فعلها الأهلي.. وانتزع كأس سمو ولي العهد.. أرداها نجوم القلعة فكان انتصاراً مدوياً على المنافس.. انتصارا مزدوجا للفن والمتعة والأخلاق واحترام المنافسين، وآخر على أرض الميدان كان نجومه أبطال الأهلي بهدفين مقابل هدف. حال الأهلي بين الاتحاد وبين العودة للبطولات المحلية. مباراة كبيرة قدمها شباب ونجوم الأهلي ليقدموا البطولة الثانية هذا الموسم لجماهيرهم بعد كأس الأمير فيصل بن فهد التي حققوها أمام الاتحاد أيضاً ولكن بثلاثية. هكذا كان نجوم الأهلي.. إبداع، تألق، وانتصار مستحق. تقدم للأهلي تيسير الجاسم بهدف السبق في الدقيقة 80 من المباراة، بعد أن تلاعب الأهلاويون بدفاع الاتحاد ليكمل المهمة تيسير داخل شباك العائد مبروك زايد. ولم تمض دقائق قليلة حتى أضاف الأهلي الهدف الثاني بعد هجمة معاكسة وجملة تكتيكية رائعة أنهاها مالك في الشباك الاتحادية هدفاً ثانياً.. ليعيد كيتا الاتحاديين لأجواء اللقاء بهدف تقليص الفارق..
لعب الأهلي واحدة من مبارياته الكبيرة وعرف الأهلاويون التعامل مع ظروف المباراة والمنافس فدافعوا حين احتاجوا لذلك وهاجموا حين سنحت الفرصة وفرضوا رقابة صارمة على مفاتيح اللعب الاتحادية وأبرزها محمد نور الذي لم يكن له وجود يذكر في اللقاء.. وليأتي الحسم في الدقائق العشر والأخيرة التي شهدت قمة الإثارة والمتعة وفيها تجلى كايو ومعه تيسير والكوكبة الباقية من نجوم القلعة.
الاتحاد كان الأفضل نسبياً في الشوط الأول وحاول مدربه ديمتري البحث عن التسجيل في الشوط الثاني بالدفع بأكثر من مهاجم والتقدم لمناطق الأهلي لكن الفريق عموماً عجز عن تجاوز الدفاع الحديدي للأهلي والذي كان أبرز لاعبيه وليد عبد ربه والهزازي فيما كان الحارس الأهلاوي سداً منيعاً ووقف أمام كل المحاولات الاتحادية ببسالة.. ورغم تفوق الاتحاد النسبي في الشوط الأول وفي بعض فترات اللقاء إلا أنه لم يكن قادراً على بناء هجمات صحيحة ووضح عدم وجود طريقة لعب واضحة أو تكتيك جيد يوصل اللاعبين للمرمى فتحول الأداء لاجتهادات هنا وهناك ومحاولات يائسة لم تكن كافية لتحقيق اللقب.. ورغم قلة الهجمات الأهلاوية إلا أنها كشفت هشاشة وضعف الدفاع الاتحادي الذي قبل هدفين كانا كافيين ليحتفل الأهلاويون باللقب الغالي ويبقى الاتحاد بعيداً عن أي بطولة محلية حتى إشعار آخر.
بدأ الأهلي اللقاء بتشكيل مكون من: المسيليم في المرمى. وأمامه الرباعي هزازي، عبد ربه، بدرو، عبدالغني. وفي الوسط خمسة لاعبين هم الجاسم، صاحب، كايو، الثقفي، ومعتز موسى. وفي الهجوم مالك معاذ.
بينما لعب المدرب الاتحادي بالطريقة نفسها، حيث أشرك زايد في المرمى. وأمامه الرباعي الدوخي، المولد، المنتشري، الصقري. وفي الوسط الخماسي الواكد، كرير، نور، فاجنر، السويد. وفي المقدمة كيتا.
وأمام هذا الوضع المتشابه ازدحم وسط الملعب وغابت التمريرات الصحيحة والمساحات لكلا الفريقين.. ليحل بدلاً منها الاندفاع البدني والمهام الخاصة.. ففي الجانب الأهلاوي تولى عبد ربه مراقبة كيتا وتناوب صاحب والثقفي وتيسير الجاسم على رقابة نور، مع عدم السماح لأي كرة تتجاوز المنتصف ليبقى دور المدافعين تشتيت الكرات في العمق مع تقدم عبدالغني وهزازي بشكل محدود ومتقن.
