لا تكاد هذه الأيام تفتح ملحقاً رياضياً في أي صحيفة إلا وتجد خبراً سيئاً قادماً من البيت النصراوي، مرة عجز في الميزانية يصل إلى 11 مليوناً، ومرة أخرى لاعب يصرح ليس لديه وسيلة مواصلات خاصة به توصله إلى النادي من أجل حضور التمارين، ومرة خلاف كبير بين المدرب والمشرف العام على الفريق.. أشياء كثيرة تحدث في البيت النصراوي لا تجد لها أي تفسير. هناك من يكتب هذه الأخبار نكاية في الإدارة ودفعها لتقديم استقالتها، وهناك من هو محب وعاشق لهذا الصرح الكبير ويكره أن يمر النصر بكل تلك المشاكل ويكتب باحثاً عن الحل حتى يعود النصر قوياً متماسكاً.
اليوم وفي ظل هذه الظروف القاسية التي تمر على النادي تظهر الحاجة أكبر من قبل إلى أمرين مهمين أولهما عودة أعضاء الشرف والالتفاف حول النصر ودفعه لتجاوز كل مشاكله.الأمر الثاني بناء علاقة جيدة مع الإعلام عن طريق الحوار والتحاور ووضع كل النقاط التي من خلالها تتحقّق المصلحة المرجوة من الإعلام والتي تساهم في خدمة الفريق لا ضرر ولا ضرار، فالنقد الحقيقي المفيد مطلوب ومكانه أعمدة الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، أما نشر الشائعات وترويجها من أجل إثارة جو من التوتر داخل النادي، فهذا أمر مرفوض أياً كانت دوافعه يجب أن نلغي من قاموس الرياضة إعلام هلالي أو نصراوي أو اتحادي، الإعلام يجب أن يكون إعلام وطن فقط لا غير هنا تتحقق المساواة في المنافسة فلا يوجد تميز لهذا النادي عن الآخر، التميز يظهر كل نهاية موسم عندما ينتهي الحصاد ويحقق المميز والقوي ما يميزه عن غيره هنا يجب على الإعلام سواءً صحافة أو قنوات رياضية منحه حقه، فالإعلام عبارة عن مكافأة يحصل عليها المجتهد، ذلك هو الوضع المثالي الذي يجب أن يسلكه إعلامنا الرياضي.
ما دفعني لكتابة ما سبق حوار دار بيني وبين ثلاثة من الصحفيين يعملون في ثلاث صحف مختلفة كان عنوان الحوار: لماذا النصر تُظهر مشاكله وتُضخّم لديكم وبقية الأندية لا نسمع أو نقرأ عنها شيئاً سوى الأخبار الإيجابية؟ وصلت معهم إلى نقطة مهمة مع الأسف لم أكن أعتقد أنها موجودة داخل الوسط الرياضي الإعلامي، حيث اتفق الثلاثة على أن إدارة نادي النصر تحجب عنهم الأخبار وتميّز صحفياً عن الآخر، وبالتالي لا نستطيع تأدية عملنا بشكل سليم والجريدة تريد أخباراً من النادي إذن ما العمل؟ هل نعود لرئيس القسم ونقول له ليس لدينا أخبار؟ بينما جريدة أخرى تنزل خبر عن النادي!! عندها نضطر أن نبحث عن الأخبار من بعض المقربين للإدارة أو من بعض الجماهير الذين يكون حضورهم بالنادي بشكل يومي أو من بعض أعضاء الشرف لأننا لا نجد تعاوناً من إدارة النادي حتى وإن كانت هذه الأخبار اجتهادات ينقصها الكثير من الدقة والوضوح.
هنا الخطأ مشترك بين الصحفي ومسؤولي النادي وهذا ما يؤكّد على وجوب التقاء الطرفين من أجل الحوار.على إدارة نادي النصر أن تحضر ملاحظاتها ونفس الشيء يفعله مسؤولو الصحف والعمل على الخروج باتفاقية تعاون هدفها الحقيقة والنقد البناء بعيداً عن كل تجاوزات قد تسيء للنادي أو للصحيفة، كما يجب أن يعي مسؤولو النادي أهمية دور الإعلام في نجاح أو فشل مسيرة أي ناد، فالمقاطعة والبعد عن بعض الإعلاميين الذين يؤدون دورهم أو تمييز صحفي عن الآخر على حسب الصحيفة التي ينتمي لها أمر به ضرر على النادي قبل أي مؤسسة أخرى.النصر ناد كبير وله شعبية كبيرة إن استمرت السياسة المتبعة من قبل الإدارة تجاه بعض الصحف والقنوات سيخسر النصر يوماً بعد يوم جزءاً من تلك الشعبية.
نعم، هناك أخطاء وتجاوزات من قبل بعض الإعلاميين من كتَّاب أعمده فرضتها طبيعة الميول مع اختلاف توجهاتهم وثقافاتهم بحيث لا يمكن أن نحمِّل إدارة الصحيفة كل تلك التجاوزات، النصر والهلال والاتحاد والشباب والأهلي وبقية الأندية هم عماد المنتخب وبهم سننافس ذات يوم على المراكز المتقدّمة في كأس العالم، فلنحقق المساواة بينهم فقط، ومن يقول إن الإثارة والحماس لا تأتي إلا بتقسيم صحفنا بين الأندية فبالتأكيد هؤلاء تهمه مصلحة المنتخب الوطني. فالمنافسة على تحقيق الألقاب من ناحية العدد كفيل بإشعال التنافس والحماس بين الأندية.
ملحوظات من مسيرة النصر هذا الموسم:
- أحمد البحري المنتقل حديثاً لصفوف النصر يتمرن قرابة الشهر في النادي دون أن يستفاد منه رغم الحاجة الملحة لمشاركته ولو لا الله ثم الهلال لما زال موضوعه معلقاً. الأندية يا إدارة النصر تحتاج إلى المال المتوفر وليس المال الذي في علم الغيب أي منطق يقول إن تأخر تسجيل البحري سببه عضو شرف لم يوف بوعده!! أيعقل أن إدارة ناد كبير كالنصر لا تستطيع توفير مبلغ البحري!!
- مباراة الخليج اليوم من أصعب مباريات هذا الموسم بالنسبة للنصراويين، فخلال العشر الأيام الماضية لا تكاد تجد مشجعاً نصراوياً إلا وقد ارتسم الخوف والتوتر على محيَّاه.. (أمر محزن جداً من المنافسة على البطولة إلى الخوف من الهبوط!!)
سلطان الزايدي
zaidi161@hotmail.com