Al Jazirah NewsPaper Monday  30/04/2007 G Issue 12632
الاقتصادية
الأثنين 13 ربيع الثاني 1428   العدد  12632
الوجة الآخر للبيروقراطية
سارة محمد العجلان

يخطئ الكثيرون في فهم واستيعاب أهمية ومدلولات مصطلح البيروقراطية ويعرفها ماكس فيير (الرائد لهذه النظرية): بأنها عبارة عن مجموعة من الأسس الإدارية التي تخرج السياسة العامة للمنظمة إلى حيز الواقع وتضعها موضوع التنفيذ الصحيح لتحقيق الأهداف.

فالبيروقراطية جاءت كحل لسوء استخدام المديرين لسلطاتهم، وعدم الاتساق في أسلوب الإدارة وعدم وجود قواعد حاكمة للسلوك، ولكنها بمجتمعنا العربي جاءت عذراً لتعطيل مصالح الناس وشؤونهم.

البيروقراطية مجموعة أسس ونظم تتخذ كوسائل لتنظيم أمور الناس ولكن العديد من الموظفين قاصري النظر اتخذوها هدفاً يسعون لتحقيقه بحذافيره واستغلها بعضهم لتحقيق مآرب أخرى يحرم منها الضعفاء من نيل حقوقهم.

البيروقراطية أصبحت وصمة إدارية في عالمنا العربي بينما هي بالعالم الغربي مفخرة ودليل على التحضر والتطور لماذا؟!

لأنها عندنا افتقدت إلى روح وفكر وأخلاق الموظف الذي يتحمل مسؤولية اتخاذ القرار ليخدم الجميع دون تفرقة أو محسوبيات أو غايات تسيطر عليه وتحرك أهواءه، أصبحت وصمة لدينا لضعف الرقابة الكافية على الموظف وعدم مساءلته ومعاقبته عن أسباب تأخير معاملات المواطنين الذين لا يرفقون مع معاملاتهم بطاقة توصية وغيرها.. في حين يتم إنجاز معاملات الآخرين.

لماذا تتحول البيروقراطية لدينا إلى مادة مطاطية نضيقها على البعض ونوسعها لتتسع لمصالح من نريد.

ولكي نكافح البيروقراطية في مجتمعنا يجب أولاً توعية الموظف القائم على تطبيقها بمفهومها والهدف منها وأن نفسح المجال لعقله ليكون أكثر مرونة في تطبيقها بما يخدم مصالح جميع الناس دون أن يضر بسواهم ولا بالمنشأة.

كما يجب علينا تطبيق مبدأ الثواب والعقاب المعطل ومعاقبة المقصرين والمنتفعين وتشجيع المخلصين.. وبهذا ترقى الأمم وتتحضر.

طالبة دراسات عليا


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد