Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/04/2007 G Issue 12620
رأي الجزيرة
الاربعاء 01 ربيع الثاني 1428   العدد  12620
إسهام سعودي في التميز الإنساني

على الرغم من الحروب والنزاعات الشريرة التي تغطي تقريباً كل مساحة الكرة الأرضية، فلا يزال هناك ما يشيع الأمل، فالجهد الكبير المبذول على أكثر من صعيد للتقريب بين البشر والإفادة من ثمرات عقولهم لصالح الإنسانية جمعاء تعبر عنها إشراقات هنا وهناك بينها الجوائز الدولية الذائعة الصيت مثل جائزة الملك فيصل العالمية التي تعبر، مع جوائز أخرى عالمية مشهورة مثل جائزة نوبل، عن تكريم الجهود الفذة لكوكبة من العلماء استطاعت عبر جهودها إعطاء معنى اسمى لحياتنا وهو المعنى الذي أراد رب العزة والجلال لعباده أن يتجهوا إليه من خلال إعمار الأرض وازدهارها وإنمائها..

فجائزة الملك فيصل العالمية التي جرى تكريم الفائزين بها ليل الاثنين- الثلاثاء من قِبل قيادة هذه البلاد، تعبر عن النزوع الخير لهذه البلاد نحو عالم أكثر تآلفاً، كما تعبر عن تقدير المملكة للجهد الإنساني المخلص الدؤوب لوضع حلول عملية علمية للمصاعب العديدة التي يحفل بها عالمنا المعاصر، وذلك بصرف النظر عن انتماءات العلماء الذين يفنون زهرة شبابهم في بحوث مضنية ودراسات مستفيضة تحاول سبر أغوار مختلف المصاعب والمشكلات وإيجاد الحلول لها.

وبلا شك أن تخصيص الجوائز المالية القيمة لهذه الكوكبة من العلماء يعتبر تشجيعاً لهم وللآخرين لمواصلة جهودهم الخيرة، كما أن التزام المملكة بتقديم مثل هذه الجائزة وغيرها يعبر بصدق عن إحساس قوي بالمسؤوليات التي شرف بها المولى عز وجل الإنسان، وضرورة التصدي للمصاعب القائمة أينما كانت في أنحاء عالمنا، فضلاً عن أن ذلك تعبير عن إحساس متنامٍ بالاخوة الإنسانية التي تكرس الثمرات والفوائد المتحققة في أي جانبٍ علمي لخير البشرية جمعاء..

وجدير بالملاحظة أيضاً الاهتمام الكبير الذي تخصصه الجائزة لفرع خدمة الإسلام والمسلمين وهو الفرع الرئيس في هذه الجائزة، فهناك أعمال تستوجب فعلاً التكريم من قِبل اناس وعلماء نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام والمسلمين من خلال وسائل شتى، منها البحوث الشرعية والفقهية، فضلاً عن الجهود المالية والخيرية التي تتمثل في بناء المساجد ودور العلم والجامعات التي تُسهم في الارتقاء بحياة المسلمين..

وبشكلٍ عام فإن هذه الجائزة تتضافر مع جهود عدة تسعى دوماً لخير الإنسانية وتقدمها وازدهارها لأنها تحتفي بالإنجاز الإنساني الرفيع المتفرد في مختلف مجالات العلم وتقدر هذا الإنجاز ومن يقف وراءه، وفي كل ذلك إضافة لا غنى عنها لتقدم وإثراء الحياة البشرية في مختلف تجلياتها، مع إشاعة لمزيد من الأمل بإمكانية التخلص من منغصات الحياة ومن الأسقام والأمراض وصولاً إلى عالم أكثر تناغماً مع طموحات أبنائه وآمالهم.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد