Al Jazirah NewsPaper Monday  23/04/2007 G Issue 12625
الريـاضيـة
الأثنين 06 ربيع الثاني 1428   العدد  12625
من القلب
استاد جدة بين الواقع والأحلام
صالح رضا

أذكر جيداً ما كان عليه ملعب الصبان قديماً.. فقد كانت مدرجاته مصنوعة من الخشب المسنود على بناء من الطوب، عدا المدرج الجنوبي؛ فقد عمل من الأسمنت المسلح، وهو أنظف ما في الملعب، وكانت مدرجات الأهلي تقتصر على الدرجة الأولى يمين المنصة ثم المدرج الجنوبي المذكور.. وكان عدد من مشجعي الأهلي في ذلك الوقت يفضلون المدرج الجنوبي خلف المرمى، وهو المصنوع من الأسمنت المسلح كما ذكرت، وكان أيضاً عدد من أعضاء الشرف الأهلاويين يفضلون هذا المدرج؛ لنظافته ورحابته.. بينما المدرج الذي على يسار المنصة فيشغله جمهور الاتحاد، إضافة إلى المدرج الشمالي خلف المرمى، بينما الدرجة الثالثة وهي المقابلة للمنصة من الناحية الأخرى جُل مرتاديها من الإخوة اليمنيين.

وكان وضع الملعب فيه كرب وتعب وغبار وبدائية متناهية.. وكنا نستعجل الأستاذ عبدالله كعكي مدير مكتب رعاية الشباب بجدة آنذاك لسرعة الانتقال للاستاد فيعتذر الرجل بأدبه المعروف عنه بأن الأمر ليس بيده والمكتب لم يستلم الملعب إلى حينه. ومرت الأيام وتم استلام الملعب قبل أكثر من ثلاثة عقود، وكان جميلاً في نظر الجميع مقارنة بملعب الصبان.. والآن أصبح الاستاد في وضع مُزرٍ وفي حالة فريدة من الضيق وانعدام وجود الكراسي في المدرجات وغيرها من الوسائل المعينة على المشاهدة ونقل المباريات المقامة عليه عبر التلفزيون.

هذا، وقد لمس الجميع حاجة مدينة جدة لملعب، وتبنى صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة هذا التوجه، على أن يتولى القطاع الخاص تنفيذ بناء استاد ضخم واختير له مكان قصي وغير مناسب في جنوب جدة.. وخرجت المعطيات بتبخر المشروع؛ لأن القطاع الخاص أقل حرصاً على تنفيذ ملعب يكلف مئات الملايين ومردوده عليه كقطاع تجاري بالدرجة الأولى في علم الغيب.

لذا أرى أنه من الحكمة إصلاح الملعب الحالي بإيجاد تعلية للمدرجات الشرقية، كما عمل في ملعب الملز، وتزويد كل المدرجات بمقاعد مناسبة، وهذا هو المعقول وهو المتاح حالياً رغم تسمية الاستاد باسم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل متعه الله بالعافية.

لذا يجب ألا يكون الحلم أكبر من الواقع حتى لا يتبخر ذلك الحلم.

ما هذا الإسفاف؟!!

من سوء حظي أن تابعت ما بثته قناة الإخبارية عصر يوم الأربعاء الماضي ومن خلال برنامج رياضي.. ولم أكن أعرف أياً من المشاركين أو المقدم.. ومع احترامي الكامل لأحد الحضور وهو الأخ عادل التويجري، ورغم أني لا أعرفه ولا أعرف ميوله، إلا أنني حمدت الله أنه وأمثاله من الشباب هم من سيتولون زمام الصحافة الرياضية في المملكة.. ولكن باستثنائه واستثناء مداخلة الأمير وليد بن بدر.. إلا أن البرنامج والمتداخلين يمثلون انحداراً غير مقبول وواقعاً مؤلماً لما وصل إليه حال شريحة كبيرة من المجتمع الرياضي.

ولقد أصابني - والله - الحزن والكدر وأنا أشاهد البرنامج.. وهناك من يؤكد أن هناك صحافة رياضية هي الأدنى من ذلك الإسفاف الفضائي؛ ما يجعل العاقل يفكر كثيراً في استمراره في أوساط بهذا المستوى المتدني من المهنية والأخلاق، بل يندم على انتمائه لهذا الوسط الذي أصبح الداخل إليه مفقوداً والخارج منه مولوداً.

ومن ناحية أخرى تبقى أجواء ديربي الرياض أنظف وأنقى من ديربي جدة.. فعقب انتهاء مباراة الهلال والنصر الدورية لم نشاهد لاعباً نصراوياً يأخذ عصا راية ركن الملعب ثم ينهال بها على لاعب هلالي؛ لأن فريقه فاز.. ولم نشاهد أحداً من منسوبي الفريق الخاسر سواء إدارياً أو مساعد إداري أو مساعد مدرب يلحق بمسؤولي ولاعبي الفريق الفائز كما يفعل الاتحاديون عقب كل مباراة يفوز فيها الأهلي على الاتحاد.. ولم نقرأ بعد المباراة حملة صحفية على أحد لاعبي الفريق الفائز.. وهنا يتضح فهم حقيقة الروح الرياضية السوية من عدمها.. والله المستعان.

