من أصعب الأشياء أن تحاول إيجاد عذراً لمن لا عذر له، والأصعب أن تحاول التنصل من المسؤولية وتبرز خطأ تراكمي طويل الأجل بأنه حادثة عابرة أو تحصر المسؤولية العامة ببضعة أشخاص فقط!!
فالشجار الذي حدث في نهائي كأس ولي العهد أمام مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وأمام القيادة الرياضية وأمام عيون الملايين محلياً ودولياً (كارثة أخلاقية) لا تقتصر على طرفي المباراة فقط، بل هي إساءة للرياضة السعودية ومحبيها جميعاً. فهذه منافسة رياضية على مستوى القمة السعودية وبحضور القيادة العليا، وما حدث أخجلنا جميعاًُ كرياضيين دون استثناء، ولا يمكن تبرير الحادثة بأنها عابرة أو (دخيلة على ملاعبنا) فقد ألفناها وتكررت مراراً ولكنها وصلت لمرحلة تتطلب مراجعة شاملة لنظام لجنة الانضباط العقوبات المطبقة، وتتطلب تحديد ضوابط أفضل للإعلام الرياضي؛ لكي يعزز الروح الرياضية والتنافس الشريف بدلاً من تأجيج التعصب والشحن النفسي في المنافسة الرياضية.
فما حدث في مباراة القمة ليس وليد اللحظة بل نتيجة أخطاء تراكمية وصل الحال ببعض الرياضيين إلى عدم إدراك قيمة المناسبة وكرم التشريف، ثم لماذا تقتصر العقوبة على اللاعب دون أن تطال إدارة النادي التي لم تعد لاعبيها لاحترام مثل هذه المناسبة الكبيرة؟
وبرأيي المتواضع فإن الوقت قد حان لإعادة النظر في طرق معالجة الظواهر الرياضية السلبية بشرط مشاركة عقلاء الإعلام الرياضي وخبراء الحركة الرياضية ومتخصصين أكاديميين بطرق علمية ودراسات شاملة ومتأنية بإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب. أما حصر المشكلة والعقوبة بالأشخاص الذين اصطادتهم الكاميرا فلن يصلح الحال.
وبالنيابة عن جميع الرياضيين الذين يوافقونني الرأي نقدم اعتذارنا الشديد لوالدنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، عما حدث ونؤكد رفض الرياضيين السعوديين عامة لمثل هذا السلوك المشين ونطمئنك بأننا ملتزمون بأخلاق الرياضة المثالية والتمثيل المشرف لشباب ورياضة الوطن.
وسينهكنا الأسف والخجل حتى يقبل مقامكم الكريم اعتذارنا.. فعذراً سلطان الخير.
عجلان العربية!
منذ إنشاء قناة العربية الفضائية، وهي تشكل ثقلاً إعلامياً عربياً بمهنيتها العالية وحياديتها واحترامها للعقل العربي الذي أنهكته الخطب العصماء والإثارة الجوفاء والشعارات الزائفة؛ ففي الوقت الذي تراهن فيه الفضائيات المؤدلجه على عواطف المشاهد العربي اتخذت قناة العربية نهجا مختلفا بمخاطبة عقل المواطن العربي والرهان على ثقافته ومبادئه بحيادية وموضوعية للارتقاء بالوعي والفكر العربيين، وهذا النهج الصادق أعاد التوازن والثقة للإعلام العربي.
وحين نبحث عن الرياضة السعودية في هذه القناة سنجدها متميزة بوجود أحد فرسان الإعلام الرياضي الأستاذ بتال القوس الذي يعد مكسباً لأي موقع إعلامي، ولأن النجاح لا يقف عند حد فقد استقطبت القناة الإعلامي المتوهج أحمد العجلان الذي استطاع تقديم نفسه بشكل رائع خلال فترة قياسية في الإعلام المرئي بعد نجاحه المعروف في الإعلام المقروء ويتضح للمتابع المحايد أن العجلان يتمتع بحضور جيد ويقدم عملاً مختلفاً من خلال برنامجه في القناة، بابتعاده عن الأسئلة المكررة والجمود حيث لا يتردد في مفاجأة الضيف بسؤال كبير يشغل بال الجماهير مما يجعل الضيف يرفع شعار (الحذر) ويجعل المشاهدين يشعرون أن تساؤلاتهم طرحت كما يريدون هم لا كما يريد الضيف. وبهذا المهنية العالية استطاع العجلان أن يختزل الوقت ويغطي جوانب كثيرة في دقائق محدودة، وكرياضي سعودي أهنئ أحمد العجلان على نيله ثقة القناة العملاقة وأهنئ القناة على كفاءة سعودية ستثبت أنها تستحق مكانة أكبر في المستقبل القريب.