Al Jazirah NewsPaper Monday  30/04/2007 G Issue 12632
الريـاضيـة
الأثنين 13 ربيع الثاني 1428   العدد  12632
عذاريب
رياضتنا أزمة سلوك
عبد الله العجلان

متى تكون الرياضة ومسابقاتها وبالذات الكروية منها وسيلة للإمتاع والاستمتاع وتكريس المبادئ الخيرة والأخلاق العالية والمنافسة الشريفة في الحدود التي تجعلها مجدية ونافعة بدلاً مما هي عليه الآن، حيث العنف والحقد والإيذاء والكراهية وزرع بذور التعصب..؟!

قد يبدو التساؤل في نظركم مثالياً، وبعيداً جداً عن واقعنا الرياضي، وغير مقدور أصلاً على استيعابه قبل الإجابة عليه، لكن لا يعني هذا تجاهله وعدم التطرق إليه ولو من باب التنويه والتأكيد على أننا أمام وضع متأزم يتفاقم يوماً بعد آخر، وتنعكس آثاره السيئة على عموم المجتمع وعلى مستوى وعقلية ومستقبل الأجيال بمختلف شرائحها واهتماماتها وليس الرياضية فحسب..

أنا لا أطلب المستحيل ولكن أريد أن تنظروا حولكم وفي دول مجاورة تمارس الرياضة وتتعامل معها رسمياً وإعلامياً وجماهيرياً وفي سائر ألعابها وبطولاتها ومنافساتها بطريقة أكثر وعياً ورقياً وحضارية مما يجري لدينا من عبث مخجل وغوغائية مفسدة للذوق العام والمشاعر الإنسانية، ضرب ورفس وبصق وشعوذة في مناسبة كروية وطنية مهمة، وفي النهاية وكالعادة الأمور تمام التمام وكأن مشهداً سافراً لم يكن..!!

صُنع في الأهلي

من يعرف الأهلي جيداً ويفهم طريقة تفكير وقوة انتماء أعضاء شرفه وأسلوب إدارته سيجد أن انتصاره الأخير والمتكرر في النهائي الثاني هذا الموسم على غريمه ومنافسه الاتحاد وأن إحرازه للبطولة الثانية بمثابة النتيجة الطبيعية والمنصفة لتعب وبذل وتخطيط مسيري النادي وتفرغهم لإعادة صياغة وبناء القلعة ليكون الأخضر الكروي مؤهلاً للذهب وجاهزاً لحصد المزيد من البطولات..

يستحيل على أي فريق غير الأهلي أن يسارع في ترتيب أوراقه واستعادة قوته وتوازنه خلال أسبوع واحد فقط بعد انتكاسة وفاق سطيف، وما حدث بعدها من مواقف عاصفة ومؤثّرة رسمياً وجماهيرياً وإعلامياً، هو وحده الذي قفز فوق هكذا مثبطات، بفضل الله ثم بحنكة وروعة إدارته التي نجحت في الخروج من أزمة سطيف والدخول في أجواء النهائي باستعداد مختلف وحماس متجدد ومتوازن وقادر على تحقيق الإنجاز بالأفعال لا بالأقوال..!

بطولة كأس سمو ولي العهد أثبتت بتوقيتها وأسلوبها ومضمونها أن الأهلي يتحرك بعقلية راقية ومنهجية إدارية منضبطة هدفها خدمة النادي أكثر وأهم من أي شيء آخر، وأن سنوات البناء الجاد والحقيقي لا بد أن تثمر تفوقاً ونجاحاً، وهذا بالضبط ما رأيناه في الموسم الحالي كنتاج منطقي لتدابير الموسم الماضي، حينما أصرت الإدارة الأهلاوية على استمرار المدرب نيبوشا موسماً آخر، على الرغم من أن الأهلي لم يحرز تحت قيادته في الموسم الفائت أية بطولة.

مبروك لنا جميعاً عودة الأهلي لسابق عصره الذهبي كفريق متميّز ومذهل يقدِّم لنا الإبداع والإمتاع وفنون العطاء ودروساً في كيفية صناعة الإنجاز بالعقل والفكر والجودة الإدارية..

وسقوط جديد للعميد

في المقابل أخفق الاتحاد في النهائي الثاني أمام الأهلي على الرغم من التطور الذي طرأ على أدائه في الفترة الأخيرة، لأنه ببساطة شديدة فشل إدارياً ونفسياً وإعلامياً في التحضير للمواجهة، لذلك لم يساعده تفوقه الفني والعناصري قبل المباراة على تحقيق الانتصار، والوقوف في وجه الانضباط الأهلاوي.

لاحظوا اللغة المتعالية والخطاب الاستفزازي المبالغ فيه سواء في التطبيل للعميد أو في شتم الأهلي وعدم احترامه والتقليل من شأنه والتآمر عليه والمطالبة بمعاقبته بعد أحداث وفاق سطيف، وهذا كله على حساب ما يحتاجه الاتحاد، أي أن الاتحاديين انشغلوا في أسبوع ما قبل المباراة بمحاربة الأهلي أكثر من اهتمامهم بأوضاع فريقهم..

من جديد نقول ونكرر حقيقة ما يعانيه الاتحاد من ضجيج وتهريج إعلامي، الأمر الذي أدى إلى تشويه صورته واتساع دائرة مشاكله وزيادة عدد خصومه والمتذمرين من سياساته وفي مقدمتهم العقلاء والناصحون من أعضاء شرفه الذين أصبحوا غير مقتنعين باستمرار إدارته، وبجدوى وصحة وأهداف ما ينفق عليه طالما أن مسلسل الانهيار ما زال مستمراً..!

مكافأة الهجوم على الهلال

بغض النظر عن إشكالية ما حدث في لقاء الهلال وبختاكور والاختلاف بين مدير عام إدارة الإعلام والنشر والمشرف على لجنة المعلقين خالد الحسين والمعلق عبد الله العدوان حول ما دار بينهما بين شوطي المباراة من ملاحظات تبدو طبيعية في إطارها المهني والتسلسل الوظيفي، إلا أن المعلق العدوان ذكر في تصريحه ل(الجزيرة) عدداً من المواقف المزعجة التي تعرض لها بسبب إنصافه للهلال بينما يتلقى الإشادات عندما يمدح أي فريق آخر غيره، بل ذهب إلى أبعد وأقسى وأخطر من ذلك حينما قال بالحرف الواحد (إذا أردت أن تعلّق فعليك أن تهاجم الهلال)..!

هنا وبالقدر الذي نثق فيه بتوضيح ومصداقية وأخلاق المتمرس خالد الحسين، فإننا في المقابل لا بد أن نحترم وجهة نظر المعلق العدوان ونتعامل معها بصورة أشمل وبقراءة أكثر إمعاناً، وباعتبار أن ما صرح به لا يقف عند حدود هذه المباراة بعينها وإنما في مباريات عديدة ومواقف متكررة أجبرته على اتخاذ قرار الاعتزال، كما أن الضغوط التي أشار إليها لا تنحصر في الشأن الرسمي من قبل لجنة المعلقين وإنما من أطراف أخرى مؤثّرة ومن أندية ومن وسائل إعلامية همها وهدفها النيل من كل ما هو هلالي..

ما طرحه بشجاعة عبد الله العدوان هو امتداد لما سبق وأعلن عنه المعلق اللامع محمد البكر، وقد تكون الممارسة ذاتها في مواقع أخرى غير التعليق، وجميعها تسعى إلى استهداف الهلال، كما تكشف سر التحامل عليه ومحاربته في قرارات وأحداث ومناسبات لمجرد أنه الأبرز والأشهر والأفضل في بطولاته ونجومه وجماهيره، بينما يحظى غيره بالدعم والمؤازرة وكل أنواع التسهيلات..!!

غرغرة

- الأهلي تألق وتفوّق على الجميع بالاستقرار الفني والإداري.

- والفريق الذي يشرف عليه أكثر من مدرب في الموسم الواحد دليل على أن إدارته مرتبكة وغير واثقة من نفسها..

- جعلوا من الداهية ديمتري الضحية وكبش الفداء لأنهم لا يملكون الجرأة الكافية لنقد الإدارة..!

- اختيار الشاعر الخلوق عبد العزيز السناني مديراً لمكتب رعاية الشباب بالقصيم إضافة نوعية سيكون لها المردود الإيجابي على رياضة وشباب المنطقة..

- عودة أحد لدوري الدرجة الأولى إنجاز مستحق لهذا النادي العريق وتثمين منصف لجهود أبنائه ولوفاء وانتماء الرمز المخضرم علي فودة.

- من بين الفرق الحائلية الخمسة المهدّدة بالهبوط ها هو فريق الغوطة المكافح والمتطور يحقق سبق البقاء في دوري الثانية..

- اعتداء مساعد المدرب الاتحادي حسن خليفة على قائد الأهلي حسين عبد الغني سيمر مرور الكرام وفي أسوأ الأحوال سيعاقب بالإبعاد عن دكة الاحتياط في المباراتين القادمتين..!

- الفضيحة، أنه بعد ما فعله بعبد الغني وعلى مرأى من الجميع تم تكريمه والسماح له بالصعود إلى المنصة وتسلّم الميدالية والتشرّف بالسلام على سمو ولي العهد..!!

- تفرّغ تيسير الجاسم للعب وترك التمثيل والاعتراضات فكان نجم النهائي واللاعب الذي قاد الأهلي لإحراز البطولة..

- من يقرأ تصريحات ما قبل المباراة سيكتشف الفارق الكبير بين عقلية إدارتي الأهلي والاتحاد..

- انتشار مكبرات الصوت في المدرجات تشويه وإزعاج للجماهير ولأجواء المباراة، وتجاهل لقرار سابق بمنع استخدامها..!

abajlan@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5297 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد