Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/04/2007 G Issue 12628
الريـاضيـة
الخميس 09 ربيع الثاني 1428   العدد  12628
الإزعاج في كرة القدم

إن ما دفعني إلى الكتابة عبر منبر الكلمة جريدة (الجزيرة) الغراء هو تعاطفي مع فريق الأهلي السعودي الذي واجه مؤخراً فريق وفاق سطيف الجزائري ضمن دوري أبطال العرب لكرة القدم وهُزِم فريق الأهلي بشرف بعد أن تلقَّى تهديدات من مسؤولي نادي سطيف الجزائري في حال فوز فريق الأهلي؛ مما أربك اللاعبين وقاعس همتهم؛ لأن فريق سطيف فقد كل أصول الضيافة العربية والتنافس الشريف واحترام إخوانهم العرب، مع العلم أن فريق سطيف أُكرم أشد تكريم من السعودية ورُحِّب به ضيفاً عزيزاً غالياً على البلاد، وهذه هي الأخلاق وشيم الرجولة التي تربينا عليها في هذه البلاد الطاهرة، إلا أن الأهلي واجه إساءة مشينة بحق التاريخ الكروي الجزائري الذي طبع وصمة عار على جبينهم ووضعهم في موقف تجرَّد من كل القيم والأخلاق والمعاملة العربية الحسنة.

وتزيد المأساة عندما وجد اللاعبون ثلاثة كلاب مذبوحة داخل غرف تغيير الملابس، هذا ناهيك عن استضافتهم بفندق ثلاثة نجوم عندما أحاط المشجعون بالفندق وبدؤوا بوابل من الشتائم والإهانات لفريق الأهلي؛ مما أدى إلى فزع اللاعبين، ولم يتصل باللاعبين أي مسؤول في الاتحاد الجزائري، إضافةً إلى فصل أنوار الملعب أثناء التدريب وتهديد أحدهم بالسلاح الأبيض للاعبين، أما حكم المباراة فكانت قدماه ترتعد خوفاً من فوز الأهلي على شقيقه العربي وفاق سطيف.

الأمر المحزن هو أنه انظر كيف احتُفي بفريق وفاق سطيف لدى قدومهم إلى السعودية، فسكَّنوهم في فنادق خمسة نجوم وحراسات، واستضافوهم أحسن ضيافة، وزوَّروهم الحرم المكي الشريف بباصات خاصة وحراسات وغير ذلك كثير.. وانظر كيف ردَّ فريق وفاق سطيف الإحسان بالإساءة القصوى التي وصلت إلى التهديد بالقتل.. والله إنه لأمر مشين ومخزٍ أن يُعامل هكذا فريق الأهلي من قبل أناس المفترض أنهم أشقاء في فريق وفاق سطيف، لكنهم ضربوا بعرض الحائط كل معايير الأدب وانسلخوا من كرم الضيافة العربية.لكن لا بدَّ أن لا يمرّ هذا الأمر مرور الكرام، ولا بدَّ من إجراء عقابي والتحقيق مع المسؤولين في فريق وفاق سطيف والاتحاد الجزائري، بل وإبعاده من البطولة إلى أن يقدم اعتذاراً رسمياً.إن لي أصدقاء جزائريين في السعودية قالوا لي: لقد خجلنا من هذا التعامل المؤسف من قبل وفاق سطيف بحق نادي الأهلي، وإنهم لا يمثلون شعب الجزائر المعروف بكرمه وحسن تعامله، وآمل أن تعلموا أن أصابع اليد الواحدة لا تتشابه؛ فهؤلاء لا يمتُّون إلى العروبة وإلى تاريخ الجزائر العريق بأي صلة، فتقبلوا عذرنا. فأكدت لهم أن الأخلاق في هذه البلاد الطيبة أسمى من أن يردوا عليهم، وأنه حتى لو زار فريق وفاق سطيف السعودية مرة أخرى سيُعامل أحسن تعامل وبقدر من الود والاحترام.. هذه هي أخلاقنا.. وهذه هي شيمنا التي تربينا عليها.

فادي بن إبراهيم الذهبي

جدة - مدير مجلة العلاقات العامة والإعلام

fthahabi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد