Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/04/2007 G Issue 12627
الريـاضيـة
الاربعاء 08 ربيع الثاني 1428   العدد  12627
«الجزيرة » تكشف كذبة الهبوط المزعوم بالوثائق والأرقام
بنهاية المنافسة الزعيم بسبع عشرة نقطة سادساً بفارق نقطتين عن الرابع العميد وتسع تفصله عن الليث التاسع

* رصد وإعداد - أحمد الغفيلي:

* ما بين فترة وأخرى وكلما تأزم موقف البعض وانتابهم الخوف وتملكهم الهلع من خطر الهبوط وضاقت بهم سبل الخروج من مأزق حلولهم بمناطق المؤخرة وانحصرت حظوظهم بالبقاء ضمن إطار فرق النخبة بفرص ضئيلة ووفق حسابات معقدة وعلى أمل لعل وعسى أن يكتب لهم النجاة ولو على حساب الاقتتات من نتائج الآخرين والاستفادة مما تسفر عنه لقاءات منافسيهم بمعمعة الهبوط بفرق المقدمة يلجأ من فشلوا في مجاراة الأبطال ومشاركتهم كعكة الفرحة بالتتويج والمتعبين نفسياً من الفقر البطولي المزمن لإعادة الأسطوانة المكررة والمشروخة والمملة الهادفة إلى إقناع المتابع الرياضي عنوة بأن حوت البطولات ومتسيد ألقابها ونادي القرن والقمر الآسيوي بكبريائه وشموخه سبقهم لتذوق معاناة الخوف من الهبوط موسم 98 وهو افتراء لا يستند إلى وثائق ومنافٍ للحقيقة ومعلومة مغلوطة نسجوها من خيالهم وفكرهم الضيق وجندوا طاقاتهم لتمريرها على الرغم من قناعتهم الذاتية بأن لا وجود لها على أرض الواقع فهي أشبه بكذبة أرادوا من خلالها إشغال جماهيرهم عن التفكير بمسببات الإخفاقات المتتالية وصرف أنظارهم عن احتمالية

المطالبة بمصير الوعود الموسمية فأجهدوا أنفسهم لتغذيتها وترديدها واستخدامها كوسيلة أرادوا بها تشويه مسيرة الزعيم وسجله البطولي الثري والزاخر بكم هائل من الألقاب محلية وخارجية بمختلف مستوياتها ومسمياتها أهلته للتربع دون منافس على هرم السجل الشرفي لمنجزات الأندية السعودية وأوجدت له مكانة مرموقة ما بين عمالقة الأندية العربية ودفعت به لأن يتوج من قِبل المنصفين والمحايدين كنادي القرن لكبرى القارات ومنحته الأحقية والشرعية لأن يحجز لنفسه مكانه ضمن قائمة أفضل مائة نادٍ حسب تصنيف أعلى سلطة رياضية دولية وهو ما لم يصل إليه أي من الأندية المحلية والخليجية.

* وبتكرارهم الساذج لأسطوانة الهبوط الوهمية لو افترضنا جدلاً صحتها فهم بغبائهم يقدمون من خلالها الدليل والبرهان بأن حوت البطولات قدوة لهم حتى في انكساراته وكأني بهم يقولون لجماهيرهم بأن الهلال بكبريائه وشموخه وعملقته وإنجازاته مر بنفس الظروف لذا فمن باب أولى إيجاد المبرر لغيره ومراعاته وتجنبيه الملامة والعتب ومن قبيل الاعتراف غير المعلن بأفضلية هامور البطولات فلا داعي للقلق ما دام الأزرق بعنفوانه سبق أن عايش مخاوف الهبوط وعاد بعدها بطل لا يشق له غبار يتنقل نجومه من منصة لأخرى ويتداول لاعبوه عبر أجيال متعاقبة إثراء حصاده البطولي وتعزيز زعامته.

* ولكون ما يروج له البعض عارياً من الصحة والهلال بريء من رواية الهبوط الهزلية كبراءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام وحفظاً لتاريخنا الرياضي من أي عبث أو تشويه سواء كان عن جهل أو تجاهل نقدم تقريراً موثقاً ومبنياً على ما هو مدون بسجلات الاتحاد السعودي لكرة القدم لما أسفرت عنه نتائج دوري 98 بكامل تفاصيله من البداية ولغاية تتويج الأهلي الراقي ببطولاته بنقاط من شأنها إيضاح الحقيقة وتعرية وكشف كذبة الهبوط المزعومة.

** عشر فرق شاركت بدوري 98 توج الأهلي بنهايته بطلاً (29 نقطة) والنصر وصيفا بفارق نقطة واحدة وفارس الدهناء ثالثاً برصيد 21 نقطة منطقة الوسط شملت على غير العادة خمس فرق بما يعادل نصف عدد الأندية المشاركة وتنافست بهدوء على احتلال المراكز من الرابع لغاية الثامن دون أن يتعرض أحدها لخطر الهبوط، فالثامن الوحدة بست عشرة نقطة يبعد عن التاسع الشباب ثماني نقاط كاملة فيما لا يفصله عن الرابع الاتحاد الذي تحصل على تسع عشرة نقطة سوى ثلاث نقاط وكذا القادسية الخامس بثماني عشرة نقطة بينه وبين الهلال السادس والنهضة السابع نقطة واحدة ويبتعد العميد الرابع عنهما بنقطتين.

** الهابطان لدوري الدرجة الأولى الشباب واحد تأكد هبوطهما قبل انتهاء الدوري بأربع مباريات لعب الليث ثماني عشرة مباراة فاز بواحدة فقط وخسر أحد عشر وتعادل بستة لقاءات وجمع ثماني نقاط بينه وبين الهلال والنهضة تسع نقاط وعن الثامن الوحدة ثماني نقاط وهو فارق نقطي إذا ما أخذ بالاعتبار أن الفائز وقتها يمنح نقطتين وإذا ما قورن بوضعية الفرق الستة المهددة بالهبوط هذا الموسم الطائي والنصر والحزم والفيصلي والخليج والقادسية والتقارب النقطي فيما بينها والذي يمكن كسره بالفوز بمباراة واحدة من جهته أحد غادر الدوري بفوز وحيد وخمسة تعادلات واثنتي عشرة خسارة وكل ما جمعه سبع نقاط مما ينفي تماماً تداخل الهلال بمنطقة الخطر أو اقترابه منها.

** بطل الدوري الأهلي يفصله عن ثامن الدوري الوحدة ثلاث عشرة نقطة وعن الهلال والنهضة اثنتا عشرة نقطة فيما بينه وبين الشباب الهابط إحدى وعشرون نقطة وبزيادة نقطة واحدة عن أحد مما يبرهن أن الهلال والنهضة والوحدة كانت أقرب إلى المنافسة من الهبوط على خلاف ما يحدث هذا الموسم بالتحديد، فالزعيم أنهى مواجهته الأخيرة مع النصر ليرفع الفارق بينهما إلى ثلاثين نقطة وهو رقم قياسي لم يسبق أن حدث مثله ما بين متصدر الدوري وثامنه، ولعل في ذلك دلالة على أن تحديد هوية المغادرين للدوري موسم 98 حسمت منتصف الدور الثاني فيما يحاصر الخطر هذا الموسم متذيل القائمة بمشاركة خمسة فرق أخرى حيث لم يضمن الأمان سوى الأهلي والاتفاق.

** لقاء الهلال بالنهضة بالدور الثاني موسم 98 الذي أشبعه البعض من القصص الخيالية والأكاذيب والتفاهات بشكلٍ ينم عن قصور بفهم خطورة تعمد تشويه تاريخ الدوري السعودي أُقيم ضمن جدولة الأسبوع الثالث وليس الأخير كما يروجه البعض لعب بالدمام بتاريخ 3-3-98 ودخله الهلال برصيد تسع نقاط كافية لتؤمن له البقاء حتى لو خسر جميع مبارياته الست المتبقية بما فيها مباراة النهضة حيث فاز قبله بأربع مباريات وتعادل بواحدة له تسع نقاط وهو رقم لم يصل له الشباب وأحد في ثماني عشرة مباراة ومن بعده لعب الهلال مع الشباب وفاز بهدف دون مقابل وتعادل مع الوحدة والاتفاق وأحد على التوالي وخسر من النصر بهدفين لهدف في الأسبوع قبل الأخير وتعادل مع بطل الدوري الأهلي في آخر مبارياته بالأسبوع الثامن عشر.

