كشف (المنتدى الاقتصادي العالمي) النقاب عن أحدث دراسة للسيناريوهات المحتملة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات العشرين المقبلة. ويتناول التقرير الذي جاء تحت عنوان (دول مجلس التعاون والعالم: السيناريوهات حتى 2025)، واستغرق إعداده 18 شهراً، السيناريوهات الثلاثة المحتملة للتطورات في منطقة مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة بين 2007 و2025، وشارك في الدراسة أكثر من 300 خبير من منطقة الخليج وخارجها.
ويطرح فريق الأبحاث الذي يقوده (المنتدى الاقتصادي العالمي) بالتعاون مع (مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين) و(جهاز الشؤون التنفيذية في أبوظبي)، و(شركة العليان المالية) في السعودية، سؤالين رئيسين حول مستقبل دول مجلس التعاون الخليجي، هما: هل سيكون قادة القطاعين العام والخاص في دول مجلس التعاون الخليجي، قادرين على إجراء الإصلاحات الاقتصادية والسياسية الضرورية، وفرض سيادة القانون بنجاح؟ وهل ستتمكن دول مجلس التعاون الخليجي من الحفاظ على الاستقرار والأمن الداخليين، في ظل الوضع الإقليمي المقعد والغامض؟
ويستعرض التقرير ثلاثة سيناريوهات محتملة في المنطقة خلال السنوات العشرين القادمة، تحت عناوين (الواحة)، و(العاصفة الرملية)، و(الخليج الخصيب). ويقول سيناريو (الواحة) إن الاستقرار الإقليمي سيظل يشكل تحدياً بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، ولكنها ستتمكن من تحقيق إصلاحات مؤسسية كبيرة. كما ستطور دول المنطقة علاقات تعاون قوية وستعمل معاً لتنسيق السياسات الاقتصادية والدبلوماسية من خلال إدارة حكم تكنوقراطية وسوق داخلية أكثر قوة. وأما سيناريو (العاصفة الرملية) فيفيد بأن حالة عدم الاستقرار في المنطقة هي العامل الرئيسي الذي سيقوض قدرة دول مجلس التعاون الخليجي على إجراء الإصلاحات المؤسسية الضرورية، بطريقة فعالة. ويرى هذا السيناريو عدداً من العوامل المركبة التي تجعل المنطقة المحيطة مضطربة إلى حد كبير، ومنها النزاع الدائر بين الولايات المتحدة وإيران؛ وإتساع دائرة العنف إلى خارج العراق. ويشير سيناريو (الخليج الخصيب) إلى ظهور دول مجلس التعاون الخليجي كمراكز للابتكار في بيئة عالمية تتسم بالطلب القوي على الطاقة وتنامي العولمة. وسيتيح الاستقرار الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي الفرصة لتركيز جهودها على تطوير كوادرها البشرية على كافة المستويات، والاستثمار بقوة في التعليم، ومواصلة مسيرة الإصلاح السياسي والمؤسسي بحذر، من أجل دعم مجتمعاتها واقتصادياتها المتنامية.
وقال نيكولاس ديفيز، عضو منظمة القيادات العالمية، ومدير المشاريع في المنتدى الاقتصادي العالمي: (ستبقى المنطقة خلال العشرين سنة القادمة محط أنظار العالم، ليس بسبب مسألة أمن الطاقة، بل أيضاً بسبب التطورات المتسارعة التي تشهدها أسواق المال والمدن المبتكرة. ويجب على العالم أن يضع تصورات للعوامل التي يمكن أن تدفع المنطقة إلى خارج المسار الصحيح، ورصد الفرص المتاحة لمساعدة دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، على تحقيق نجاحات تتجاوز توقعاتنا).
والتقرير الجديد هو نتاج مشروع متعدد الأطراف بينهم هيئات وممثلون عن القطاعين العام والخاص والمؤسسات غير الحكومية. ويستخدم مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين، وجهاز الشؤون التنفيذية في أبوظبي، هذه السيناريوهات لإنشاء قاعدة مشتركة للتفاهم مع القطاعين العام والخاص في بلديهما، وكذلك مع المستثمرين الأجانب وغيرهم من أصحاب المصلحة، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى سيناريو إيجابي لدول مجلس التعاون الخليجي. كما أكدت شركة العليان المالية التزامها بالمساهمة في تحقيق الرفاهية لبلدها والمنطقة عموماً، حيث تستخدم السيناريوهات بهدف تطوير طرق تفكير جديدة بشأن المستقبل.