Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/04/2007 G Issue 12626
الاقتصادية
الثلاثاء 07 ربيع الثاني 1428   العدد  12626
بائع: لسنا مسؤولين عن ارتفاعات أسعار مواد البناء.. مقاول: بعض الموردين استغلوا الطفرة
شغلت المواطنين وأجلت حلم تشييد المسكن

* الرياض - عبد الله الحصان:

الطفرة النوعية التي تعيشها المملكة في مجال التوسع العمراني ولّدت طلباً كبيراً على مواد البناء وهناك من سعى للاستفادة، وهي الاستفادة التي قد تثري البعض، لكنها قد ترهق البعض الآخر، فارتفاعات الأسعار يرى البعض أنها حملت بطيها أوزاراً أخرى كارتفاع التكاليف بشكل عام والإيجار بشكل خاص!! فمن كان يؤجر منزله بقيمة 30 ألف ريال بالسنة بات يؤجره بقيمة 45 ألفاً!! حال ما يدور في سوق العمران يعكسه لسان حال بعض من أهل هذا السوق.

* يروي المواطن خالد البلوي أنه قام للتو من الانتهاء من بناء منزله وحاله كحال العديد من المواطنين الذين يسعون جاهدين لتأمين المسكن الملائم لهم ولأسرهم.. يقول البلوي: قمت بادخار مبلغ لبناء منزلي ووضعت الميزانية المتوقعة للبناء أسوة بأخي الذي سبقني ببناء منزله قبل سنتين، لكن ما حدث في وقتي (ويقولها متحسراً) أنني لم أحظ بتلك الأسعار السابقة فالأسمنت لم أتمكن من الحصول عليه إلا بشق الأنفس كما أنني لم أتمكن من توفيره مما اضطرني للسفر لتبوك والشرقية لتكملة كفايتي منه.. ويضيف: استمرت معاناتي أيضاً في الحصول على الحديد المسلح الذي وضعت له تسعيرة 1.5 ريال للسيخ وفوجئت بارتفاعه للضعف وبقيمة 2.5 ريال.. كما واجهت الصعوبة الأكبر عندما حاولت الحصول على الخرسانة والبلوك بالإضافة ل(رد) التراب الناعم الذي تجاوز 450 ريالاً الآن.. ويكمل البلوي حديثه: هذا كله أتى بعد أن ذهبت للمهندس المعماري الذي رسم لي خارطة المنزل بتكلفة 45 ألف ريال!! مقارنة ب5 آلاف ريال خلال السنتين الأخيرتين!! ويضيف: واجهت كذلك مشكلة في عمال البناء الذين لحقت بهم حمى ارتفاعات الأسعار فبات العامل العادي لا يرضى بأقل من 100 ريال مقابل اليومية.. أما (المعلم) فلا يتنازل عن 250 ريالاً يومياً، فما واجهته من ارتفاعات حقيقة - والحديث للبلوي - أمر جد مؤلم فكيف يتمكن الآخرون من مجابهة هذه الارتفاعات!! خصوصاً أنها في تزايد مستمر!!

وانتقلنا بعد حديثه للمهندس والمقاول أحمد نصيب الذي قال: حقيقة كل شيء ارتفع ليس مواد البناء فقط، ويضيف: أنا كمقاول كنت أستلم المنزل (عظماً) بقيمة 850 ريالاً للمتر.. أما الآن فلا أرضى بأقل من 1300 ريال!!.. ويضيف: الأسباب وراء هذه الارتفاعات تعود للثورة العمرانية التي تعيشها البلاد في مشاريعها الحكومية مما جعل موردي بعض مواد البناء يرفعون الأسعار التي راح ضحيتها بلا شك المواطن والمقاول على حد سواء.. وعند سؤالنا له عن السبب قال: ارتفاع المواد والأيدي العاملة دعتني ودعت غيري من المقاولين لرفع الأسعار.

* أما محمد النغيمشي أحد تجار مواد البناء فيقول: لقد طرحت هذا السؤال على الجهات التي تقوم بتوزيع المواد لنا وقالوا إنها أسعار مرتبطة بالاقتصاد العالمي ويشير بيده لطن من الحديد التجاري ويقول: قبل سنة كان سعره 1500 ريال والآن تجاوز 2400 ريال، وبعدها يشير لأنبوب الحديد 4 في 4 ويقول: كان سعره بـ11ريالاً والآن أصبح بـ26 ريالاً!!.. ويضيف: نحن نقوم بشراء هذه المواد من التجار والموزعين المعتمدين لدى الشركات الكبرى وهم من يبلغوننا بهذه الارتفاعات التي تحدث بشكل يومي لا بشكل شهري!! وعن الأرباح التي باتوا يحققونها قال: خلال عام 2006م تضاءلت نسبة الأرباح لـ50% عما كنا نحققه قبل هذه الارتفاعات التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد