حملت الجماهير الوحداوية جمال تونسي رئيس النادي على الأعناق، ورددت اسمه كثيراً بعد أن هتفت بصوت عالٍ: (الوحدة مالها إلا جمالها)، فتجاذبت معه أطراف الحديث لكنه لم يتحمل فانهمرت دموعه لتسبق كلماته، لأنه لم يتمالك نفسه أمام الحب الكبير الذي تكنه له الجماهير، وعندما شاهدته متعباً، وفي وضع لا يحسد عليه قامت بالابتعاد عنه من أجل أن يستنشق الهواء الطلب خوفاً عليه، وعلى صحته لإدراكها إنه من الأوفياء العاشقين للكيان الوحداوي بإخلاص ماله مثيل.. فسارعت للحفاظ على معشوقها، كما يصفه المحبون معشوق الجماهير الوحداوية لما عرف عنه من إخلاص منقطع النظير، ولدعمه المتواصل عندما كان بعيداً عن كرسي الرئاسة لجميع الإدارات، وبعد أن أخذ قسطاً من الراحة تحدث للجماهير وقال: جميعكم مثل أبنائي والحب المتبادل بيننا ليس غريباً على الأوفياء أمثالكم.. فكلنا نضحي من أجل الكيان الوحداوي وإن شاء الله نواصل المسيرة من نصر إلى نصر بإذن الله لنرفع الكأس الغالية لتحمله الجماهير فوق الأعناق مرددة: والله زمان يا وحدة ما يغلبها غلاب.
الوفاء الذي أكدته الجماهير الوحداوية لرئيس ناديها يؤكد قوة التلاحم بين الطرفين، وذلك لكون التونسي عاشقا متيما بحب الوحدة فكانت بدايته من المدرجات لأنه كان يرفض دخول المنصة رغم مكانته الاجتماعية كرجل أعمال يشار له بالبنان لكنه آثر المدرجات حتى يكون قريباً من الجمهور ويطالبه بالتشجيع الحار ليدرك عن قرب طموحاتهم فجاء ليحققها لهم وهو يسير في الاتجاه الصحيح بعد أن بذل الجهد بدون كلل أو ملل لدرجة أن الجميع أصبح يحسد الوحدة على جمالها.. والغريب أن الجماهير لم تطالب اللاعبين بعد الفوز على الشباب بالبذل والعطاء أمام الاتحاد لثقتها أن النادي في أيد أمينة.. وأن التونسي وإدارته والجهاز الفني بقيادة الألماني بوكير ومساعد الكابتن حاتم خيمي قادرون على إعداد الفرسان لتجاوز منعطف الاتحاد.