نشرت جريدة (المدينة) الأسبوع الماضي ضمن تغطيتها أحد الاجتماعات الاتحادية صورة لمدير العلاقات العامة بنادي الاتحاد عدنان جستنية وهو يقبِّل رأس رئيس النادي منصور البلوي.
وهذه الصورة ربما تكون طبيعية وعادية جداً لعامل بسيط يقبل رأس معزبه الذي ينقده راتبه نهاية كل شهر..!! وحيث إن الجستنية أحد العاملين في نادي الاتحاد ويقبض مرتبه من رئيس النادي بالتالي فإن الصورة المنشورة تكون مقبولة لمن يدين بالفضل لمعزبه لما هو عليه من حال ومآل. كما أننا لا نعترض على من ارتضى لنفسه أن يكون هذا مقامه، ولكن الجستنية يرفض تصنيفه في الوسط الرياضي بأحد العاملين في نادي الاتحاد؛ فهو يصنِّف نفسه على أنه كاتب وناقد رياضي..!! وربما هو يلبس على الناس بهذه التسمية من خلال الزاوية التي يمتلكها في جريدة (الرياضية)..!! وإذا كان الأمر كذلك في ظلّ إصرار الجستنية على أنه كاتب وناقد رياضي فإننا كصحفيين وكتَّاب ونقاد رياضيين نعتزّ بأقلامنا وآرائنا واستقلاليتنا، ونرفض ما شاهدناه في تلك الصورة رفضاً تاماً، ونرفض أن تحسب تلك الصورة علينا، ونعلن براءتنا من تلك الفعلة المشينة المهينة لكل كاتب وناقد وصحفي يحترم قلمه ويحترم مطبوعته، وأجزم أن تلك الفعلة لو حدثت من أحد المنتمين إلى صحيفتي لكانت آخر عهد له في عالم الصحافة، ولما جرؤ أن يدخل مبنى الصحيفة بعد ذلك، فكيف بالكتابة فيها؟! وأحسب أن صحفاً أخرى كثيرة هي كذلك. فنحن كصحفيين وكتَّاب ونقاد رياضيين نعتزّ بأقلامنا، ونفخر باستقلاليتنا، ونعتزّ كذلك ونفخر بالصحف التي نعمل فيها، ونحافظ على صورتها وسمعتها، وحريصون أشدّ الحرص في كل مكان وموقع على تشريفها، وأن نكون خير ممثِّلين لها، فإذا لم نستطع فليس أقلّ مَن أن لا نسيء إليها. إننا كصحفيين وكتَّاب ونقاد رياضيين نحترم جميع العاملين في الوسط الرياضي من رؤساء أندية وغيرهم، ولكننا نرفض تقبيل الأيادي والرؤوس.. نرفض الخضوع والخنوع.. نرفض طأطأة رؤوسنا لتقبيل أيادي ورؤوس رؤساء الأندية وغيرهم؛ فنحن وإياهم أنداد لا تابعين ولا خانعين.
من حقّ القارئ في كل مكان بعد تلك الصورة أن لا يحترمنا ككتَّاب وصحفيين، ومن حقه أن لا يثق بآرائنا ومواقفنا ويعتبرها مدفوعة الثمن، ومن حقه أن يصفنا بكل الصفات التي لا تليق بالكتَّاب والنقاد والصحفيين المحترمين. ولكنني أقول للقارئ في كل مكان: إن تلك الصورة (المعيبة) لا تمثِّلنا كصحفيين وكتَّاب ونقاد، ونحن منها براء. إنها ليست أفعالنا ولا سلوكياتنا، ولا تمت لنا بصلة. إنها فقط تمثِّل صاحبها، وتمثِّل صفاته وسلوكياته.
وإذا كان الوسط الصحفي الرياضي قد رُزئ مؤخراً بفضيحة ذلك الذي سرق أحد المقالات فكانت نهايته حيث آثر الانسحاب من الوسط كاملاً مداراةً لفضيحته فإنني أعتبر صورة الجستنية وهو ينحني ليقبِّل رأس البلوي أكثر فضائحية، وإذا كانت تلك الفعلة المهينة قد ظهرت للناس عبر الإعلام فإن ما يحدث خلف الكواليس وما لا تستطيع الكاميرا الوصول إليه لا شكَّ أنه أدهى وأمر.. والله المستعان.