وفي الاتحاد تولى المولد مراقبة مالك وكرير رقابة كايو ونور مع إغلاق المساحات أمام عبدالغني عند تقدمه بالتناوب مع السويد؛ ولذلك ظل الأداء محصوراً في المنتصف، ونجح كيتا في الانطلاق خلف كرة فاجنر ناحية اليسار ليدخل المنطقة ويسدد على يسار الحارس خارج المرمى..
وهي الكرة الأولى في اللقاء التي حملت طابع الخطورة مع مناوشات وتسديدات بعيدة، ومنها كرة ساقطة من فاجنر إثر خطأ أبعدها المسيليم ركنية.. مع أفضلية اتحادية في الوسط وحصر اللعب في ملعب الأهلي.. ليرد الأهلاويون بأول تهديد حقيقي من ركنية نفذها كايو خادعة في وسط المرمى أبعدها زايد من على خط المرمى. واستمر اللعب عراكا قويا في الوسط ومحاولات لإيجاد مساحات والوصول لمرمى الخصم.. ونجح الاتحاد في ذلك أكثر لتركيزه على الأطراف ووجود دعم حقيقي في ملعب الأهلي.. بينما افتقد الأهلي هذا الدعم لتأخر الظهيرين وعودة كايو للوسط، وكذلك عدم تحرك معتز موسى والثقفي؛ ما منح الاتحاد الأفضلية نسبياً. وكاد محمد نور في الدقيقة 31 أن يفاجئ الجميع من كرة سددها في المرمى مباشرة من الجناح الأيمن بدلاً من تحويلها عرضية لتصطدم بالقائم الأيسر للمسيليم. وعاد الأهلي بعد ذلك لأجواء اللقاء ونجح في تهديد مرمى الاتحاد وإجبار لاعبيه على التراجع للخلف.. لكن أسامة المولد نفذ كرة خطأ في الدقيقة 39 ساقطة تصدى لها المسيليم أيضاً وأبعدها ركنية.
وكان واضحاً أن الأهلي يعود تدريجياً للمباراة، وفي نهاية هذا الشوط حاصر الاتحاديين في ملعبهم ونفذ أكثر من كرة خطرة متبادلة في منطقة الاتحاد سببت الكثير من الفوضى في صفوف الاتحاد الخلفية وكسب منها أكثر من ركنية لم تستثمر جيداً، ليعلن الحكم السويسري نهاية هذا الشوط بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني
مع بدء هذا الشوط أشرك ديمتري مهاجمه البرازيلي اوليفيرا بدلاً من لاعب الوسط المدافع الواكد.. وهاجم الاتحاد من البداية فيما لعب الأهلي بحذر وأغلق مناطقه جيداً مع فرض رقابة صارمة على كل لاعبي الاتحاد وخصوصاً بالقرب من مناطق الخطر.. وغاب خلال هذا الشوط كيتا ونور اللذان كانا الأبرز في الشوط الأول.. وكذلك اختفى فاجنر الذي بدأ هذا الشوط بتسديدة قوية مرت على يسار المسيليم.. ومع اندفاع الاتحاديين وتراجع لاعبي الأهلي أجرى نيبوشا تغييراً بدخول أحمد درويش مكان الثقفي وساهم هذا التغيير في اغلاق الجهة اليسرى أمام عبدالغني ليختفي نور ويكتفي الدوخي بالأداء الدفاعي وبالتالي خف العبء كثيراً على دفاع وحارس مرمى الأهلي.
وبعد مرور 61 دقيقة من اللعب كاد معاذ ان يلدغ شباك الاتحاد بعدما تسلم كرة في العمق أوقفها المنتشري ليعالجها مفاجئة في يد زايد.. ليعود الأهلاويون للدفاع وسط الملعب أمام اندفاع لاعبي الاتحاد غير المدروس ويقوم كايو بدور كبير في بناء الهجمات والتنقل في مناطق الخطر الاتحادي على الأطراف ليقوم بصناعة هدف المباراة الأول.
