Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/04/2007 G Issue 12624
الطبية
الأحد 05 ربيع الثاني 1428   العدد  12624
إحدى مشكلات الأسنان التي يجب كشفها وعلاجها مبكرا
حالات تراجع الفك السفلى

*د. خالد عادل رجب

اختصاصي تقويم الأسنان مركز النخبة الطبي الجراحي

تعتبر حالة تراجع الفك السفلي من المشاكل المنتشرة في مجتمعاتنا العربية وهي تتراوح بين البسيطة غير الملحوظة إلى المتوسطة إلى الشديدة، وهي الأقل مشاهدة وبالتأكيد تكون الحالات المتوسطة و الشديدة ملحوظة بدرجة كبيرة من قبل المريض نفسه أو المحيطين به من الأهل و الأصدقاء كما تكون في بعض الحالات سمة مميزة لبعض العائلات . وغالباً ما يكون الاختلال في شكل وجه المريض هو الدافع لدى أهل المريض لطلب المشورة الطبية لكن عادة ما يتوهم الأهل بأن مشكلة الطفل هي بروز في الأسنان العلوية أو في فكه العلوي ولا يستطيعون التمييز تماماً بأن المشكلة هي تراجع الفك السفلي . وهذه ليست فكرة خاطئة بالمطلق لأن كثيراً من الحالات تشترك فيها المشكلتان بروز الأسنان العلوية وتراجع الفك السفلي .

كشف الحالة

تعتبر هذه الحالة من الحالات التي يمكن كشفها مبكراً من قبل طبيب الأسنان العام و المقصود بكلمة مبكراً هنا أي في مرحلة تبديل الأسنان اللبنية أي بين عمر سبع سنوات وعمر ثلاثة عشرة سنة وهنا خلافاً للخطأ الشائع بين كثير من الزملاء من أطباء الأسنان يجب توجيه مثل هذه الحالات إلى طبيب التقويم مبكراً وليس بعد تمام تبديل الأسنان لأن التداخل على مثل هذه الحالات مبكراً وخاصة التي يكون سببها متعلق بعظام الفكين وليس بالأسنان تكون فرص نجاحها كبيرة جداً أكثر بكثير مما لو تأخرنا إلى ما بعد اكتمال الأسنان الدائمة ،بالنسبة للأهل من الممكن أن يلفت انتباههم بعض الصفات الشكلية التي ترافق هذا النوع من التشوه ويدفعهم ذلك إلى طلب المشورة التقويمية ومن هذه الصفات :

- تراجع ذقن الطفل بشكل واضح إلى الخلف .

- بروز أسنان الطفل من بين شفتيه بشكل دائم .

- انقلاب الشفة السفلية للطفل إلى الخارج بشكل أكثر عن الطبيعي .

- تنفس الطفل عن طريق الفم بشكل شبه دائم وخاصة أثناء النوم .

وسائل المعالجة

تعتمد طريقة المعالجة على عوامل عديدة منها درجة شدة الإصابة ،عمر المريض ،مقدار تعاونه مع الطبيب واستعداده لاستخدام الأجهزة التقويمية التي يزوده بها الطبيب ،هذه كلها عوامل تلعب الدور الأكبر في اختيار التقنية العلاجية .

المعالجة بالأجهزة الوظيفية

وهي نوع من الأجهزة التقويمية التي غالباً ما تكون متحركة أي بإمكان المريض نفسه نزعها و استخدامها وهنا نؤكد على ناحية تعاون المريض عند استخدام مثل هذه الأجهزة ،ويعتمد المبدأ العلاجي لمثل هذه الأجهزة على تنشيط مناطق نمو معينه في الفك السفلي تؤدي إلى زيادة سرعة نموه بحيث يتقلص الفرق بينه وبين الفك العلوي حتى يصل إلى الوضع الطبيعي الذي يجب أن يكون عليه ومن البديهي في أن إمكانية استخدام مثل هذه الأجهزة تنحصر في صغار السن وتحديداً في الفترة العمرية التي تسبق البلوغ سواء عند الذكور أو الإناث .

المعالجة بالأجهزة خارج الفموية

وهي أجهزة تعتمد على أحزمة ذات شد مطاطي تلبس على الرأس و بالاستناد عليه تقوم بشد الفك العلوي أو قوس الأسنان العلوية باتجاه الخلف وبالرغم من فعالية هذه الاجهزه العالية في المعالجة إلا أنها تتطلب وعياً وتعاوناً شديدين من الطفل وهي أيضاً من التقنيات التي تعتمد على المعالجة المبكرة للمريض .

المعالجة بالأجهزة الثابتة

وهو الجهاز التقويمي الثابت المعروف لدى معظم الناس والذي يتم تثبيته على أسنان المريض بحيث لا يستطيع نزعه بنفسه . وهنا تقل الحاجة نسبياً إلى تعاون المريض في ارتدائه لأنه مثبت بطبيعة الحال على أسنانه ولكن يزيد الطلب هنا على نواح أخرى من التعاون وأهمها الحرص على تفريش الأسنان و المحافظة عليه من الكسر . يأتي دور هذا النوع من الأجهزة إما تكميلياً في كثير من الأحوال لما سبق ذكره من الأجهزة التقويمية أو كجهاز فعال بحد ذاته لمعالجة هذا النوع من التشوهات خاصة عند المرضى الذين تعدوا سن البلوغ و تعتمد المعالجة غالباً في هذا العمر على تصحيح قوس الأسنان وليس عظام الفكين .

الوقاية

وهنا يأتي السؤال الأهم كيف نجنب أطفالنا مثل هذه الإصابات و التشوهات وبالتالي نوفر عليهم عناء المعالجة الطويلة ونوفر على أنفسنا أعباءأً مادية ربما لم تكن في الحسبان ؟

- مع أن السبب الوراثي في مثل هذه الحالات نسبياً أقل من غيره من الأسباب إلا أن تجنب زواج الأقارب هنا يلغي تلك النسبة التي تظهر بسبب الوراثة .

- المعالجة المبكرة لمشاكل التنفس عند الأطفال مثل اللحمية و التهاب اللوزات المتكرر وكل ما يؤدي إلى التنفس الفموي .

- منع الطفل من ممارسة العادات الفموية السيئة خاصة مص الإصبع و الشفة .

- معالجة التسوسات في الأسنان اللبنية أولا بأول وعدم تركها حتى تستفحل و تؤدي إلى اضطرار الطبيب للخلع المبكر للأسنان اللبنية وفي حال الاضطرار لذلك يجب الاستفسار من الطبيب عن ضرورة استخدام حافظات المسافة .

- تعويد الطفل على تناول الطعام القاسي في فترة الطفولة فهي تقوي عضلات الفكين و تنشط مراكز النمو العظمي .

- الابتعاد عن الأطعمة التي تلتصق بالأسنان و تسبب تسوسها كبعض أنواع البطاطس المصنعة .

- تنظيم الوجبات الغذائية للطفل بحيث يمنع من الأكل بين الوجبات و بالتالي نستطيع تعويده على تفريش الأسنان بعد الوجبات .

نلاحظ مما سبق أن للتغذية دور مهم في الوقاية من حالات تراجع الفك السفلي و للمحافظة على سلامة الأسنان اللبنية أيضاً دور هام في ذلك و أن الوقاية تبدأ من الطفولة ومن البيت .


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد