هناك في شمال المجد والعراقة والتأريخ كانت يد القائد الباني تمتد كريمة حانية لتنشر الحب وتزرع الأمل، ومعه كانت سحابة الوطن تهطل خيراً ونماءً وبناءً، كل هذا من أجل أن يبقى المواطن حيثما كان عزيزاً مكرّماً منتمياً بوفاء وولاء لأرضه ووطنه وأمته..
في الحدود الشمالية ثم الجوف وتبوك لم تأخذ زيارة الملك الميمونة الوطن كل الوطن ليسعد بأفراح الشمال ويتباهى بمشاريع تنميته وازدهاره فحسب وإنما كشفت عن مخزون إبداع إنسانه وسخاء وفائه على الرغم من سنوات غيابه واختفائه في عوالم النسيان وخلف جبال من رمال ووسط صحراء شاسعة حالمة بقدوم خير جديد، ها هو يبزغ ويتحقق بمزيد من الإشراق والانطلاق والتطلع.
احتفالية الحدود الشمالية جسدت بصدق حقيقة أن لدى إنسان هذه المنطقة ثروة فكر وإبداع وعطاء لم تكتشف، وأن بإمكانه أن يرسم ويصنع للوطن جمال الإبهار ومعنى الأصالة بأنامل مخلصة وبقلب نقي ناصع البياض.
الأندية متورّطة في منتدياتها
كشف بيان أمانة اتحاد الكرة المتضمن نفي ما نُشر في بعض مواقع ومنتديات الإنترنت حول الخطاب الموجه من الأمانة لنادي الهلال بخصوص المهاجم ياسر القحطاني واستهدافه باتهامات باطلة، كشف خطورة وفوضوية ما يُنشر في هكذا مواقع، كما أنه يدل على أننا أمام قضية إجرائية معقدة تتمثَّل بكيفية التعامل مع هذه المنتديات وخصوصاً التي تؤكِّد على أنها الموقع الرسمي للنادي..!
الخطاب المزيّف قطرة في بحر الأكاذيب والإيذاءات والممارسات الشريرة والمفردات الكريهة، وهو للأسف استثمار فاسد للتقنية، واغتيال فاضح للتطور، ولعبة خطيرة في يد ثلة من الغوغائيين والرعاع.. وتزداد الكارثة سوءاً وإزعاجاً حينما يحمل الموقع الصفة الرسمية للنادي، الأمر الذي يعني أن كل ما يُنشر فيه يمثِّل رأي وموقف ووجهة نظر النادي. وهنا - أي بالنسبة للمواقع الرسمية للأندية - لا بد أن يكون التعامل معها من قبل الجهات المعنية بطريقة رسمية ونظامية، طالما أنها تعمل وتخاطب وتتحرك تحت هذا المسمى شكلاً ومضموناً..
الأكيد أن منتديات الأندية أصبحت عبئاً ثقيلاً وضرراً على استقرار الأندية وتماسكها وتدخلاً في قراراتها وخصوصياتها، بدلاً من أن تكون إضافة ثقافية وإعلامية وجهة خدمية توعوية لمنسوبي النادي وتساهم في نشر المثل والمبادئ، والنهوض ببرامجه وأنشطته وألعابه.
والأسوأ من ذلك أن كثيراً منها تحوّلت إلى مدارس رديئة لبث لغة الأحقاد والتعصب وتخريج طلاب يعانون من آفة التخلّف وأمراض الكراهية.. وما لم تبادر الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو الجهات المعنية الأخرى إلى إصدار نظام واضح وحازم لضبط عمل وتوجهات هذه المنتديات التابعة للأندية فإن الوضع سيكون مأساوياً وتلاعباً فجاً بعقول وآدمية وكرامة البشر..!!
العلاج الشافي لعلة الطائي!!