نبضات!!

* ترشيح سمو الأمير نواف بن محمد للمنصب الآسيوي أثلج صدورنا.. والحقيقة أن هذا الرجل مجموعة قدرات فذة متوافرة في رجل واحدة، وهو مكسب كبير للاتحاد الآسيوي ولجانه.. ونهنئ الاتحاد الآسيوي بمشاركة رجل في قامة ومكانة نواف بن محمد.. وليس أدل على سمو أخلاقيات الرجل إلا تنازله لسمو الشيخ عيسى بن راشد!!

* فوز منتخبنا الأولمبي على الأولمبي الأسترالي جاء في وقته لتأكيد علو كعب الكرة السعودية، وليعزز حظوظنا في التمسك بالصدارة والتأهل للنهائيات بإذن الله!!

* رغم التهديدات الحقيقية للاعبي الأهلي بالقتل، ورغم تسليط أشعة الليزر على عيون لاعبي الأهلي السعودي.. رغم كل ذلك فقد خسر الأهلي بشرف أمام وفاق سطيف الجزائري، وقدم روحاً وقتالية عالية باستثناء اللاعب غير السعودي هيكل قمامدية، أما ما عداه فقد بذل الجميع كل ما في وسعهم وذهبت النتيجة لصاحب الأرض والتهديد والجمهور!

* إذا لعب الأهلي جميع مبارياته المحلية بنفس الروح التي يلعب بها مبارياته الخارجية لحقق الكثير من الانتصارات والبطولات التي تحور أمامه ثم تذهب لغيره!!

* هناك من أظهرهم (لحن القول) من الشامتين بعد خسارة الأهلي من وفاق سطيف.. بل بعضهم طالب بإنزال أشد العقوبات بلاعبي ومسؤولي الأهلي.. ولا تعليق!!

* كايو ومعاذ وبقية قصار القامة في الفريق الأهلاوي (عدا عبدالغني) هم سبب خروج الأهلي من وفاق سطيف؛ لأن اللاعبين ضئيلي التكوين البدني (يضيعون) أمام الفرق صاحبة القوة البدنية واللعب العنيف مهما كانت مهاراتهم.. وتذكروا كلامي هذا في مباراة كأس ولي العهد - حفظه الله - مع الاتحاد، إلا في وجود تحكيم منصف، فالغلبة ستكون للمهارة وليس للقوة!!

* مالك معاذ يحتاج إلى مهاجم قوي ومشاكس إلى جانبه كما كان في المنتخب عندما يشاركه ياسر القحطاني؛ ما يتيح له الحصول على مساحات رحبة لتظهر خطورته.. وبقاؤه وحيداً كما هو في ناديه وأمام دفاع قوي وعنيف فإن خطورته تتلاشى؛ لقصر قامته وضآلة بنيته رغم مهاراته العالية!!

* مدرب منتخب البرازيل (دونجا) يقول إنه يعتمد جيداً على اللاعبين ذوي القوة البدنية، إضافة إلى عدد أقل من ذوي المهارات العالية.. ومعه كل الحق!!

* فوز الزعيم على الفارس أنقذ المدرب باكيتا من غضبة متوقعة بسبب سوء تغييراته، بينما يوجد لديه احتياط محسود عليه من مدربي الفرق الأخرى!!

* هناك علاقة وثيقة في سوء المستوى وترديه بين (فان) الهلال و(قمامدية) الأهلي.. والطامة الكبرى أن مدربي الفريقين متمسكان بهما!!

* الهلال مشكلة كأداء لدى المتعاونين ضده.. فهو بالحكم المحلي يفوز ويحقق البطولات.. وبالحكم الأجنبي يفوز ويحقق البطولات.. إذن قضي الأمر وجفت الأقلام وطويت الصحف.. فالهلال بالفعل الزعيم الأوحد الذي يغرد منفرداً في سماء زرقاء يتلألأ فيها متفرداً ومغرداً.. تاركاً للآخرين الحسرة والضجيج والنياح والهزائم، ولا عزاء لمن في قلوبهم مرض اسمه (فوبيا اللون الأزرق)..!!

* بيان الأهلي خرج مرتعشاً ووجلاً وخائفاً.. وليتهم (سكتوا) كان أصرف!!

* الأخ العزيز الأستاذ عبيد الضلع.. أما الذاكرة فلا تقلب المواجع خاصة وقد أصابها الوهن والضعف والشكوى لله، أما موضوع (ديمبا) فقد أوضحته في حينه، ولكن مقص الرقيب في (الجزيرة) لا يرحم مقالاتي تهذيباً حيناً وقصاً وتغريباً أحياناً أخرى.. وكنت قد كتبت أن من أخرج التقرير (المزور) هو مستشفى أهلي بالرياض، وبالتالي الذي صادق عليه مستشفى حكومي.. وافهم يا فهيم والأمور مكشوفة أكثر من اللازم!!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6891» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد