في ثلاث مقالات متتالية، نشرت مطلع الشهر الحالي تحت عنوان (المشروع الوطني لخدمة المجتمع)، حاولت أن أتناول موضوع (خدمة المجتمع) بشيء من التوسع اعتماداً على دعوة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين ورئيس مجلس الأمناء في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، إلى تبني مشروع وطني لخدمة المجتمع يتولى تنفيذه القطاع الخاص على أساس المسؤولية الاجتماعية التي تفرض على القطاع الخاص رد الدين للوطن.
وأشرت بوضوح إلى بعض النماذج المشرفة للمؤسسات الخيرية الخاصة التي أخذت على عاتقها تقديم برامجها للمستفيدين بأسلوب حضاري متميز يدعم الاستقرار والإنتاجية وتنمية المهارات الفكرية والتعليمية، وتقديم البرامج الاجتماعية المتنوعة التي تهدف إلى تنمية الفرد والمجتمع، ومنها مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، ومؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية ومؤسسة الملك فيصل الخيرية، وجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي وبعض المؤسسات والبرامج الخيرية الأخرى، وأشرت أيضا إلى الدور الريادي الذي يقوم به الأمير سلمان بن عبد العزيز في برامج خدمة المجتمع.
لم يكد الشهر ينقضي حتى فاجأنا الأمير سلمان بن عبد العزيز، ورغم مشاغله ومسؤولياته الرسمية الكثيرة، بزيارة منطقة حائل للوقوف شخصيا على مشروعات خدمة المجتمع ولافتتاح مركز الأمير سلمان بن عبد العزيز لرعاية وتأهيل الأطفال المعوقين.
الزيارة الكريمة كشفت عن الكثير من المشروعات الاجتماعية التي تسابق أهل الخير للمشاركة فيها طلبا للأجر والمثوبة من الله العزيز الحكيم، وكشفت أيضا عن جهود الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز المثمرة التي ساعدت في فتح أبواب (خدمة المجتمع) على مصراعيها للخيرين من أبناء هذه الأرض الطيبة.
وكما وعدت في المقالات السابقة بالعودة إلى بعض رجال الأعمال الخيرين الذين لم نتمكن من طرح بعض برامجهم المميزة في المقالات السابقة، فها نحن نعود لذكر أحد أعلام العمل الخيري في المملكة العربية السعودية وهو الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد الداعم لمشاريع البر والخير في جميع مناطق المملكة.
بكل أمانة، لم أطلع على جملة المشاريع الخيرية العملاقة التي قام بها الدكتور ناصر الرشيد، وهو تقصير مني دون أدنى شك، وعند قراءتي لجريدة الجزيرة الصادرة يوم الخميس الماضي توقفت كثيرا عند الإطلاع على مساهمات الدكتور الرشيد الخيرية.
أعدت قراءة تكلفة مشروع (مركز الملك فهد للأورام وسرطان الأطفال) ومشروع التوسعة الذي كلف أكثر من 500 مليون ريال سعودي، ما دعاني إلى الاتصال بالإخوة في جريدة الجزيرة للتأكد من الرقم، وبعد أن تم تأكيده لي واصلت قراءة المشاريع الأخرى ومن أبرزها: إنشاء مائة مسجد في منطقة حائل، مركز الدكتور ناصر إبراهيم الرشيد لطب العيون في حائل، مركز الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد لرعاية الأيتام (تحت الإنشاء) الذي بلغت ميزانيته 90 مليون ريال، إضافة إلى وقف مخصص له بكلفة 30 مليون ريال سعودي، وغير ذلك من مشروعات البر الكثيرة.
نشعر بالفخر والسعادة عندما نتحدث عن تبرعات خيرية تفوق في مجملها المليار ريال دفعت بطيب خاطر من أحد رجال الأعمال الأوفياء لأوطانهم والمحبين لإخوانهم وأخواتهم وأبنائهم، وندعو الله الكريم أن يجزل لهم المثوبة والعطاء نظير ما قدموا من أعمال البر والإحسان.
ما قدمه الدكتور ناصر الرشيد في خدمة المجتمع من أعمال جليلة تفوق في حجمها ما قدمته البنوك السعودية متضامنة خلال سنواتها الماضية تثبت أن أبناء هذه البلاد الطيبة هم أكثر حرصا على البذل والعطاء متى أتيحت لهم الفرصة وسنحت لهم الظروف وحصلوا على الدعم والتسهيلات الكفيلة بتنمية أعمالهم الخيرية التي ينشدون بها وجه الله، نحسبهم كذلك والله حسيبهم. ونحمد الله أن هيأ لمثل هؤلاء الرجال الأوفياء حكومة رشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، تساعدهم على فتح أبواب الخير وتعينهم عليه.
ولا ننسى هنا الدور الريادي الذي يقوم به الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، في تنظيم أعمال البر وتشجيع رجال المال والأعمال على الانخراط فيها ابتغاء مرضاة الله.
كل ما نرجوه أن يتسابق أهل الخير في بذل الإحسان، ومد يد العون للمحتاجين، ورد الجميل للوطن الكريم الذي هيأ لأبنائه سبل العيش والكسب الحلال.
قال تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
f.albuainain@hotmail.com