ضمن التصفيات الأولمبية المؤهلة إلى الصين في 2008 بمدينة بكين سيلتقي منتخبنا السعودي الأولمبي في مباراته ما قبل الأخيرة أمام المنتخب الأردني في مدينة الدمام، يدخل منتخبنا هذه المباراة وهو الذي:
يأتي خلفه في سلم الترتيب منتخب أستراليا ومنتخب إيران بخمس نقاط من 4 مباريات، وفي آخر المجموعة يقبع المنتخب الأردني بنقطتين جناهما من تعادلين.
وبنظرة فنية عامة عن منتخبنا الأولمبي السعودي يجب أن نعترف بأن المنتخب الأولمبي السعودي كان أداؤه أكثر من جيد ومتوازن ووضح فيه الترابط بين خطوط الفريق أيضاً كان توظيف اللاعبين في أرض الملعب أكثر من ممتاز وأصبح للمنتخب شخصية وأصبح أكثر خطورةً وأكثر قوةً وتجانساً.
وكل هذه العوامل لا شك بأنها نتاج لإقالة المدرب السابق نونيز وإحلال المدربين الوطنيين بندر الجعيثن وعمر باخشوين اللذين قاما بإعادة صياغة الفريق واختيار التشكيل المناسب ورسم الخطة المناسبة للمنتخب بعد التعرف التام على قدرات اللاعبين والعمل على استغلالها الاستغلال الأمثل أيضاً إعادة الثقة للاعبين والعمل على تهيئة اللاعبين نفسياً من خلال الجهاز الإداري بقيادة الأستاذ فهد الحميدي، كل هذه العوامل التي وقف خلفها آنذاك صاحب السمو الأمير نواف بن سعد - نائب رئيس لجنة المنتخبات المشرف على المنتخبات السنية ومتابعة من قِبل الأستاذ طلال آل الشيخ اللذان قاما بدعم المدربين الوطنيين وإعطائهم الثقة والوقوف معهم حتى استطاع المنتخب وخلال فترة وجيزة من التغلب على جميع العوامل المؤثرة السابقة والخروج من حالة عدم التوازن وإعادة توهج الأداء داخل الملعب.
لا شك أن الفوز على المنتخب الأسترالي بالدمام بنتيجة 2-1 أعاد للاعبين الثقة وأصبحت روحهم المعنوية أكثر من جيدة والشيء المهم في هذا الفوز هو قدرة المنتخب على العودة للمباراة بعدما كان متخلفاً بهدف وهو شيء إيجابي في عالم كرة القدم يندرج تحت مسمى الإصرار والعزيمة والقدرة على التغلب على المواقف الصعبة في المباراة، وبين مباراة أستراليا والأردن الشيء الكثير كون المنتخب يقابل أضعف فرق المجموعة وهو الأردن والفريق الفقير فنياً حيث إنه لم يحقق أي انتصار من 4 لقاءات فقط يملك كما أسلفنا تعادلين وسجل فقط هدفاً واحداً.
وبنظرة عامة عن أسلوب لعب المنتخب الأولمبي الأردني نجد أن الفريق يلعب بأسلوب 4-5-1 يعتمد في طريقة أدائه على إغلاق المساحات الخلفية بأكثر عددٍ من اللاعبين والإبقاء على لاعب بخط المقدمة وهو اللاعب السيافي رقم 8 واللعب على الهجوم المرتد واستغلال سرعة هذا اللاعب بمساندة من 3 لاعبين من خط المنتصف، يمتاز الفريق الأردني باللعب بحماس وقوة وقتال ولياقة عالية ولكن الفريق عادة ما يفقد تركيزه بعد ولوج هدف في مرماه وفي آخر عشر دقائق من المباراة كما كان في مباراته الأخيرة أمام المنتخب الإيراني حيث قبل هدفين في آخر 7 دقائق أيضاً لديهم ضعف واضح في أطراف الملعب وبالأخص ظهيرا الجنب.
