Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/05/2007 G Issue 12634
رأي الجزيرة
الاربعاء 15 ربيع الثاني 1428   العدد  12634
حرب العراق.. سقوط المزيد من الأقنعة

تسقط ذرائع الحرب على العراق الواحدة تلو الأخرى، ومن ذات الدائرة الرسمية في الولايات المتحدة وفي مراكز القرار الرئيسة، فبعد تصريحات وزير الخارجية السابق كولن باول إن المخابرات ضللت الإدارة وجعلتها تخوض هذه الحرب، ها هو رجل المخابرات ومديرها السابق جورج تينيت يقول إن تشيني نائب بوش جاء إلى البيت الأبيض وهو مصمم على دخول الحرب تحت زعم وجود أسلحة دمار شامل في العراق، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية لم تجر نقاشا جديا قبل الغزو عام 2003م حول وجود تهديد عراقي وشيك، وأنها لم تبحث جديا في أي بدائل أخرى لاحتواء العراق غير الحرب.

والآن وبعد أربع سنوات فإن الأهداف التي تجعل الولايات المتحدة تبقى في العراق هي غير تلك التي خاضت من أجلها الحرب، فلم تعد هناك أصلا أسلحة للدمار الشامل، فقد حدثت الكثير من الوقائع، ومن ثم ظهرت جملة من المبررات الجديدة التي ترى واشنطن أنها كافية لبقاء جيشها في العراق بما في ذلك التطورات في الجوار الإيراني والواقع الاستراتيجي المتمثل في المصالح الأمريكية، بما في ذلك تلك المرتبطة بدعم إسرائيل وبقاء قوة أمريكية قريبة منها، إلى الدرجة التي يمكن القول معها أن إسرائيل أصبحت رقما مهما في هذه الحرب التي تفيد منها كثيرا مع وجود مظلة عسكرية أمريكية تتيح لها التسلل إلى العراق وتنفيذ أهداف استخباراتية، وفقا لتقارير عديدة.

لقد تولدت الكثير من الحقائق منذ بدء تلك الحرب، ومع استمرار وجود القوات الأمريكية هناك فإن المزيد من المبررات ستظهر، ومع ذلك يبدو أن هناك حاجة لمعالجة الأخطاء المتواترة الناجمة عن الأكاذيب التي قادت إلى هذه الحرب، وإلا فإن العراق سيظل ساحة لتحمل تبعات تلك السياسيات غير الصحيحة.

ومن المهم أن تسعى جميع الأطراف العراقية والأمريكية إلى التركيز على المساعي السياسية لإحلال الوفاق في ساحة مثخنة بالجراح، خصوصا وأنه لا تلوح في الأفق أية بادرة لانتصار عسكري لأي من الأطراف المحتربة، بل إن نيران الحرب قد تزداد اشتعالا بسب زيادة الأحقاد والرغبات الجامحة في الانتقام فضلا عن أن المزاج الحربي هو المسيطر والأكثر قدرة على اجتذاب المزيد من الناس للانضمام لهذا الطرف أو ذاك.

إن النجاح الذي يمكن أن يتحقق سياسيا سيصب في صالح أي جهد أمريكي حقيقي يسعى إلى التخلص من المستنقع الذي تردى فيه الجيش الأمريكي، إلا أن التمسك بأوهام الانتصار قد تطيل من أمد البقاء الأمريكي في العراق ما يعني الغوص اكثر في المستنقع.

وتتزامن تصريحات تينيت الجديدة والكتاب الذي أصدره بشأن الحرب مع تصاعد تحركات الديموقراطيين في الولايات المتحدة لوضع حد لتدخل بلادهم، والعمل على انسحاب القوات، وهو أمر يلقى معارضة قوية من إدارة بوش، ويتوقع أن تعزز الوقائع الجديدة لتينيت من قوة الدفع الرامية للانسحاب ما يعني زيادة الضغوط على بوش.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد