الشعب بمختلف فئاته ومناطقه كل واحد لا يتجزأ، لأنهم ينتمون إلى كيان واحد جمعهم على قلب واحد. هذه قاعدة في غاية الأهمية لضمان استقرار أي دولة في العالم. وهذا مبدأ مهم من مبادئ الحكم السعودي، ولذلك تنعم المملكة باستقرار سياسي وتلاحم قوي بين الشعب والقيادة.

ولقد قال خادم الحرمين الشريفين لدى تشريفه احتفال أهالي منطقة الحدود الشمالية: (الوطن واحد والشعب واحد ولا توجد في الوطن مناطق من الدرجة الأولى وأخرى من الدرجة الثانية، فالجميع سواسية أمام الله وأمام الوطن الغالي). وبهذه الكلمات يمكن إيجاز النظرة الأبوية الحانية من قبل القائد العادل لشعبه الوفي.

وانطلاقاً من ذلك رسمت الخطط التنموية لتعبر عن هذا المبدأ الأصيل في الحكم الرشيد، وقد تم تنفيذ مشروعات تنموية عدة في مختلف المناطق، كما إن المستقبل يحمل في جوفه مشروعات عملاقة بإذن الله.

هذا المبدأ عزز الشعور الوطني لدى السعوديين تجاه هذا الكيان العظيم الذي استطاع بتوفيق الله تعالى أن يوحد قبائل الجزيرة العربية المتناحرة، فانتقل سكانها من عهد الخوف والجوع إلى عهد الأمن والرفاهية.

ولا يمكن لهذا الأمن وهذه الرفاهية أن يستمرا إلا ببقاء الشعور الوطني قوياً في النفوس عبر انتقاله من جيل إلى آخر، من خلال الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام، وغيرها من المؤسسات الاجتماعية.

إن عالم اليوم محاط بمخاطر محدقة، وبخاصة منطقتنا العربية، كما أن تقنية الاتصالات والإلكترونيات جعلت الشعوب هدفاً لكل الرسائل التي يحمل كثير منها أفكاراً مغرضة وهدامة، ولذلك لا يمكن من مواجهة هذه المخاطر وهذه الأفكار إلا بوجود جبهة داخلية قوية ومتماسكة قادرة على صدها.

لقد مرت المملكة بتجارب قاسية وظروف صعبة لعل من أبرزها ظاهرة الإرهاب، واستطاعت بحمد الله أن تخرج منها وهي أقوى عزيمة، وأوضح هدفاً.

ولم يكن لها أن تواجه هذه الظاهرة لولا فضل الله ثم تلاحم الشعب مع القيادة ونضوج الشعور الوطني.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244