أيضاً من الأشياء الغريبة في المنتخب الأردني بأنه دائماً يخسر في أرضه ويحقق نتائج إيجابية خارج أرضه حيث إنه متعادل مع إيران وأستراليا خارج أرضه وخسر من منتخبنا ومن إيران في الأردن، وهذا الشيء يثير الدهشة ولا شك بأن المسؤولين عن المنتخب أعطوا لهذا الجانب أهمية كبرى وأعدوا العدة للتغلب على هذا الجانب من خلال تذكير اللاعبين بذلك حتى لا يقع لاعبو المنتخب السعودي في فخ المنتخب الأردني.
حسابياً المنتخب الأردني لديه أمل أو بصيص منه حيث يملك نقطتين وفوزه على منتخبنا وإن تحقق سوف يزيد رصيده لخمس نقاط يعادل بها المنتخبين الأسترالي والإيراني اللذين سوف يلتقيان في نفس اليوم وكل منهما يملك خمس نقاط على أمل أن يتعادل الفريقان ويلعب مباراته الأخيرة أمام أستراليا ويحقق الفوز ومنتخبنا يخدمه أيضاً بالفوز على المنتخب الإيراني ويصبح لديه 8 نقاط ويبقي على منافسيه الأسترالي والإيراني ب6 نقاط ويرافق منتخبنا للتأهل للأدوار النهائية.
هي احتمالات وفي عالم كرة القدم كل الأمور واردة قد يتوقع المتابعون شيئاً ولا يحدث وقد يستبعدون احتمالاً آخر ويحدث وبعدها يطلق عليه (مفاجأة)، منتخبنا السعودي يدخل هذا اللقاء ب9 نقاط وفوزه في هذا اللقاء سوف يبعده عن أي حسابات أخرى حيث سوف يصبح رصيده 12 نقطة يتصدر بها المركز الأول دون النظر لمباراته الأخيرة أمام المنتخب الإيراني بإيران وفي حالة تعادله سوف يصبح رصيده 10 نقاط وعند فوز المنتخب الأسترالي أو الإيراني صاحبي النقاط الخمس سوف يصبح رصيد أي منهما ثماني نقاط وهي كفيلة بأن تكون مباراة المنتخب الأخيرة قوية وحاسمة أمام المنتخب الإيراني.
أتوقع أن الجهاز الفني السعودي بقيادة ابني الوطن بندر الجعيثن ومساعده عمر باخشوين سيدخلان هذه المباراة وهم بشعار الفوز ولا غيره، وأعتقد أن الجهاز الفني سوف يدخل بنفس التشكيل الذي لعب به أمام المنتخب الأسترالي لعدة أسباب منها الأداء الجيد الذي قدمه اللاعبون في هذه المباراة، أيضاً الرغبة في الثبات على تشكيل معين وعدم تشتيت فكر اللاعبين وذلك لخلق روح الانسجام بين المجموعة.
حراسة المنتخب مطمئنة يقف خلفها الحارس الجيد وليد الذي نتوقع أن يكون من أفضل الحراس بالمملكة إذا حافظ على تألقه.
أيضاً بالدفاع يوجد كلٌ من ماجد العمري صاحب الأداء العالي وجفين البيشي اللاعب المقاتل وفي الجهة اليمنى يُوجد الظهير العصري إبراهيم شراحيلي، وفي الجهة اليسرى صاحب الأداء الجيد عبدالله شهيل في خط المنتصف يلعب المنتخب بلاعبي وسط ارتكاز هم عبداللطيف الغنام ضابط الوسط وإلى جانبه معتز الموسى صاحب الانطلاقات والتسديدات في الوسط الأيمن يأتي اللاعب حسن معاذ صاحب المجهود الوافر وفي الوسط الأيسر الفنان الصغير عبدالعزيز الدوسري وفي خط المقدمة يُوجد يوسف السالم الهداف المتميز ومحمد السهلاولي قناص الكرة السعودية القادم.
