدث عن تخفيف الفقر في العالم فإننا لا نتحدث عن السياسات الاقتصادية وحسب، وإنما نتحدث أيضاً عن أناس يعانون معاناة حقيقية من الفقر ويصارعون من أجل لقمة العيش، والحديث في الأساس حول قضايا الحرمان والجوع والمرض والفاقة، تلك القضايا التي يعاني منها كثير من دول العالم يوماً بعد يوم).وقد تم إنشاء صندوق التنمية OPEC الدولي التمويلي عام 1976م، حيث شمل الدول أعضاء منظمة الأوبك الدولية للبترول، كما تعتمد العمليات التمويلية على التبرعات والمنح التي تقوم بها الدول الأعضاء في منظمة الأوبك، حيث وصل حجم التبرعات من قبل الدول الأعضاء العام الماضي إلى حوالي 3.435 مليون دولار، وتوزع هذه المبالغ على الدول النامية، فيما عدا الأعضاء في منظمة الأوبك، حيث استفادت حوالي 119 دولة في مختلف مناطق العالم من المساعدات في عام 2007م.

ويقول سليمان الحربش: (نحن نقدم المساعدة أيضاً في حال الطوارئ والكوارث الطبيعية). ويضيف: (لقد ذهبنا إلى إندونيسيا بعد تسونامي، وقد قدمنا أكبر المساعدات المالية التي فاقت كافة المنظمات والهيئات المساعدة الأخرى).وقد قدمت OPECمساعدات للدول النامية بلغت 8 بلايين دولار منذ إنشائها. أما المنظمات العربية فيقول الأستاذ حربش: (ضع الرقم صفر، وستعرف كم دفعت المنظمات العربية خلال 30 عاماً مضت كمساعدات للدول النامية).وتعمل OPEC من خلال ثلاثة قطاعات: القطاع الخاص، القطاع العام، وبرنامج المنح. وبالإضافة إلى البرنامج الطبيعي، يعمل برنامج من خلال ثلاثة برامج: (الغذاء لدول إفريقيا، برنامج محاربة الإيدز، ومجهودات إعادة إعمار الأراضي الفلسطينية).

وقد ساهمت المنظمة بمبلغ 4 ملايين دولار لجمعية كلينتون.

هذا، ويعتقد الأستاذ الحربش أن مرض الإيدز يمثل عائقاً كبيراً في طريق التنمية، خاصة في إفريقيا، حيث ينتشر المرض بصورة كبيرة.

يقول سليمان الحربش: (الأمر خطير، على الأخص بالنسبة للنساء الإفريقيات اللاتي لا يستطعن السفر للخارج لتلقي العلاج من هذا المرض الخطير، وهذه عقبة كبيرة). ويضيف قائلاً: (نحن لسنا منظمة سياسية، نحن نستهدف الشعوب المحتاجة في أي مكان من العالم بلا تفرقة، وهناك ما نسبته 90% من المشاريع التي تقوم بها المنظمة في المناطق شبه الصحراوية بإفريقيا، كما نعمل في دول أمريكا اللاتينية).

وحالياً تعملOPECبالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الفاو وعدد من المنظمات الأخرى، هذا بالإضافة إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ويعلق سليمان الحربش قائلاً: (عندما نتعامل مع الأمم المتحدة نشعر بأننا نعمل مع المجتمع الدولي، كما أن أفضل المشاريع التي نقوم بتنفيذها هي المشاريع الثنائية، أنا شخصياً أفضل تلك العمليات التي يمكنني فيها أن ألتقي بوزير أو شخصية مسؤولية عالمياً للعمل معاً للحد من انتشار الفقر مثلاً).

تتمركز OPEC في فيينا، بالنمسا، وهي تقوم بتوظيف الموهوبين من الشباب من مختلف بلدان العالم، حالياً يوجد نحو 142 موظفا في المنظمة، والرقم آخذ في الزيادة. ويضيف الأستاذ سليمان: (إذا نظرت إلى حجم التعاملات اليوم فستعرف كم نحن نعمل بجد ونشاط أكثر مما كنا عليه منذ أكثر من خمس سنوات مضت).