الشباب ثروة الوطن.. هؤلاء هم السواعد الفتية التي يمكن استثمارها في عمليات ومشاريع البناء والتنمية.. وغرس مفهوم المواطنة الصالحة.. حكومتنا الرشيدة التي لا تدخر وسعاً في مجال الاهتمام بقطاع الشباب والرياضة وتدرك إيماناً بأن كل (ريال) يتم إنفاقه في ذلك القطاع إنما سيعود بالنفع والفائدة على الوطن ومصلحة الفرد والمجتمع.. إذ إن المساهمة في بناء وتربية الفرد لا تتوقف عند افتتاح مدرسة أو جامعة، لكن بتوفير المناخ الملائم عن طريق تلبية احتياجاته النفسية والاجتماعية.. ولعل التوسع في افتتاح مقرات المدن والأندية الرياضية يسير في المنهج الصحيح باعتبارها تُشكِّل (حاضنات) إيجابية تساهم في بناء الشباب وإعداده على أسس تربوية لخدمة مجتمعه ووطنه..
.. (فرحتنا كبيرة) كانت يوم الأحد ونحن نشهد مراسيم حفل وضع حجر الأساس للمدينة الرياضية بمحافظة وادي الدواسر التي من المقرر افتتاحها رسمياً بعد 34 شهراً (ما أسرعها للحي).. بوركتم أهالي محافظة وادي الدواسر بهذه الهدية المنشأة (التربوية) ونحن في انتظار المزيد من توافر هذه المشروعات على مستوى الأندية الجماهيرية خصوصاً كالرائد والتعاون..
وسامحونا!
شكراً.... شكراً!!
لم يتوقف رنين هاتفي الجوال عقب مقال الأربعاء الفائت، الذي آثرت فيه عدم حضوري مباراة الرائد والنجمة تخوفاً من حدوث تجاوزات وفوضى جماهيرية...
.. أشخاص أعرف قلة منهم.. والآخرون لأول مرة.. عبَّروا عن استعدادهم للالتزام بما طالبت به جمهور الرائد من تمسك بالأخلاق والروح الرياضية وعدم الخروج عن النظام المروري واحترام للآداب العامة وذلك خلال مناسبة الاحتفال بالصعود..
واحتراماً لهؤلاء الذين أخجلوني بمكالماتهم لم أجد طريقاً أسلكه للهرب من عدم تلبية طلبهم بضرورة حضور المباراة.. ومشاركتهم أفراحهم!
.. توكلت على الله.. وشاهدت المباراة.. ولأنه (ليس من رأى كمن سمع) فقد رأيت العجب العجاب.. جمهور لا مثيل له.. يطربك في أهازيجه.. ويبهرك شلال متدفق ينبض بمشاعر جياشة اتجاه كل رائدي شكَّلت ألوانه الأبيض مع الأحمر والأسود.. لوحة فنية تعشقها العيون.. وتهفو لها القلوب.. إنه الرائد عشق الجماهير!!
.. بعد الفوز.. تصورت شوارع بريدة رغم سعتها.. أنها ستتقدم بشكوى عاجلة على جمهور الرائد! لكن شيئاً من هذا لم يحدث.. حيث كان النظام شعار وعنوان الجماهير التي لم تخرج دفعة واحدة من الملعب للنادي.. وقد فضَّلت التحرك على دفعات منعاً لحدوث اختناقات مرورية!
.. تواجد الجميع في مقر ناديهم الذي يمكن أن تشاهده في أي دولة (نامية) أو (نائمة) باستثناء المملكة.. فذلك المقر المتواضع غير صالح على الإطلاق لاستخدامه من قبل الإنسان.. حيث يُشكِّل خطراً عليه!!
مارس (الرائديون) احتفاليتهم بيسر وسلام وعلى أنغام الألعاب النارية التي أُطلقت بعدد نقاط الفريق لتضيء سماء القصيم.
.. وسامحونا!!
سامحونا.. بالتقسيط المريح!
* بعد أن عجز متصدر الدوري من التسجيل في مرمى الثامن... ولم يخرج فائزاً بذلك الهدف اليتيم إلا بواسطة لاعب من الفريق الخصم.. فإنه بات من الواجب على اتحاد كرة القدم الدولي دراسة فكرة إلغاء الهدف الناجم عن (نيران صديقة).
* أحمد الخير مدافع صلب لم يسجل أي هدف طوال الدوري.. في مباراة الهلال.. استطاع تقديم هدف (هدية) رفعت حجم السيولة النقطية الزرقاء ل (نص الميه خمسين)!!
وعلى جماهير (بنو هلال) وعلى مدى 50 سنة قادمة أن يتذكروا أحمد الخير - بالخير - دائماً!! وذلك من باب الوفاء ورد الجميل!
* لاعب ضمن أحد الفرق المهددة بشبح الهبوط قال قبل مباراة فريقه مع أحد المنافسين إنها تعني (حياة أو موتاً)
... يا ساتر!!
.. وبعد الأربعة.. بودي أن أعرف موقفك؟
.. لقد صدقت أخي وزميلي أحمد الرشيد في رأيك الذي طرحته تحت عنوان: (ما عندنا كورة)!!
* تتجه (قلوبنا) قبل (أنظارنا) اليوم نحو محطتين رياضيتين... الأولى محلية.. والأخرى خارجية.. ففي الدمام هناك الأولمبي الأمل يخوض مباراته أمام أستراليا لرد اعتباره وإعلان تأهله عبر صدارته لمجموعته في الطريق لأولمبياد بكين.. فرحتنا به ستكون كبيرة جداً خصوصاً بقيادته الفنية السعودية!
دعواتنا للأخضر الصغير أمل الكرة السعودية بتجاوز محطة أستراليا!
.. هناك في الجزائر.. تسعى القلعة الخضراء.. وكرة الراقي الجميلة لتأكيد حجز الصدارة والتأهل لنهائي بطولة أندية العرب بتجاوز محطة وفاق سطيف وتكرار فوز جدة على الرغم من الظرف الأمني الذي أتمنى أن لا يلعب (نفسياً) في مصلحة المستضيف!
.. ومن الجزائر - بإذن الله - يأتي الإعلان الأخير عن موعد إقلاع رحلة الأهلي للنهائي العربي!!
* كنت شاهداً بين شوطي مباراة الرائد والنجمة على رؤية حدث (لايف على الهواء) للزيارة التعاونية ومبادرتها الجميلة لتقديم تهنئة الصعود.
.. موقف رائع ينم عن انبثاق فجر جديد لشيوع معنى الروح الرياضية.. وعن هذا الموضوع تحديداً.. ستكون لي وقفة مطوّلة الأسبوع القادم - بإذن الله -.
... وسامحونا!!
بعيداً عن الرياضة
بريدة الماليزية!!
في إحدى زياراتي المتتابعة لماليزيا مرفوقاً بكل أفراد طاقم العائلة.. وفي مشوار العودة.. وأثناء التوقف عند قسم الجوازات لوضع ختم المغادرة.. كان الابن جواد قد سبقني في الدخول لأحد ممرات العبور.. وحيث توقف عند موظفة الجوازات.. جاء صوته منادياً.. بينما كنت أسلك ممراً آخر.. أبي.. اسرع.. - رعاك الله - .. هنا بريدة!
.. ماذا تقول؟ هنا بريدة وأردفت قائلاً.. بريدة وين... طنبوره وين؟؟
قال: صدق أو لا تصدق.. إنني أقف الآن أمام بريدة!!
.. خرجت من مساري... والحمد لله لم أخرج عن طوري! واتجهت له كي أقف على حقيقة الأمر.. فماذا وجدت؟
.. نعم إنها بريدة.. لكنها تختلف عن المدينة بأنها من (لحم وشحم) وفوق هذا (ناطقة) وترتدي الحجاب الإسلامي!
.. هي موظفة اسمها بريدة! قلت لها ضاحكاً.. (وأنا من الرس) ولدي استعداد كبير للعبور عن طريق ملعب (محايد) فهل توجد موظفة زميلة لك تحمل اسم عنيزة مثلاً؟ أجابت بالنفي.. وتساءلت عن دهشة الابن وطلبه - مني - المجيء قبل ختم جوازه!
(علمتها) بما يسمح به الوقت عن بريدة.. لدرجة أنني حدثتها عن تواجد ناديين كبيرين.. وذكرت لها أبرز النجوم من اللاعبين القدامى والحاليين!
.. قاطعتني قائلة: لقد زودني سعودي من قبل بمعلومة مفادها أن (بريدتكم) يتواجد فيها (حُرمة) كثير وهي مشهورة بذلك!
.. هنا أدركت حسب فهمي لبعض المفردات بلغة (الملايو) وهم سكان ماليزيا الأصليون أنها تقصد ب(الحُرمة) (التمر)، لكنني مازحتها قائلاً: معي (حُرمة) في إشارة بالطبع لحرمي المصون.. وردت بسرعة: هل تتكرَّم بتقديمها هدية لي؟
أجبتها.. بكل سرور.. وفوقها زيادة (مجاناً) ستة من الأبناء (تعادل)!!
ضحكت بعد أن فهمت معنى حُرمة التي تقابلها عندنا بالمرأة الزوجة.. واستدركت قائلة: أتمنى أن تحضر لي تمراً في زيارتك القادمة!
.. عند عودتي للمملكة أخبرت صديقاً عزيزاً من بريدة ذا ميول رائدية بذلك الموقف الطريف وقد زودني مشكوراً بنوعية فاخرة من (سكري القصيم) كالتعاون.. وأرسلتها لبريدة الماليزية بواسطة أحد الأصدقاء.. كهدية متواضعة! .. وسامحونا!!