الأجواء ما قبل مباراة نهائي كأس سمو ولي العهد كانت توحي بفوز أهلاوي وفارق الفكر والتفكير قبل وأثناء المباراة كان واضحاً ففي الوقت الذي كان فيه الهدوء يسيطر على الأهلاويين كان التوتر هو السائد بين الاتحاديين وكشفت ذلك بوضوح الصحافة المحسوبة على الاتحاد التي راحت تروج ومن نسج خيالها لخلافات بين الأهلاويين وتعمل على إبراز المجموعة الاتحادية كمجموعة مثالية من خلال الصور في الاستراحات الخاصة!
وفي وسط الميدان كان فارق الفكر والتفكير حاضراً لصالح الفريق الأهلاوي فالاتحاد وإن كان يبدو هو الأكثر سيطرة وخطورة إلا أن تحركات أفراده كانت تعتمد على القوة فيما تحرك الأهلاويون بوعي فني يختصر المسافات وسجلوا من كرتين ملعوبتين بفكر كروي راقٍ جداً!
الاتحاد الغني بإمكاناته المادية الضخمة التي تكفي للصرف على خمسين نادياً لا يزال فقيراً على مستوى الفوز بالبطولات هذا الموسم فقد خسر الأربع بطولات التي شارك فيها وحاجته ماسة لفكر وتخطيط إداري يستثمر هذه الثروة بعيداً عن المؤتمرات والفلاشات والدعاية الشخصية!
والاتحاد بحاجة لمن يخلصه من إعلام النكسة فمحاربة المنافسين والعمل على التقليل من إمكاناتهم والتشكيك في إنجازاتهم أساليب عفا عليها الزمن ولم تعد تؤثر إلا على الفريق الاتحادي فالفوز على المنافسين يتطلب الاعتراف بإمكاناتهم واحترامها وتقديرها!
المؤسف هو ما حدث بعد المباراة وشارك فيه حسين عبدالغني وحسن خليفة هذا الثنائي الذي لم يحترم المناسبة ووضع لها نهاية شوهتها بعد أن غابت عنها الروح الرياضية وحضر فيها التخلف والجهل في أبشع صورة وأرجو أن نشهد عقاباً رادعاً لهذا الثنائي ومن شاركهم لا يقبل العفو مستقبلاً.
نخلة النصر العوجاء!
عشرة ملايين ريال صرفها النصر على دينيلسون ليتمشى ويسيح في الرياض دون أي مردود فني وهو أمر متوقع عند كل من فاجأته الصفقة وفاجأه الاستقبال الخاص الذي حظي به اللاعب عند قدومه مما عكس يومها جهل النصراويين بحقيقة الوضع الفني لهذا اللاعب واعتمادهم فقط على كونه أغلى لاعب قبل عشر سنوات!
ثم جاء مساعد ندا ليلعب مباراتين بأكثر من مليون ريال وحظي هو الآخر باستقبال نصراوي كبير وحضور إعلامي تابع اللاعب وهو في المطار ثم وهو يأكل ويتحدث بالجوال ويستعرض مهاراته على طريقة روبرتو كارلوس فهو المنقذ المنتظر!
كل هذه الملايين تتساقط من النخلة النصراوية العوجاء في الوقت الذي شهد فيه النصر أزمة نصف مليون الخوجلي والعجز عن تأمين سيارة للشهراني بثلاثين ألف ريال وتجاهل مطالبات بندر تميم!
في النصر أزمة الفكر هي التي ورطت النصر بدينيلسون ليستنزف خزينة النادي على حساب ماهو أهم وأبقى، أزمة الثقة هي التي صنعت من لاعب عادي مثل مساعد ندا نجماً تعلق عليه الآمال لإنقاذ النصر!
الصورة باتت واضحة جداً فالنصر بحاجة إلى عمل إداري جديد في عناصره وفي أدواته!
العدوان والتوجيهات!
مباريات الهلال دائماً تحت المجهر الكل يترصد فيصل العبد الهادي ولجنة الانضباط ولجنة التحكيم وحتى لجنة المعلقين!
صحيح أن الهلال مثير ويعطي بعداً إعلامياً وجماهيرياً كبيراً للحدث لكن هذا لا يعني أن تكتفي لجان الرصد بمباريات الهلال فما يحدث في غيرها أكبر والانضباط مطلب جماعي لمنع الاحتقان الجماهيري والاستمتاع بكرة القدم ومبارياتها!
هذه المرة العيون لم تكن على اللاعبين ولا على الجماهير وإنما على معلق المباراة عبدالله العدوان وهذه جديدة على الساحة الرياضية!
التوجيهات كما يقول العدوان وصلته بين الشوطين وأوصته بعدم التعاطف مع الهلال الذي كان يومها يمثل الكرة السعودية!
زميلي خالد الحسين رئيس لجنة المعلقين قال إنه قدم ملاحظاته للعدوان لأنه لم يكن حاضراً في المباراة ولم يستعد لها لكن هذه ليست مشكلة خاصة بالعدوان فغالبية المعلقين لا يحضرون بشكل جيد ويشطحون كثيراً أثناء التعليق بشكل أكبر مما يتهم فيه العدوان وإن كنت أتفق مع الحسين في شيء فأنا معه فيما يخص إشادة العدوان بمخرج المباراة الذي أخفى صوت وصورة الخمسين ألف متفرج وأعطى متابعي الكرة الآسيوية صورة مشوهة عن الشباب السعودي بتركيزه الدائم على مجموعة تتراقص بشكل مخجل!
كلنا نبحث عن الجمهور المثالي واللاعب المنضبط والمعلق المحايد والحكم العادل لكننا ضد الانتقائية في كل ذلك!
وسع صدرك!
** الاتحاد بحاجة لأن يتحول البلوي إلى داعم ويترك إدارة النادي لمن يستطيع استثمار هذا الدعم بما يعيد العميد لمنصات التتويج!
** سياسة البناء في الأهلي والاستقرار الفني درس للجميع!
** قيمة عقد محمد نور 4 ملايين ريال وقيمة عقد كريستيانو رونالدو 400 مليون ريال لكن السؤال (مين شايف حاله أكثر)؟!
** القزع مع الحكام الأجانب لم يعد مشكلة!
** فوجئنا بعقد (أبو مباراتين) والبركة في الاستثناءات التي تتواصل للفريق المدلل!
** يعني لو الدلال للهلال أو الشباب أو الاتحاد أو الأهلي كان اعتبرناه نوعاً من التقدير لما تقدمه هذه الفرق للكرة السعودية لكن أن يكون الدلال لفريق متوقف عن النمو من عشر سنوات فهذه تحتاج إلى إعادة نظر!
** في مباراة يلعب برازيلي وفي أخرى مكسيكي وفي ثالثة توجولي وفي الرابعة كويتي ولو كان في الدوري بقية لربما شاهدنا كوكتيلاً من الأجانب في هذا الفريق الاستثنائي!
** للهلاليين في كل موسم فريق يكتسح البطولات وفريقهم لهذا الموسم هو فريق الكرة الطائرة الذي يحتاج إلى منافس جديد بعد أن أصبح الأهلي يضم الكبار سناً فقط!
** مباراة ناشئي الهلال والنصر ومباراة النصر والخليج شهدت حالات خروج عن الروح الرياضية رصدتها كل العيون إلا عيون الأمين العام ولجنته الانضباطية!
** نلتقي على خير إن شاء الله بعد أسبوعين.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6384» ثم أرسلها إلى الكود 82244