** الهلال دخل دوري 98 وهو بطل لأول دوري موسم 97 على حساب غريمه النصر وتعرض للعديد من الظروف التي لو تكالبت على غيره لما استطاع الصمود والمقاومة، فكبار نجومه اختاروا لحظة التتويج لإعلان وداعهم كقائده بداح ومرزوق سعيد وأُصيب سلطان بن نصيب وغادر محسن بخيت لتكملة دراسته بالخارج وصادفه ظلم تحكيمي

ولا سيما في لقاءاته بالنصر بالدور الأول وبالمثل الأهلي وأخيراً أمام القادسية وفقد خدمات أبرز نجومه فهد الحبشي وهدافه سمير سلطان للإيقاف على خلفية أحداث لقاء القادسية الذي شهد اعتداء جماهير القادسية دفع ثمنه الهلال زوج بعناصر شابة أبرزهم الإمبراطور لاعب القرن خليجياً والقائد الأسطوري للأخضر والذي كانت انطلاقته بمواجهة النصر إياباً وسجل هدف فريقه برأسية عرفت الجماهير الرياضية بأبرع المدافعين الآسيويين والأجمل أن الزعيم عاد في الموسم التالي ليستعيد بريقه ولقبه بعد موسم استراحة محارب استفاد مسيروه من سلبياته ودعموا إيجابياته لتكون الانطلاقة الذهبية المتواصلة لغاية موسمنا الحالي.

** موسم 98 بالتحديد حفل بنتائج كبيرة لم تثار حولها الشكوك ولا الإشاعات على الرغم من أن بعضها أتى بمراحل حساسة، فالأهلي كسب الشباب 6-1 والنهضة 5-2 وأحد 5-1 والاتحاد تجاوز الوحدة 6-1، والكثير من المواسم رافق أسابيعها نتائج قياسية والجميع يتذكر سداسية الشباب بمرمى النصر وبالمثل سداسية الاتحاد لمرتين أحدهما بالمربع الذهبي بالشباك الصفراء وعشرة الاتحاد بالرياض وأخيراً ثمانية الخليج ومن قبلها بمواسم الوحدة وغيرها الكثير من الأرقام العالية التسجيل تعامل معها الجميع بواقعية سواء للفارق الفني والمهاري والعناصري أو بحسابات الفوز وظروف المباراة والغياب والوقف والإصابة التي قد لا تخدم أحد أطرافها بل إن أندية كبيرة وفي ظل ظروف تنافسية متكافئة يصادفها سوء طالع في مباراة معينة وتنهار بشكل مفاجئ وتتعرض لخسارة قاسية قد لا تخطر ببال وهو ما يجب أن يتعامل معه الجميع بعيداً عن تفسيرات مخجلة وبعيدة عن أخلاقيات المنافسة وتشويه متعمد لكيانات ومؤسسات رياضية رائدة ظلت تمثل الرافد والشريان الرئيس الذي يغذي منتخبات الوطن ويدعمها بالنجوم ويثري حظوظها ويسهم بجلب الذهب لخزانتها.

** موسم 98 لعب بعشرة فرق وبنظام منح الفائز نقطتين ومع ذلك أنهاه الهلال سادساً بسبع عشرة نقطة من ثماني عشرة مباراة وعلى الرغم من ذلك لا يخجل البعض هداهم الله برميه بتهمة الهبوط بقصة خيالية لم يحسنوا حبك مشاهدها لافتقارهم للوثائق التي تدعم وتعزز موقفهم فيها، وبنظرة لحصاد الفرق المتنافسة على الهروب من شبح الهبوط هذا الموسم نجد أنها ومن عشرين مباراة وفي ظل نظام الثلاث نقاط ما زالت بحسابات النسبة والتناسب بعيدة عن مماثلة حصيلة الهلال بنهاية موسم 98.

** أن يتراجع فريق مؤهل للمنافسة قبل بدايتها في الترتيب العام لمناطق الوسط لموسم وحيد ومن ثم ما يلبث أن يعود ويبسط نفوذه وسيطرته لثلاثين عاماً متتالية ويهيمن على غالبية الألقاب ويتمسك بوجود فاعل ومؤثر وطرف ثابت وغيره يتداولون مهمة مواجهته فتلك تجربة إيجابية من أن المأمول الاستفادة منها ومحاكاتها، فالهلال وإن تعثر بموسم 98 فهو لا يعدو محطة استزاد منها بخبرة وتجربة أحالها رموزه ونجومه لذكرى من المستحيل القبول بتكرارها والمأمول كما حصل مع الأهلي والاتحاد ومن قبلهم الشباب الذي تذوق مرارة الهبوط وعاد بصورة أذهلت الجميع والمأمول يعود النصر الذي دهمه الهبوط موسم 1413هـ وحل في نهايته تاسعاً وتكرر المشهد هذا الموسم وما زال الأمل ببقائه قائماً.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد