Al Jazirah NewsPaper Monday  30/04/2007 G Issue 12632
رأي الجزيرة
الأثنين 13 ربيع الثاني 1428   العدد  12632
معركة شاملة ضد الإرهاب

الاعتقاد الشائع أنّ المعركة مع الإرهاب لن تحسمها جولة واحدة، فالكثير من العمل مطلوب لدرء هذه الشرور، من خلال جهود مستمرّة ضد جماعات لا تفتأ تكيد المؤامرات وتدبِّر الاغتيالات، مع مواجهتها بكلِّ الحسم والحزم اللازميْن، فما يحدث ظاهرة ذميمة كونها ترمي إلى ترويع البلاد وتقويض استقرارها.

ومن الواضح أيضاً، أنّ مشاركة واسعة من الجميع مطلوبة للإحاطة بجميع جوانب هذه المؤامرات وتحجيمها، وذلك وفق نهج يستدعي حضوراً مكثّفاً للجهات الفاعلة، أمنيّة ودينيّة وتربويّة وإعلاميّة، فالمعركة في الجانب الأكبر منها، هي فكريّة إعلاميّة، تستوجب شحذ القدرات المتوفّرة في هذا الجانب.

ومن المؤكّد أنّ الاستعداد والوعي الدائم بخطورة التدبير والتآمر، هو حجر الزاوية في التصدِّي للإرهاب والفكر المنحرف، طالما أنّ المتآمرين يواصلون العمل تحت الأرض وفي الظلام، وطالما ظلّ مخزونهم التآمري يفرخ يوماً بعد الآخر، أشكالاً جديدة ونماذج من هذه الأعمال المرفوضة المُدانة من الجميع.

إنّ خطورة هذه الجرائم، أنّها تصدر من أُناس يائسين، يفتقرون إلى روح التعاطي السليم مع المجتمع الآمن، الذي اعتاد على أجواء الثقة والاطمئنان إلى عناصره وأفراده، لكنه يُفاجأ بين الحين والآخر، بأنّ هناك من يطعنه في الظهر، ومن أُناس يعيشون بين ظهرانينه .. ومن هنا كانت الضرورة المستوجبة للحرص واليقظة، ومن هنا أيضاً الحاجة الملحّة إلى متابعة ورصد الإشارات الموحية بتنامي وتطوُّر مثل هذه الظواهر في مختلف تجلياتها ولبوسها وأعراضها.

وفي المعالجات الأمنيّة والتربويّة والأمنيّة، تتوافر جملة من المعطيات التي ينبغي إخضاعها لآليات ووسائل عملية فاعلة متطوّرة، تستقصي بواعث ومكامن انطلاق هذه الأعمال وتحبطها في مهدها، ففي الجانب الأمني نجاحات مشهودة، تمثّلت مؤخراً في ضبط الخلايا السبع التي تضمُّ 172 شخصاً، وإحباط مؤامراتها المتمثّلة في التفجيرات والاغتيالات، فضلاً عما كانت تدبِّره من هجمات بالطائرات.

وسيكون من المهم أن تدعم هذه النجاحات الأمنية أعمال أخرى ذات صفة دائمة تتعلّق بالجوانب التربوية والإعلامية، وذلك وفق نهج طويل المدى يستهدف تجفيف منابع الغلو والتطرُّف والإرهاب، وبيان خطر ما تذهب إليه هذه الجماعات من جهة إخلالها باستقرار المجتمع، ومحاولتها تعطيل تطوُّره ونموُّه ورفاهيّتة، وفي ذات الوقت العمل على إشاعة روح التسامح والتحاور والتعامل مع الغير.

إنّ النجاح المتحقّق حتى الآن، يعبِّر عن مهنيّة عالية في التعامل مع هذه الجرائم، وإصرار شديد في وأدها .. فقد أثبت رجال الأمن البواسل، أنّهم عند حسن الظن دائماً، وأنّهم يحوزون قصب السّبق والمبادأة والمبادرة، وأنّهم استطاعوا فعلاً الاستحواذ على عنصر المفاجأة من خلال تمكُّنهم من ضبط هؤلاء المجرمين في حالة تلبُّس بالتآمر والاستعداد وتدبير الخطط التآمرية، وإعداد الأسلحة والمتفجّرات والأموال، التي أبرزت المدى الكبير والفظيع لما يعتزمون الإقدام عليه من جرائم مروّعة.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد