تراقص الأهلاويون على أنغام الفوز والفرح و الذهب والانتصارات ونشوة الفوز على الغريم التقليدي الاتحاد مبتهجين بالفوز الذي جاء بطعم كل المذاقات الجميلة فكان انتصاراً مدوياً على المنافس.. انتصاراً مزدوجاً للفن والمتعة لينتزع كأس سمو ولي العهد عن جدارة واستحقاق كما أرداها نجوم القلعة, ولم يكتف الأهلاويون بذلك فحسب، بل إنهم أبقوا الاتحاد بعيداً عن البطولات المحلية التي لم يتذوّقوا طعماً لها منذ موسمين مضيا. ليقدّم شباب القلعة مباراة كبيرة كان نتاجها البطولة الثانية هذا الموسم لجماهيرهم بعد كأس الأمير فيصل بن فهد التي حققوها أمام الاتحاد أيضاً, وهكذا هم نجوم الأهلي عندما يتألقون..إبداع..وفن..وتألق..وبطو لات..
إنجاز أخضر غير عادي
لم يكن الإنجاز الأهلاوي الكبير الذي حققه مساء الجمعة إنجازاً عادياً.. ولم يكن الانتصار العظيم الذي رسم الابتسامة على شفاه كل المحبين للقلعة الخضراء نصراً ككل الانتصارات التي تتحقق وتحققت من قبل.. إنه انتصار مختلف.... ليس لأنه جاء في وقت عصيب على أبناء القلعة, وتماسيح البحر الأحمر الأقوياء.. وليس لأنه جاء ليترجم كل الجهود المبذولة طوال موسم كامل.. وليس لأنه أيضاً جاء على حساب المنافس التقليدي ولكن الإنجاز جاء بعمق ومكانة المناسبة الكبيرة التي توجها حضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد وتشريفه لها ليعطي لها بعداً آخر وأهمية أكبر. لقد جاء هذا الفوز الكبير والأهلي يدخل ديربي جدة وهو يرزح تحت وطأة الإرهاق والخروج المر من البطولة العربية قسراً التي لم تزدهم إلا عزيمة وإصراراً وثباتاً في كسب المباراة وهو ما تحقق بالفعل.
نعم.. قهر الأهلاويون كل هذه الظروف مجتمعة ومتفرّقة وحققوا الأهم بإحرازهم الكأس الغالية في مباراة تألق فيها كل النجوم الخضر بانضباطيتهم وتنظيمهم على المستطيل الأخضر.. الإنجاز الأهلاوي الجديد جاء ليؤكّد التفوّق الصريح لأصحاب الفانيلة الخضراء على المنافس التقليدي الاتحاد.. كانت تلك الخسارة أشبه بالضربة القاضية التي أجهضت على كل التصاريح التي سبقت اللقاء, لتؤكّد أن الفوز دائماً للأفضل والكرة لمن يعطيها فقط وأصحاب الأقوال ليس لهم سوى ضرب أخماس بأسداس والتقاط العبرات والحسرات، مكتفين بالانضمام إلى قائمة المعجبين بأصحاب الإنجاز والهتاف لهم وإن أجبرته الظروف لذلك.
درس أهلاوي
في احترام الخصم
** لقد استطاع الأهلاويون بالأمس القريب أن يلقنوا خصمهم درساً في احترام المنافسة وأن كرة القدم تنافس شريف.. فوز وخسارة.. غالب ومغلوب..كر وفر.. والفوز لصاحب العطاء الأفضل ومن يخدم الكرة تخدمه.. نعم لقد أكّد أبناء القلعة الخضراء أن الفوز لا يتحقق عبر الأقوال وإنما هي تأتي بالأفعال ليكون الرد على رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي قاسياً عندما قال إن المباراة النهائية على كأس الأمير فيصل (مباراة الثلاثية الخضراء) لو أعيدت مائة مرة فلن يفوز الأهلي مرة أخرى داخل الملعب.. ويبدو أن البلوي نسي أو تناسى أن من يقول ذلك لا يمكن أن يكون رياضياً أو ينتمي للرياضة لأن احترام الخصوم مهما كانت الفوارق في الإمكانات أمر تحتمه المنافسات ناهيك عن أن يكون الخصم من العيار الثقيل والثقيل جداً وهو ما أعلنه الأهلاويون أمام عيون الأشهاد وفي وقت قياسي ولم يمهلوه حتى لالتقاط أنفاسه من صدمة خسارته السابقة ليؤكّدوها على التوالي وفي اللقاء الذي يليه والنهائي الذي يعقبه مباشرة. ليكسروا الغرور وليعلنوها صريحة: الميدان هو الفيصل ويبدو أن الأهلاويين أرادوه رداً سريعاً حتى لا يدعوا مجالاً لمن هم لا يجيدون حفظ التاريخ عندما تدور عجلة الزمن وتنطوي صفحاته مع الأحداث المتلاحقة. ولتبقى عالقة في أذهان أصحاب الشأن بالذات وحتى لا تتكرر تلك الاسطوانات المشروخة مجدداً. فتلك أساليب عفا عليها الزمن ولم يعد لها وجود.
تألق تيسير ومعاذ
ولأن المباريات الكبيرة في قيمتها المعنوية والفنية وتاريخيتها هي المحك للاعبين والنجوم، بحيث تكشف معدنهم ومدى براعتهم.
