تعايش المملكة نهضة تنموية شاملة، وتقدماً صناعياً ملموساً شمل كل المجالات الصناعية والزراعية والاجتماعية، وقد شكّل هذا التقدم التنموي والصناعي المتنامي ضغوطاً كثيفة على البيئة الجغرافية، الأمر الذي يطرح تساؤلاً ملحّاً عن أثر وعلاقة التنمية بنواتج هذه الحركة الصناعية اللافتة للنظر، ونعني بذلك قضية التلوث البيئي التي باتت تشكِّل هماً دولياً ثقيلاً لما تسببه من مخاطر تطال صحة البيئة ومستقبلها وصحة الإنسان والمحافظة على حياته، وقد لاحظ الباحثون والمفكرون أنّ هناك علاقة مطردة بين التنمية وتلويث البيئة بعناصرها المختلفة التي تشمل (الغذاء، والنبات، والتربة، والماء، والهواء)، وأنّه ما لم يتم ربط التنمية بمعايير دقيقة تحد من تأثيرها الضار على البيئة، فإنّ الثمن الذي سيدفعه الإنسان وكل الكائنات الحية سيكون فادحاً.
ولقد زادت أهمية المحافظة على البيئة بعد أن تبيّن أنّ التنمية لا تؤثر على الوسط المحيط فحسب، بل إنّ لها تأثيرات كونية فادحة، وأنّ الأضرار لا تشمل دولة بعينها بل تمتد آثارها إلى معظم أنحاء العالم.
نبيل بن أمين ملا
مدير عام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس