تفاعلاً مع الزيارة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز لمنطقة حائل وافتتاحه لمشروع رعاية الأطفال المعوقين الذي يحمل اسم سموه وتم بناؤه وتجهيزه على نفقة معالي الدكتور ناصر الرشيد، شرح لي أحد الزملاء معاناة الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة حائل وعدد آخر من مناطق المملكة، فيما يتعلق بصعوبة تأمين وارتفاع أسعار الأجهزة المساعدة التي تعينهم على التعامل مع إعاقتهم وتدفعهم للتعايش مع الحياة وأقرانهم بطريقة اعتيادية.

ولزيادة الإلمام والمعرفة في هذا الجانب سألت الصديق ومدير مكتب جمعية الأطفال المعاقين بحائل ومسؤول التربية الخاصة في المنطقة عبد السلام العامر، الذي أكَّد وجود هذه المعاناة وتزايد مخاطرها وآثارها العكسية على ذوي الاحتياجات الخاصة، فإلى جانب ارتفاع أسعار المعينات السمعية للأصم مثل (السماعة الطبية) وبرنامج متصفح الإنترنت ويُسمى (إبصار لايت) وكذلك آلة (برايل) للمكفوفين، وغيرها مثل الكراسي الكهربائية المتحرّكة ووسائل وأجهزة التدريب على النطق، فإن عدم توفر مراكز متخصصة لصيانة وإصلاح هذه الأجهزة وكذلك محلات بيعها في حائل وبقية المناطق هي بحد ذاتها مشكلة صعبة ومعاناة إنسانية ونفسية على هذه الفئة وعلى أسرهم، وخصوصاً حينما يكون في المنزل الواحد أكثر من شخص يحتاج لهذا النوع من الأجهزة.

هي دعوة لأهل الخير وللباحثين عن الأجر والثواب من الخالق سبحانه وتعالى للمبادرة بتوفير هذه الأجهزة والعمل مع الجهات المعنية والمراكز المتخصصة لإيجاد آلية مناسبة لتخفيض أسعارها وتوزيع مراكز بيعها وصيانتها على مختلف مناطق المملكة، خاصة إذا ما علمنا أن في منطقة حائل وحدها يزيد عدد ذوي الاحتياجات الخاصة على 800 حالة، وقس على ذلك بقية المناطق الأخرى.. نسأل الله أن يعين الجميع على فعل الخير كل في مجاله وحسب إمكاناته ومسؤولياته.

الاختلاف باحترام

نسمع كثيراً عن أهمية (الحوار) وضرورة (الشفافية) وقيمة احترام الرأي الآخر، وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، لكننا على أرض الواقع لا نرى غير صدامات وملاسنات شخصية وإقصاء للآخر ومحاولة تهميشه والتطاول عليه بإساءات ومغالطات وحروب تافهة، تثبت جميعها أن أدبيات ومواصفات وأدوات الحوار واحترام الآخر ليست موجودة في قاموس ثقافتنا إطلاقاً..!!

ما حدث بين الأمير فيصل بن عبد الرحمن والأستاذ خالد البلطان وبين جستنية والعمودي معاً ضد حمد الصنيع.. لا يمكن أن يندرج تحت مفهوم الحوار المفيد والاختلاف الإيجابي، ولا ينبع من معنى وفكرة (الشفافية)، كما لا يؤدي إلى تصحيح أخطاء أو حل لمشكلة، وإنما يزيد الأمور تعقيداً ويفتح أبواباً لمشكلات جديدة، لأنه كما ذكرت ينطلق من نظرة ضيقة ويهدف إلى تسجيل مواقف ومصالح شخصية تدفع صاحبها إلى التعامل بحدة والتحدث بلغة متوترة غير موضوعية الغرض منها الانتقام وتصفية الحسابات لا أكثر..!!

ليس مهماً أن ينتهي الاختلاف في الرأي بعملية اعتذار شكلي أو صلح مؤقت على طريق (تصالحوا) في حوادث السير، لأن النتيجة هنا ستكون على حساب الحقيقة وإنما المهم والأنسب أن يستمر الحوار بأفكار مجدية وبمفردات معبِّرة ولغة راقية غير استفزازية تثري مضامينه وتحقق أهدافه.

هنالك المزيد

لم تكن فضيحة السرقة الصحفية الأخيرة بالأمر المفاجئ بالنسبة لي ولكل من يعرف إمكانات وقدرات وعقليات المتطفلين على الصحافة، ولا أرى أن الموضوع جدير بالتفاعل والاهتمام لارتباطه باسم له من التجاوزات والكوارث ما هو أسوأ وأخطر بكثير من سرقة تم اكتشافها مؤخراً..

