Al Jazirah NewsPaper Monday  14/05/2007 G Issue 12646
رأي الجزيرة
الأثنين 27 ربيع الثاني 1428   العدد  12646
حديث عن فلسطين لم يحِنْ أوانه بعدُ

الساحة الفلسطينية في حالة فوران دائمة، إما بسبب الاعتداءات اليومية الإسرائيلية التي تتخيَّر ضحاياها بصورة منتظمة من الضفة وغزة، وإما بسبب التنافس التقليدي بين حماس وفتح الذي يتطور في بعض الأحيان إلى رمايات بالرصاص الحي، وذلك يمثل أخطر تجليات ذلك التنافس.

غير أن سخونة الساحة الفلسطينية تتخذ شكلاً آخر من خلال التحركات السياسية التي تطرح - في بعض الأحيان - مسائل جرى التوافق على الابتعاد عنها في الوقت الحالي؛ فقد تردَّد الحديث مؤخراً عن الكونفدرالية أو الفيدرالية بين كيان فلسطيني والأردن، وهو أمر يتم طرحه في الوقت غير المناسب، فحتى الآن لا توجد دولة فلسطينية يمكن لها إقامة أية نوع من الاتحاد مع أيّ كان، ومع ذلك فإسرائيل تترقب بشغف خطوة من هذا النوع، فهي تتطلع دائماً إلى الحفاظ على الأوضاع كما هي، بما في ذلك دولة فلسطينية متآكلة الأطراف؛ فقيام أي نوع من الاتحاد مع كيان فلسطيني بهذا الشكل الجغرافي والسياسي الذي عليه فلسطين الآن يجعل إسرائيل في حِلّ من النظر في أي موضوعات ما زالت معلَّقة، ومنها ما يتصل بوضع القدس وعودة اللاجئين وغيرهما من الموضوعات التي لم يتم البتّ فيها.

ولذلك فلم يكن مستغرباً أن يكون أكثر المروّجين لمثل هذا الحديث هم الإسرائيليين أنفسهم؛ فقد نسبت صحيفة إسرائيلية تصريحات حول مقترحات بشأن نوع من الاتحاد بين الأردن وفلسطين إلى شخصية أردنية خارج التشكيلة الحكومة، غير أن الصحف الإسرائيلية ركزت كثيراً على هذه المقترحات كونها تتفق مع الرؤية الإسرائيلية للسلام المبتور الذي تسعى إليه.

والحقيقة أن الدولة الفلسطينية من الناحية الجغرافية لم تستكمل مقوماتها بعدُ؛ فهي لا تزال مجزَّأة بسبب الأفعال الإسرائيلية القسرية، ولعل الأبرز في هذا المقام السور الإسرائيلي الذي يتلوَّى في أنحاء الضفة وينتقص كثيراً من مساحة الدولة الفلسطينية، هذا فضلاً عن الكيانات الاستيطانية الكبرى التي تلتهم ما تبقى من أراضي الضفة.

وبهذه الصورة المبتسرة للأرض الفلسطينية يصعب الحديث عن دولة مكتملة المقومات، ومن ثم يصبح من غير المناسب طرح موضوعات الاتحاد والكونفدرالية؛ لأننا حينئذ وكأننا نسلم بأن فلسطين هي هذه الأرض المقطَّعة بالسور العازل والحدود المبهمة والكيانات الاستيطانية التي تجثم على أهم أجزائها.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد