أكد جمال التونسي رئيس مجلس الإدارة بنادي الوحدة بأن حظوظ الفريق الكروي الأول لبلوغ الأدوار الختامية بدوري كأس خادم الحرمين الشريفين، وذلك بعد ضمانه رسميا أحد مقاعد المربع الذهبي، وأشار التونسى خلال مقابلته مع (الجزيرة) أن الحلم أصبح ماثلاً أمام الوحدويين لقطف ثمار الأعوام العجاف، مشيراً إلى أن كافة السبل مهيأة لجلب الإنجازات للفرسان في الوقت الراهن, مشددا في الوقت نفسه على نبذ وإبعاد هواة تفتيت اللحمة (الحمراء) الذين وصف أعمالهم بالفقاقيع مؤكداً أن المرحلة الراهنة تتطلب الالتفافة الصادقة وليس السعي وراء من لا يكون إلا (وصمة عار) على صاحبه في نهاية المحفل.
وتطرق تونسي في ثنايا هذا الحوار للعديد من القضايا العالقة التي تدور محاورها بأروقة الكيان الوحداوي.. وإليك عزيزي القارئ ما دار من حوار مع رئيس مجلس إدارة نادي الوحدة جمال بن أسعد تونسي..
* كيف ترى أوضاع فريق الوحدة هذا الموسم؟
- الإنجازات تحاكي الواقع فعلى مستوى المرفق الحيوي البارز المجال الكروي، فهناك سبق غير معهود حين أعلن الفرسان تأهلهم مبكرا للفرق الأربعة الكبار من دوري الأقوياء، ونحن بصدد المحافظة على مكتسبات الفرسان وترجمتها لعكس ما توصلت إليه حضارة الكرة الوحدواية، اما بقية الأنشطة فحالها يوازي كرة القدم، وحقيقة أسعدت كثيرا بسماع نموذجية النادي من قبل المتابعين ورؤساء الأندية.
* ما سر هذه النقلة لفرسان مكة؟
- الكيان الأحمر يحظى باهتمام منقطع النظير من أمير منطقة مكة المكرمة عبد المجيد بن عبد العزيز- رعاه الله- وحقيقة باتت انتصارات الوحدة تجير لصاحب السمو رغم ظروفه الصحية، وطالما يعيش الوحدة بشرف متابعة الأمير عبدالمجيد فهذا يعتبر كنزا بحد ذاته، ونبذل كل المقومات لرد جزء من الكل نظير ما أعطى إليه أميرنا الغالي.
* ماذا ينقص فرسان مكة لاعتلاء منصات التتويج بعد اقتحامهم لمربع الاقوى في هذا الموسم؟
- لا ينقص الفرسان سوى توفيق الله عز وجل حتى يصل الفريق لأعتاب التتويج، وهناك بالطبع جهود يبذلها جميع الكوادر بالقطاع، فالأجهزة الفنية والإدارية واللاعبون لم يدخروا جهدا في سبيل النجاح، وبالتالي سنقف بمنطلق المسؤولية نحو تقديم الوسائل الكفيلة لاقتناص الانتصارات المشرفة وفق تطلعات أهالي مكة المكرمة.. وأقول أبشروا فالوحدة صار ناديا حضاريا بنموذجية عراقته.
* وهل إدارة تونسي تتجاهل الألعاب المختلفة الأخرى؟
- طبعاً ردي بالنفي وتصنف جميع الألعاب في النادي تحت سقف متساو، فالألعاب المختلفة كافة محور اهتمام مجلس الإدارة، وقد لاقت مزيدا من تسليط الأضواء؟ ففي مجال لعبة كرة السلة العريقة رصدت ميزانية ضخمة وتم التعاقد مع الخبير المصري المدرب طلعت جنيدي إضافة لجلب أفضل المحترفين للسلة من بينهم الأمريكي لقمان عبد الله، ومن جانب كرة اليد فيحرص المشرف على اللعبة المهندس مروان دمنهوري لإعادة بريق كرة اليد، وهناك الكثير من متابعات وسط معاينة أمين عام النادي بكر جفري وأمين الصندوق المهندس فيصل أسرة.