فقد توهج نجما الأهلي تيسير الجاسم ومالك معاذ اللذين بالإضافة لتسجيلهما هدفي فريقهما قدّما مستوى فنياً لافتاً بمشاركتهما والفاعلية الهجومية، الأمر الذي أجبر الجميع على التصفيق لهما ولم يخيبا ظن من راهن على نجوميتهما. وبخاصة الثاني الذي دائماً ما يكون صاحب كلمة الفصل في مباريات الفريق الأخضر, ودائماً ما يراهن عليه الأهلاويون لأنه نجم يعيد اكتشاف موهبته ونجوميته من جديد..
معاذ (تستاهل)
الهدية المستحقة
قدَّم سمو ولي العهد قلمه الخاص هدية إلى مالك معاذ نجم الأهلي وصاحب الهدف الثاني في النهائي أمس، وكان سموه مبدياً إعجابه بالهدف الذي سجله مالك في المباراة وذلك من خلال سؤاله الدائم عن صاحب الهدف الثاني خلال سلامه على لاعبي الأهلي وتتويجهم بالكأس وخلال تسليمه للميدالية للاعب مالك معاذ وبعد مصافحته خاطبه قائلاً (تستاهل) فرد معاذ: تستاهل الخير فقدَّم سموه قلمه الخاص هدية له. والنجم الأهلاوي مالك معاذ كان أحد نجوم اللقاء وساهم في فوز فريقه بكل جدارة واستحقاق وهو لا يزال يقدِّم مستويات متميزة في المباريات التي يشارك فيها فريقه والمنتخب السعودي.
المسيليم غير مسالم..
ومبروك عودة ليست في محلها
تعملق ياسر المسيليم في مرماه فكان أحد النجوم في المباراة وكان خلف دفاعه سداً منيعاً لكل المحاولات الاتحادية التي تحطّمت أمام استئساده في مرماه ودوره المهم والفاعل في الانتصار الأهلاوي. وعلى الجانب الآخر لم تكن عودة الحارس الدولي مبروك زايد موفقة وخصوصاً أنه مبتعد عن الملاعب لفترة طويلة وعودته جاءت في وقت غير مناسب البتة وإن كان لا يتحمل الهدفين اللذين ولجا مرماه.
دفاع هش وآخر متماسك
لعل من أبرز الأمور الفنية التي خرجت بها المباراة هي حالة الارتباك الواضحة التي كان عليها الدفاع الاتحادي خلال المباراة والتي ظهرت جلية في كرة الهدفين الأهلاويين اللذين سجلا في الوقت الأخير من المباراة وكيف تلاعب كايو ومن بعده تيسير الجاسم بالدفاعات الصفراء كيفما شاءوا قبل أن يهزوا شباكهم, وأكّدوها ثانية من خلال كرة الهدف الثاني مباشرة, تلك الحالة لو اكتشفها الأهلاويون مبكراً لخرج الاتحاديون بشباك متخمة بالأهداف.
وعلى النقيض من ذلك كان الدفاع الأهلاوي متماسكاً طوال الدقائق التسعين التي تعرض عبرها لعدة اختبارات حقيقية نجح فيها بدرة ورفاقه بكل اقتدار.
تحكيم جيد لا يراعي أحداً
إن من أبرز ما تفرزه المواجهات الحاسمة والكرنفالات الرياضية في ليلة وعرس الرياضيين هو التحكيم الأجنبي الذي يرسم جمالية أخرى تضاف لجماليات تلك المناسبات الكبيرة بقراراته وصافرته التي لا تراعي أحداً وتعطي كل ذي حق حقه وهو ما ظهر جلياً في اللقاء فكان الجميع متفرغاً للعطاء وتحقيق الفوز المطلب الأهم للحصول على الكأس الغالية في المناسبة الأغلى والحكم السويسري أجاد بكل اقتدار وإن تساهل مع بعض الألعاب والمخاشنات من اللاعبين إلا أنه بخبرته الدولية استطاع أن يخرج بها إلى بر الأمان؛ وهو ما يعني أن قرار إحضار الحكم الأجنبي قمة الصواب وخصوصاً أنه يدير اللقاءات وهو بعيد عن كل الضغوط الجماهيرية والتصاريح المتشنجة من بعض المسؤولين في الأندية الأمر الذي يخرج الجميع مقتنعاً بصافرته وقراراته لأن شعاره الفوز لمن هو الأفضل وللفريق الجيد فقط.
حسن خليفة..
(حشفاً وسوء كيل)
إن ما عكّر صفو المناسبة الكبرى والكرنفال الرياضي والعرس الأخضر الذي طرّز بالذهب الأغلى هو ما قام به مدرب حراس الاتحاد حسن خليفة عقب نهاية المباراة من سلوك مشين، فبدلاً من أن يقدِّم التهنئة للأهلاويين بحصولهم على الكأس تفاجأ الجميع ممن هم داخل الملعب أو خلف الشاشة به وهو يقوم بضرب كابتن الأهلي والمنتخب حسين عبد الغني في تصرف أثار اشمئزاز الجميع. ولعل الأقبح، بل الأدهى والأمر من ذلك كله وبدلاً من أن يقدّم الاعتذار نفى (خليفة) ما قام به دون احترام للمشاعر والذوق العام، وقبل ذلك كله مكانة وأهمية المناسبة والحدث، في الوقت الذي عرضت فيه قناة ال A.R.T لقطة الاعتداء أكثر من مرة. وهو ما يجعلنا نطالب بمعاقبته من قِبل المسئولين عن الرياضة على تشويهه لجمال تلك الأمسية الجميلة.
nnabeeh33@hotmail.com