اعترف المدرب التونسي القدير لطفي البنزرتي أنه لا يملك عصا سحرية لتصحيح أوضاع فريق نادي الخليج لكرة القدم بين عشية وضحاها، مقراً بصعوبة مهمته في إبقاء الفريق بالدوري الممتاز.
* ماذا تقول كابتن لطفي عن مباراة الأهلي؟
- أقول عنها بأنها أخطر مباراة للخليج في الدوري، خاصة وأننا نواجه الأهلي بطل الثنائية في الموسم يلعب بدون حافز وبنشوة البطولة ليس لدى لاعبيه ما يخسروه اليوم فهم يلعبون مرتاحين بلا ضغوط نفسية أو عصبية عليهم وبتركيز كبير وربما يلعبون للمتعة وللتاريخ.
* ولكن الأهلي سيلعب بالرديف أو بعبارة ابلغ دون لاعبيه الأساسيين؟
- أخ سامي.. نحن نلعب ضد الأهلي الفريق الكبير بتاريخه ولاعبيه ونجومه حتى لاعبيه البدلاء هم نجوم المنتخب الأولمبي ولديهم الخبرة الكافية والمهارة العالية ورغبة إثبات الذات. والصف الثاني في الأهلي لا يقل عن الأساسي.
* أيهم تخشى من الثلاثة: الأهلي أم أخطاء الحكام أم فريقك؟
- نقول بصراحة أكثر أنا أخاف من لاعبي فريقي أكثر، وتقول لماذا؟.. أجاوبك بأن التركيز الشديد أو الحذر المبالغ فيه وربما صعوبة المباراة مع قلة الخبرة تجعلهم يرتكبون أخطاء صعبة في أي وقت من المباراة.
* ألم تخبرهم أو تعلمهم سيناريوهات المباراة المحتملة لتوعيتهم سلفا؟
- ما في شك اننا نحكي مع اللاعبين عن كل شيء في المباراة، أخبرتهم عن احتمالية تسجيل الأهلي لهدف أول في مرمانا أو صدمة الهدف المبكر، وحتى لو سجلنا هدفا أول يجب علينا ألا نركن إليه. باختصار طالبتهم بزيادة معدل التركيز طوال المباراة.
* ستفتقد مدافعاً مهماً بغياب الفارس ولديك مهاجم وندا باي السنغالي سلبي، كيف ستتصرف؟
- صحيح خسرنا المدافع فارس الفارس بعد طرده في مباراة النصر، لكن عملنا على تجهيز البديل، لكني أختلف معك بخصوص اتهامك للمهاجم بالسلبية فهو بالنسبة لي وللفريق لاعب مهم وفعال ولديه مردود عال خاصة بالكرات الطولية أو العالية داخل منطقة الجزاء ولو عدت للوراء لاهداف الفريق الأخيرة لوجدته العنصر الفعال في تسجيلها وصناعتها.
قد تكون الاصابة التي تعرض لها مرتين قد أثرت على مردوده نوعا ما لكنه يظل مهاجما خطرا ومفيدا.
* تنافس (5) فرق على الهبوط هل هي اشارة هبوط أم قوة للدوري السعودي؟
- بصراحة الفرق كلها في هذا الموسم مستوياتها متقاربة والفارق النقطي ليس كبيرا بينها، وقد يعطي مؤشر قوة للدوري السعودي. لكن الفرق المتصارعة على البقاء اليوم لو انتبهت جيدا لامورها الفنية منذ بداية الدوري وحصدت النقاط مبكرا لما وصلت إلى ما وصلت إليه.
* كابتن: بصراحة هل ناقشت مع الادارة مسألة تجديد عقدك من عدمه؟ وهل ستوافق على تدريب الخليج في الدرجة الأولى؟
- أقول لك: أنا كان لدي تجربة مع فريق الاتحاد المنستيري في تونس عندما دربته لموسم واحد في الدرجة الأولى تقريبا في موسم 98-99، وصعدت به إلى الدرجة الممتازة.
* يعني ليس لديك مشكلة في تدريب فريق في الدرجة الأولى؟
- لا طبعا لدي مشكلة.. لكن دعني أقول لك لكل حادث حديث.
* وهل تعد جمهور الخليج ببقاء فريقهم في الممتاز؟
- أنا لا أملك عصا سحرية، لكن بالتكاتف من الجميع الادارة والجمهور واللاعبين والتركيز نصل إن شاء الله للهدف. والبقاء بحد ذاته ليست المشكلة ولكن ترك بصماتي على الفريق كمدرب هو الأهم.
* هل مشكلة الخليج في هجومه ام دفاعه أم في طريقة اللعب؟
- يجب على الفريق أن يسجل أهدافا، الخليج يعاني في الجانب الهجومي والتهديفي، في أول مباراة دربت فيها الفريق زدت عدد المهاجمين حيث لعبنا بمهاجمين، والتعاقد مع المهاجمين كاستيللو وندا باي أعطى دعم للهجوم، فالفريق كان يحتاج إلى مهاجم ثان ليبقي على حظوظ الفريق التهديفية، لأنه اذا لعبت مدافعا طيلة الوقت فحتما سوف تقبل شباكك أهدافا. لقد شاهدت مباريات الخليج قبل توقيع العقد عبر أشرطة الفيديو ولاحظت قلة المهاجمين وضعف الجانب الهجومي.
* هل ستعمد كابتن إلى تغيير طريقة اللعب السابقة من 4-5-1 مثلا إلى 3-5-2؟
الفريق لم يلعب بالطريقة التي أشرت لها 4-5-1 بل 5-4-1 لكن يصعب علي تغيير طريقة اللعب بين عشية وضحاها فاللاعبون متعودون ولو غيرت فجأة لتأثر الأداء والنتائج، لكني سوف أزيد عدد المهاجمين.
والطريقة يجب أن تختلف أثناء المباراة سواء بين الشوطين أو وسط المباراة، والطريقة في الغالب توضع على حسب إمكانيات اللاعبين الموجودين. فلو اعتمدت على 5-4-1 سيكون على حساب الهجوم ولو اعتمدت على 3-5-2 سوف أخسر الوسط لكن لو لعبنا بطريقة متوازنة من خلال طريقة 5-3-2 فهذه مناسبة وتتيح للمهاجمين والمدافعين الحركة خاصة على الأطراف.
* كابتن برأيك ما سر وفرة المدربين التوانسة في الدوري السعودي؟
- شوف أعطيك الجواب بصراحة جاءت فترة المدربين البرازيليين على الخليج كله فهمت قصدي. الفترة الحالية جاء فيها المدربون التوانسة ليه؟.. أجاوبك بصراحة ليس لأني مدرب تونسي لا.. لكن المدرب التونسي لما يمسك أي فريق يغير عليه ما يشتغل عليه شغل محترفين ذاك المدرب الذي تنتهي علاقته بالفريق بعد انتهاء التمرين وشغله الأهم راتبه ولا شيء آخر!
المدرب التونسي يعمل لك مشاكل مع الاداري والناس كلهم وكأن النادي ملك أبوه من شدة غيرته على شغله وحرصه على النجاح وتهمه مصلحة النادي وهذه خاصية لدينا نحن المدربين التوانسة. عندما يدخل المدرب التونسي النادي مايهمه حد إلا شغله، واللي يحب النادي كأنه يشتغل لروحه بخلاف المدربين الآخرين الذين يركزون على التدريبات فقط ويذهب لبيته ولا يهمه إلا تحصيل راتبه. بينما تجد المدرب التونسي يتبع في اللاعب والمسؤول والاداري وربما هذا سبب نجاح المدربين التوانسة في السعودية وكذلك حرص الأندية السعودية على التعاقد معهم. وثاني شيء كثير من المدربين بهذه الطريقة نجحوا وحققوا بطولات في الخليج وطوروا الفرق التي دربوها من فريق يلعب على النزول إلى فريق يلعب على البطولات وغيروا من شكل الفريق بالكامل. وكثير من المدربين التوانسة تركوا أنديتهم في نصف الموسم ليه؟.. لأنه يدخل في مشكلة مع الإدارة بسبب لاعب وعلى أساس مصلحة النادي وليس مصلحته الشخصية من حرصه الشديد على الفريق الذي يدربه.
* في كلمتك الأخيرة عبر (الجزيرة) ماذا تقول للاعبي الخليج؟
- أقول لهم ثقوا في أنفسكم، بدون الثقة بالنفس ماتقدر تنجح، وعول على نفسك ماتعول على غيرك، هذا الكلام الذي نقوله دائما للاعبين، مع التركيز.. ثم التركيز من الدقيقة الأولى في المباراة وحتى صافرة النهاية من الحكم. لابد من أن يطور اللاعب نفسه، والثقة بالنفس أولى خطوات التطوير، يجب على اللاعب أن يحاسب نفسه ويسأل نفسه بعد كل تمرين وبعد كل مباراة ماذا استفدت، كما الطالب الذي يحضر في المدرسة أو الجامعة يستفيد من كل حصة درس لتطوير نفسه وتصحيح أخطائه. ولايلزم اللاعب تحميل المدرب أو الادارة مسؤولية أخطائه، أي لاعب في قرارة نفسه يتحمل الهزيمة يتطور، أما اللاعب الذي يقول لنفسه عقب الهزيمة كان من المفروض على المدرب أن يلعب بالخطة الفلانية أقول له أنت (إيش سويت) في الملعب علشان فريقك ما ينهزم؟. إذا اللاعب وثق بقدراته وتحمل المسؤولية فسوف يتطور للاحسن ويتطور الفريق والمستويات والنتائج وهنا تبرز قوة الفريق.
المدرب التونسي البنزرتي في سطور
* وصل المدرب التونسي لطفي البنزرتي إلى المملكة العربية السعودية لتدريب فريق الخليج لكرة القدم بتاريخ 14 يناير 2007، عن طريق مملكة البحرين التي وصل اليها من دبي.
* يعد البنزرتي من الأسماء التدريبية اللامعة والشهيرة على المستوى العربي، ويمتلك رصيدا زاخرا من الخبرة التدريبية، حيث قاد عدة فرق عربية وخليجية كالمحرق البحريني والنصر الاماراتي، وحقق معها نتائج باهرة.
* كما أشرف على تدريب الفجيرة والنصر الاماراتيين، وحقق معهما نتائج مبهرة.
* في آخر عمل له في الدوري السعودي درب فريق الوحدة في محطته التدريبية السعودية ووصل به إلى دور الأربعة في بطولة كأس سمو ولي العهد وخرج أمام الهلال.
* وفي محطته التدريبية الأخيرة في تونس درب النجم الساحلي في البطولة الإفريقية.