د 80 هدف أهلاوي أول
فمن كرة قادها كايو تلاعب بدفاع الاتحاد ثم مرر للجاسم داخل المنطقة ليتجاوز المنتشري ويواجه زايد ليضعها من بين قدميه داخل الشباك هدفاً أهلاوياً أشعل المدرجات والملعب.. ليقوم ديمتري بإخراج الدوخي وإشراك حمزة في الهجوم مع نقل كيتا للجناح الأيمن لكن الفعالية الهجومية للاتحاد ضعيفة وذلك للاعتماد على الكرات العرضية العالية داخل المنطقة وهي التي نجح دفاع الأهلي في التصدي لها تارة والمسليم تارة أخرى.. وفي الدقيقة 85 يقوم نيبوشا بتغيير تكتيكي بخروج معتز موسى ودخول محمد عيد لإغلاق العمق أمام الكثافة الاتحادية.. ووسط الاندفاع الاتحادي العشوائي يعزز الأهلي هدفه بصناعة ثلاثية قادها أولاً البديل محمد عيد.
د 87 هدف ثاني للأهلي
فمن هجمة اتحادية تقطع الكرة من محمد عيد وينطلق بها وسط الملعب دون مضايقة مع تفوق عدد من اللاعبين فيقوم بالتمرير لكايو في الجهة اليمنى الذي حولها عرضية له جهزها برأسه للخلف من فوق المولد ليقابلها مالك برأسه على يسار زايد داخل الشباك الاتحادية هدفاً ثانياً.. رد عليه الاتحاديون سريعاً بعد دقيقة واحدة..
د 27 هدف أول للاتحاد
حيث قطع نور الكرة من صاحب ولعبها سريعة لحمزة الذي مررها لكيتا بعيداً عن الرقابة ليسدد مباشرة من داخل المنطقة على يمين المسيليم في الزاوية البعيدة هدفاً اتحادياً أعاد الإثارة والترقب للمباراة بعد ذلك أصيب السويد فحل تكر بدلاً منه ليلعب في الظهير الأيمن وكذلك حفل مدرب الأهلي بدخول جفين البيشي بدلاً من ابراهيم هزازي ويدافع الأهلاويون بشراسة على الهدفين مع قتل اللعب وإغلاق الوسط حتى أعلن حكم المباراة نهايتها بفوز أهلاوي كبير ولقب ثان هذا الموسم.
من المباراة
* قاد اللقاء الحكم السويسري بوساكا وحاول كثيراً التغاضي عن بعض الأخطاء والسماح باستمرار اللعب.. ومنح بطاقات صفراء لكل من كايو، تيسير الجاسم، وليد عبدربه من الأهلي وأوليفيرا من الاتحاد..
* شهدت المباراة الكثير من اللقطات التي كانت تحتاج لقرار من الحكم لكنه طنش حالات مثيرة للجدل وأوصل المباراة بخبرته الكبيرة لبر الأمان.
* نجوم الأهلي كانوا في قمة عطائهم وظهر المسيليم وعبدربه وكايو وهزازي وتيسير الجاسم في أفضل حالاتهم.
* في الاتحاد غاب معظم اللاعبين عن مستوياتهم المعهودة وعن أجواء اللقاء.. وخصوصاً الأسماء المؤثرة نور وفاجنر وكيتا.. ويبدو أن قوة الأهلي وصرامة لاعبيه في اغلاق مناطقهم وسط الميدان أخفت الاتحاد كاملاً.
* مدرب الأهلي نجح في التعامل مع المباراة وإعداد فريقه جيداً باختيار تكثيف الوسط والاستغناء عن التونسي قمامديه ليقضي على خطورة الاتحاد ويدك مرماه بهدفين.
* النهائي الثاني على التوالي هذا الموسم الذي يكسبه الأهلي أمام الاتحاد ليحرمه مجدداً من العودة للبطولات..!
* أنهى الأهلي الموسم ببطولة ثمينة.. حيث انتهت تقريباً مشاركات الأهلي باستثناء مباراتين أمام الهلال ثم الاتحاد لن يكون لهما أي قيمة أو تأثير في تأهل الأهلي للمربع بعد ان خرج منه رسمياً.
* بخسارة الاتحاد بالأمس يواصل الاتحاد التفريط بالبطولات رغم الملايين التي تصرف على الفريق دون جدوى.. حيث أخرج الأهلي الاتحاد من البطولة الثامنة عشرة في عهد الإدارة الحالية.
* الاتحاد سقط في أول اختيار حقيقي له في المسابقة بعد أن واجه فريقاً قوياً.. وكان قبلها قد اسقط أيضاً أمام الاتفاق في ذهاب نصف النهائي قبل أن يتأهل بصعوبة.