* كيف تواجهون (فقاقيع) الصراعات بمحيط الوحدة؟
- يكفي ذكرك سابقا أنها مجرد (فقاقيع) الأمر الذي يسهل للقضاء على داء المغرضين، ومن واقع إدارتنا لا نهتم بالمتربصين بقدر ما نتربص بالمحافظة على ثروات الوحدة، وهنا أحذر هؤلاء برفع بيارق الحرب الباردة, وإغلاق جامح مخططاتهم المحبطة في النهائية.
* وبدورنا دعنا نطوي ملف النزاعات، ونقودك للإفصاح حول الالتفافة الشرفية؟
- يظل كما أشرت سابقا تربع أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي عبد المجيد بن عبد العزيز- شفاه الله-: خير وقود حقيقي لقيادة دفء مظلة الهيئة الشرفية بالوحدة، ولا ننسى أفعال بقية الأعضاء المعروفين كالعضو الجديد خالد المطرفي وهناك العديد أمثال فؤاد محمد حسين وزياد فارسي وحسين باسنبل وغيرهم الكثير، أسهموا في بذل دعمهم المتو اصل مع النادي، وأتمنى حقيقة من أثرياء مكة الأجلاء سرعة المبادرة لعون وحدتهم التي تحتاج المزيد من الدعم.
* يقال: إن أزمة الخلاف مابين المدرب بوكير واللاعب الكويكبي التي جعلت بوكير يحول الكويكبي للفريق الرديف كانت خلف تكليفكم لعبد الله خوقير كمساعد لكم حتى لا تفاقم أوضاع الفريق؟
- ليس هو كذلك فعبدالله خوقير يعتبر من الشخصيات المقربة لدي منذ زمن بعيد وجاء اختياره الرسمي لنائب المشرف العام للفرسان في الوقت المناسب، ولدينا ثقة كبيرة لإضافة خوقير إلى جانب الإداري علي الأحمدي وإظهار عصارة خبرته الطويلة لمصلحة الفرسان.
* يفتقد الفرسان لمدربي اللياقة والحراس والمترجم: هل سيؤثر ذلك على الفريق؟
- الكل يشاهد المجهود البدني المضاعف الذي يبذله اللاعبون طيلة المباراة، وهذا ناتج لجهود وحنكة المدير الفني الألماني بوكير جراء وضعه برنامجا لياقيا يطبقه لاعبونا بسهولة، وفي شأن مدرب الحراسة فهناك أسماء للتفاوض معها.. اما مهمة الترجمة فيتناوب بها مساعدا المدرب حاتم خيمي والمصري محمود جابر.. وهذا إن شاء الله لن يؤثر على مسيرة الفريق.
* أصبح حال حماية العرين مقلقا إثر غياب البديل الجاهز لأساسي عساف القرني؟
- الحراسة الحمراء في أيد أمينة- ولله الحمد-، فبوجود عساف أو غيره فالمرمى سيبقى مصدر اطمئنان، والقائمة مليئة وزاخرة فقد ظفرنا بخدمات حارس فريق الرياض عبد الله صديق، وهذا يشكل مكسبا للحراسة.. وهناك المخضرم فيصل بامحرز والواعد محمد الكعبي.
* بوكير يبالغ في صرامته القاسية نحو اللاعبين، ما هو قولك في ذلك؟
- صدقني تكاد سمة قوة شخصية المدرب من الأدوات الإيجابية، وطالما يفرض بوكير أسلوب نهج الانضباط، فبتصوري أحقية نفوذه للأوامر التدريبية صوب اللاعبين، وقد رأينا إبعاد بعض العناصر غير المواظبة وأركانها للتجاهل، ولاننسى أيضا دينامكية مساعديه الكابتن الوطني حاتم خيمي والمصري محمود جابر لإكمال منظومة الجهاز الفني الفائقة.