الفضيحة الحقيقية ليست في السرقة والصحفي المتورط بارتكابها وإنما تشمل كل من طرح فيه الثقة وسمح له بالانضمام إلى عالم الصحافة قبل التأكد من تأهيله وسلامة تفكيره، وهذه الإشكالية لا تقتصر فقط على الصحفي إياه، بل هي منتشرة وما زالت قائمة لدى كثير من منسوبي الصحافة والإعلام الرياضي عموماً ممن يحملون الصفة الصحفية لكنهم بعيدون تماماً عن أصولها وواجباتها وأبسط مؤهلاتها.

حالياً وربما يومياً وبمثل ما لدينا كتَّاب وصحافيون لهم قيمتهم واحترامهم وإسهامهم القوي في نشر الوعي والتطور والارتقاء، فإن هنالك أسماء فتحت لها الأبواب لتكتب التخلف وتنقل الأكاذيب والافتراء وتزاول العبث والابتذال بطريقة لا تقل إيذاء ومأساة من جريمة السرقة، لذلك وبمقدار ما أثير من أطروحات وتعليقات استنكرت السرقة في معظم المطبوعات والوسائل الإعلامية وحتى المنتديات.. فإننا نتطلع إلى اللحظة التي نتفق فيها جميعاً على محاربة الأقلام الفاسدة وتعريتها وطردها من ميدان لم يعد يحتمل المزيد من التشويه لإعلامنا وصورتنا أمام العالم..!

الوحدة ومأزق الاتحاد

على الرغم من تميّز وتكامل وتفوّق فريق الوحدة على جميع فرق الدوري بما فيها المتصدر الهلال، وجدارته بتحقيق البطولة وليس مجرد الوصول إلى المباراة قبل النهائية، إلا أن فرسان مكة سيجدون صعوبة بالغة وربما مهمة مستحيلة في تجاوز المنافس العتيد والخصم العنيد الاتحاد في المباراة المقبلة لأسباب غير فنية.

لا أريد تحطيم معنويات الوحداويين وإحباطهم في هذا التوقيت الحرج، كما أنه قياس لا يعتمد على نظرة تشاؤمية بحق فريق طموح ومتحمس يحظى باحترام وتعاطف غالبية الجماهير السعودية، وأصبح اليوم ضمن النخبة وفي مقدمة نجوم الدوري وإضافة جميلة ومكسب كبير للكرة السعودية، وإنما أتحدث عن أن فريق الوحدة سيتعرض في الأيام التي تسبق لقاء الاتحاد لحملة تخدير إعلامي ظاهرها الإشادة والإعجاب بمستواه أمام الشباب وباطنها محاولة نفخه وعرقلته ومنعه من اكتشاف أخطائه ومعالجة نقاط ضعفه.. إضافة إلى أن محدودية خبرته في مثل هذه المواجهات والتعامل مع أجوائها ستشكّل عقبة بالنسبة له في الوقت الذي ستكون فيه الخبرة مصدر دعم وعاملاً مسانداً للاتحاد..

ومن هنا يبرز الدور الإداري في تهيئة الظروف والأجواء النفسية والمعنوية قبل الفنية للاعبين، وكيفية احتواء الضغوط الجماهيرية والمناورات الإعلامية الهائلة قبل المباراة.

غرغرة

* يقول الأمير وليد بن بدر إن 90% مما يُطرح في الصحافة الرياضية كذب.. نأمل أن تكون مجرد (ذلة لسان) تستحق التوضيح والاعتذار من سموه.

* يوماً بعد آخر يثبت المذيع التلفزيوني سليمان الهويمل أنه محاور بارع متمكّن وأحد الوجوه المشرقة للقناة الرياضية وللإعلام السعودي.

* نتمنى من الرئيس الناجح جمال التونسي أن يحرص على صحته وعدم حضور المباريات الحاسمة طالما أنه سيتعرض بسببها لأزمات صحية كتلك التي رأيناها بعد لقاء الشباب.

* كشفت مباراة الوحدة والشباب حجم وكثافة الجماهير الوحداوية، وأنها تفوق بتعدادها جماهير الاتحاد والأهلي.

* نادي الوحدة الأحق من الاتحاد بلقب عميد الأندية السعودية، قالها ذات يوم الخبير والمخضرم محمد رمضان..

* الفرق الشاسع بين بوكير وجوزيه هو الذي منح الفوز للوحدة والسقوط للشباب.

* تأهل منتخبنا الأولمبي للتصفيات النهائية المؤهلة لأولمبياد بكين يحتاج لعمل فني وإداري مختلف عن الأدوار التمهيدية..

* قال الزميل فواز القبلان كلاماً مهماً عن الأخطاء الفادحة لأعضاء شرف الطائي في اختيارهم لمجلس الإدارة.

* الإعداد الجيد للنهائي يتطلب من الهلاليين حسم موضوع مشاركة طارق التائب من عدمها بأسرع وقت ممكن.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5297» ثم أرسلها إلى الكود 82244