أثار الزميل الخبير (عبيد الضلع) موضوعاً يتعلّق بعادة الطائي الموسمية مع الهبوط، وتساءل عن سر استمرار هذه المعضلة حتى بعد أن توافرت له هذا الموسم مقومات المنافسة على المربع وبالذات في الجانب المادي..؟!
في مستهل الموسم وفي مواسم سابقة ذكرت أن الطائي كان وما زال يعاني إدارياً من إشكالية عدم بناء الفريق وتنظيمه وإعداده ليكون مؤهلاً للمنافسة على مراكز المقدمة وليس المؤخرة، وهذا بالطبع طموح مشروع لكنه يحتاج لفكر إداري وعمل جاد وعناصر أخرى مادية وفنية ومعنوية تتناسب مع قيمة الهدف وصعوبة تحقيقه، ولو عدنا إلى بداية الدوري الحالي لرأينا كيف استطاع الطائي إحراز انتصارات قوية ونقاط ثمينة جعلته مرشحاً للمنافسة، لكنه بعد وصوله إلى ذات الرقم الموسمي شعر مسيّروه بالاطمئنان وتحقيق طموح البقاء وبدأ مؤشر الفريق يتراجع والانتكاسات تتزايد والأخطاء تتفاقم بصورة باتت متكررة في كل موسم وفي نفس التوقيت، لأن الأسلوب الإداري نفسه لم يتغيّر حتى وإن تغيَّرت الأسماء..!! برأيي أن المشكلة ستدوم، وسيظل الطائي يعاني من عقدة الخوف من الهبوط على الرغم من أنه يملك التجربة المشرّفة والخبرة الطويلة التي تساعده على الخروج من هذا المأزق إلى حيث المكان اللائق بكفاحه، لأنه يفتقد أساساً لوجود آليات تنظّم وتحدّد طريقة ترشيح واختيار أو بالأصح انتخاب مجلس الإدارة، وكذلك حقوق وواجبات وصلاحيات أعضاء الشرف، الأمر الذي أدى إلى عدم الاستقرار الإداري في الطائي وتداخل المهام وتوتر الأجواء بين الإدارة وأعضاء الشرف في أكثر من موسم، وما نتج عن ذلك من أزمات وأخطاء سيأتي اليوم الذي لا يستطيع الطائي الخروج منها بسلام وبانفراج مؤقت كما في نهاية كل موسم!
الطائي بشهرته الذائعة ومكانته المميزة مع النخبة والكبار من المفترض أن يتم التخطيط له باحترافية ويدار بعقول ناضجة ومتفتحة وقادرة على إدارة شؤون النادي بانضباطية تراعي مصلحة الطائي وتهتم بتفوقه وتألقه وبناء مستقبله أكثر من أي شيء آخر.
غرغرة
* بطولة دوري شباب الممتاز إنجاز جديد للهلال ونجاح آخر متجدّد للأمير الفذ والنشط بندر بن محمد.
* استقالة الأمير نواف بن سعد من عضوية الاتحاد خسارة فادحة للكرة السعودية.
* جاء ترتيب الفرق في مرحلة الدوري التمهيدية منطقياً ومنصفاً إلى حد كبير..
* كان بإمكان الطائي أن يحقّق أفضل من المركز السابع لو لم يتعرض الفريق لبعض الأخطاء الإدارية والتغييرات التدريبية.
* تأهل الهلال لدور الثمانية الآسيوي يتطلب جهداً مضاعفاً وعملاً واسعاً وجاداً على المستويين الإداري والفني.
* الاتهامات الداخلية المتبادلة في الاتحاد والنصر نتاج طبيعي لمحاولات التستر وإخفاء الحقائق في الناديين.
* تفرّغ إدارة الفيصلي وانشغالها بالاحتجاجات في الفترة الأخيرة من أسباب هبوط الفريق على عكس تألقها وهدوئها في بداية الموسم.
* فضيحة السرقة التي كشفتها (الاقتصادية) أثبتت حاجة الصحافة السعودية لعملية فرز وطرد المتطفلين عليها..!!
abajlan@hotmail.com