تتمتع المملكة بكونها أسرة سعودية واحدة، فعلى الرغم من تعدد قبائلها واتساع رقعتها الجغرافية إلا أن الشعور الوطني عارم بين مواطنيها وينتقل من جيل إلى آخر، فالشعور بالانتماء إلى البيت الواحد عزز الجبهة الداخلية لمواجهة كافة التحديات أياً كان مصدرها، وهذا ما ساعد كثيراً في محاربة ظاهرة الإرهاب.
فالقبيلة التي تُبْتَلَى بخروج أحد أبنائها عن جادة الصواب وانتمائه إلى الفئة الضالة تسارع إلى نبذه والتبرؤ منه ومن أفعاله التي لا يقرها الإسلام، وتؤكد على أن الجميع لا يقرون أي عمل تخريبي يستهدف الآمنين ومعصومي الدماء ويسيء إلى وحدة البلاد وأمنها ويخالف كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويعيث في الأرض فساداً ويخرج على شرع الله الذي تحكمه هذه البلاد الطاهرة.
ومما يؤكد هذه النقطة إبداء آباء الإرهابيين وإخوتهم استعدادهم الكامل للتعاون مع الجهات الأمنية للقبض على أبنائهم أو إخوتهم الإرهابيين، وتسليمهم ليد العدالة.
ولقد أثبتت الأحداث الإرهابية أن القاعدة التي يتمسك بها ولاة الأمر في التعامل معها أنه لا تحمل وازرة وزر أخرى، فالقبيلة لا تتحمل وزر أحد أبنائها عندما يرتكب مثل هذه الجرائم المرفوضة.
ولقد أكد خادم الحرمين الشريفين هذه المسألة عندما التقى في أوقات سابقة بأعيان القبائل الذين حضروا إليه ليبدون رفضهم لما قام به بعض أبنائهم من أعمال إرهابية.
فيوم الثلاثاء الماضي استقبل المليك وفداً من قبيلة الردادي من حرب التابعين لمنطقة المدينة المنورة، وقال لهم: (ابنكم الضال إن شاء الله أنكم براء منه وهذا إنسان دفعه الشيطان ولقي حتفه وأنتم ولله الحمد قبيلة مباركة ما سمعنا منكم إلا كل خير وأتمنى لكم التوفيق).
هذا التماسك بين كافة فئات الشعب جاء بفضل الله تعالى كثمرة من ثمار التوحيد الذي قام على يدي المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ونقل المجتمع من قبائل متفرقة إلى شعب واحد ملتف حول قيادة واعية.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244