بنظرة عامة نجد أن الدفاع لديه قوة في العمق وبالأخص في قلبي الدفاع في الكرات الهوائية والالتحامات أيضاً نجد ظهيري الجنب يجيدان الانطلاق من الجهتين والتوغل من خلال مهاراتهما العالية، في خط الوسط لا شك أن لاعبي الارتكاز يقومان بأدوار أكثر من جيدة يتبادلان من خلال المساندة على حسب الجهة تارة يشارك بالهجوم الغنام وتارة يشارك معتز وما يميز هذا الثنائي هو التمركز الجيد في وسط الملعب والاستلام والتسليم الجيد إضافة لرؤيتهما الشاملة للملعب إضافة لتغطية الثغرات في خط الدفاع.
في وسط الملعب لا شك أن حسن معاذ لاعب مجهوده عالٍ يجيد المراوغة والتسديد أيضاً هو لاعب مميز في التسجيل سواء في الألعاب الهوائية أو من خلال الاختراق في العمق أو على الأطراف، وفي الجانب الآخر يأتي اللاعب صاحب الأداء الممتع عبدالعزيز الدوسري على الرغم من قصر قامته إلا أنه بالفعل لاعب مكسب كبير للكرة السعودية فهو يجمع بين الأداء السهل والفكر في التعامل مع الخصوم بالملعب هو يعرف متى يراوغ ومتى يمرر وأعتقد أنه لاعب مهم بالخريطة السعودية، في خط المقدمة يأتي اللاعب يوسف السالم كهداف مميز وبالأخص في الألعاب الهوائية يجيد اختيار الأماكن المناسبة للتهديف ونجده أيضاً يساند الوسط بالدفاع، وهذا شيء إيجابي من لاعب في خط الهجوم وبجانبه زميله المتألق محمد السهلاوي اللاعب الذكي الذي يملك فكراً رائعاً في كيفية المراوغة والتمرير في الأماكن الضيقة بالإضافة إلى قدرته على الاحتفاظ بالكرة ووضع الأهداف، في خط الاحتياط يملك منتخبنا لاعبين مميزين ممكن الاستعانة بهم على حسب مجريات المباراة كمحمد العنبر والصويلح الذي شارك في مباراة أستراليا وكانت مشاركته أكثر من رائعة أيضاً يُوجد اللاعب الفنان صالح الغوينم وعبدالعزيز عبدالسلام وعبدالله الاسطا والنمري وغيرهم من الأسماء.
نقاط عامة عن اللقاء
1- فوز منتخبنا سوف يجعله متصدراً مجموعته برصيد 12 نقطة دون النظر بمباراته الأخيرة أمام المنتخب الإيراني في إيران.
2- الجمهور السعودي في المنطقة الشرقية سوف يعطي الدافع القوي للاعبين من خلال الحضور والتشجيع.
3- المنتخب الأردني لم يخسر خارج أرضه من أصل مباراتين لعبهم أمام أستراليا وإيران.
4- المنتخب الأردني تعادل في لقاءين خارج أرضه.
5- وصول منتخب الأردن الاثنين ليلاً وتأدية تمرين واحد يوم الثلاثاء واللعب يوم الأربعاء يعطي انطباعاً أن المنتخب الأردني غير حريص على المباراة وفاقد لأمل التأهل.
6- نتيجة مباراة إيران وأستراليا التي سوف تُلعب في نفس اليوم ولكنها عصراً سوف تؤثر في المباراة.
7- نهائي بطولة دوري أبطال العرب الذي سوف يجمع بين الفيصلي الأردني ووفاق سطيف يوم الخميس أخذ الاهتمام من الإعلام الأردني أكثر من المنتخب.
8- مشاركة محمد السهلاوي ويوسف السالم بالمنتخب على حساب الصويلح والعنبر جاءت من مبدأ مشاركة الأول والثاني في المباريات الخاصة بفرقهم بالدوري وابتعاد الثالث والرابع عن المشاركة مع فرقهم سواء بداعي الإصابات أو أسباب أخرى وبذلك ابتعادهما عن أجواء المباريات.
9- استبعاد تركي الثقفي للإصابة لا شك أنه خسارة لكن غيابه لن يكون مؤثراً لوجود البديل الجيد.
* مدرب وطني ومحلل