* يدور في الافق ان المدرب الألماني يعتزم ترك تدريبات الفريق في نهاية الموسم, هل لديكم النية في تجديد عقد المدرب؟
- سنسعى لثني بوكير عن الرحيل.. ولعل التطور المشهود للكرة الوحدوية هذا الموسم والمصاغ ببصمة بوكير, بإشادة النقاد والمتابعين يجعلنا نفكر دوما ببقاء المدير الفني، وقد تم تأجيل ارتباطه بالنادي لحين الفراغ من منافسات الموسم.
* هل أنتم راضون عن مستوى اللاعبين الاجانب المحترفين في الفريق؟
- بكل تأكيد حيث استطاع السنغاليان حماد جي وداود اندي والصربي فلاديمير أن يثبتوا تفوقهم ومساهمتهم الفاعلة لزيادة حضور الفرسان، وتؤكد الدلائل تميز الأجانب في ضم فلاديمير لمنتخب بلاده للمرة الأولى على ارتداء الفانلة الحمراء، إضافة لحماد جي الذي تم تجديد عقده للموسم القادم، ليبقى ابن جلدته داود يظهر ثقل أدواره الرائعة ومع انقضاء الموسم الجاري سيكشف المدرب بوكير مدى إقراره باستمرارية المحترفين أو الاستغناء عنهم.
* ترى ما هو السبب في انخفاض التهديف في الفريق رغم وجود ثلاثي مميز في الفريق.. وهل يتطلب الامر إحضار مهاجم اجنبي في الفريق؟
- ندرك تماما انخفاض هجوم الوحدة، وباتت طلائع أكبر حصيلة تهديفية أثناء الفترة الأخيرة تدل على مؤشر الهبوط، وسنناقش لمعرفة انحدار نزعة التسجيل، ونطالب مهاجمينا ناصر الشمراني وعيسى المحياني واحمد الموسى وعلاء الكويكبي بهز شباك الخصم دون التفريط. ولهذا لا أعتقد وجود الهداف غير السعودي يخلص تلك السلبيات.
* مردود الخصخصة هل يضيف للوحدة عوائد تميز مثلى؟
- من ناحية الفوائد استفاد النادي كحال الأندية من الخصخصة المؤقتة التي طرحتها إحدى شركات الاتصال، ناهيك عن الاستثمار الأمثل الدعائية لواجهات النادي، ونحن بصدد انتظار إعلان الرئاسة العامة لرعاية الشباب ترسيه الخصخصة وإقرار الفاعلية بالمستقبل القريب وتظل عولمة الخصخصة طوق النجاة لادخار الأندية وتخفيف الأعباء.
* كيف تقيم لقاء فريقك امام فريق الاتحاد الذي خسره الفريق بهدف في آخر ثواني المباراة؟
- تعتبر المباراة من أمتع نزلات الدوري سيما بالشوط الثاني الذي زاد وهج الفرسان وفعل المستحيل عدا ولوج الأهداف، وتأتي الموقعة كسائر اللقاءات ونبارك للاتحادين بالفوز، وسننظر للمباريات المتبقية بحياة أو موت بغية الانقضاض لقمة الدوري المشتعلة.
* إلى أين ينصب انتباهك تجاه الإعجاب باللاعبين والأندية؟
- أجزم أن الفريق الكروي الوحداوي الوحيد الذي يخلد في وجداني من حيث النجاح، ومع احترامي لبقية الفرق لم نر أندية تشد البال غير الأحمر، وفي صعيد اللاعبين ينصب نظري لمعظم عناصر نادينا، إضافة بإعجابي بالمحترف الليبي بصفوف الهلال طارق التايب والمغربي صلاح عقال ومحترفنا السنغالي حماد جي.
* ما هي رسالتكم الأخيرة في هذا اللقاء ولمن تبعث بباقة ورد؟
- أوجه رسائل اعتزاز ومحبة لجميع الوحداويين، وعشمي في رجالات النادي أن ينهضوا بمتنفسهم الرياضي، فالوحدة وجد للتنفس وليس للتنافس. وفي النهائية أبعث باقة ورد لرئيس رابطة المشجعين عاطي الموركي إزاء غيرته الدؤوبة لمؤازرة الفرسان ويبقى الجمهور محل القلوب وسنروي عطشه الصابر وبمشيئة الباري عز وجل.
