منذ تسلم البرازيلي باتريسيو مهمة تدريب النصر وهو لا يستطيع الثبات في مباراتين متتاليتين على حال، وباستثناء إعادته الثقة لمحمد الشهراني الذي في الأساس كان يحتاج للفرصة فإنه - أي باترسيو - بقي من وجهة نظري يمارس فوضوية فنية على الصعيد التكتيكي وانضباط اللاعبين داخل الملعب وإلا كيف يقوم هداف الفريق وأفضل ضارب رأس فيه (سعد الحارثي) بأدوار ينبغي أن تكون محددة للاعبين بعينهم كتنفيذ ضربات الزاوية في أهم دقائق مباراة تجمع النصر بالهلال؟ وكيف لمدرب جرب لاعباً بمؤهلات إبراهيم الشهري في مركز المحور وثبت أنه (كنز على بنك البدلاء) لا يستفيد منه عندما تنهار دفاعاته أمام الخصوم؟!
في مباراة النصر والهلال التي كسبها الأخير ثبت بما لا يدع للشك مجالاً أن باتريسيو بعناده.. إما يبحث عن قرار عزله ليحصل على قيمة الشرط الجزائي قبل انتهاء مهمته المحددة بنهاية الموسم أو أنه لا يفقه في قراءة المباريات الكبيرة كونه لم يسبق له التعود على شدها وجذبها.
لقد اقترف باتريسيو أخطاء بدائية في مباراة مهمة ليس على الصعيد التاريخي ولكن على مستوى استقرار النادي بكامله خلال الأسابيع المتبقية، فمن بوادر الاستقرار انتقل النادي إلى حالة الاضطراب، ومن التفاؤل بتصحيح الوضع إلى تفكير بتجاوز مدرج الهبوط الذي أصبح حقيقة يجب مواجهتها بشجاعة ليتم تخطيها وإلا سيقع أحد أهم أركان الكرة السعودية في موقف لا يحسد عليه.
صحيح أن ما يعيشه النصر ليس بسبب باتريسيو وحده ولكن بما أنه دخل المنظومة فهو لا يُعفى من جزء في المسؤولية التي توزع على بقية العوامل المعروفة منذ تعاقد النادي مع البرتغالي آرثر وحمل حقائبه لمعسكر برشلونة المشؤوم.
لقد أصبح واضحاً الآن أن النصر بحاجة لتغيير كل شيء.. فهو بحاجة لمدرب جديد ومدافع أيسر ومحور ومهاجم وثلاثي أجنبي ليكون فريقاً قوياً ومنافساً حقيقياً للفرق التي أصبحت تستريح في محطة فارس نجد.
وإذا أراد صناع القرار الأصفر بلوغ مطالبهم فإن البداية لن تكون من الموسم المقبل ولكن من الآن؛ فأول خطوة هي في الواقع تجاوز منعطف الهبوط الذي دخله الفريق واقعاً وحساباً مع ستة فرق ستتصارع في الأسبوعين المتبقيين من الدوري لتأمين مواقعها.
باختصار
* ما واجهه رئيس النصر الأمير فيصل بن عبدالرحمن لا يحتمل ومع ذلك بقي الرئيس الذهبي ثابتاً، وإذا أراد النصراويون لنصرهم مجداً فعليهم أولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً أن يدعموا الرجل بالأفعال ومن أجل النصر مثلما هو يقابل المصاعب لأجل النصر فقط.
* تفرق أعضاء شرف النصر (القشة) التي تقسم ظهر فارس نجد كل يوم.. وحتى يعودوا لابد أن يتخلصوا من (السوس) الذي يباعد بينهم!!.
* من يحب النصر يدعم من دون ضجيج.. والعكس صحيح!!.
* صفقة البحري فضحت كل شيء، وبان من يعمل للنصر ومن يعمل لأجل نفسه.
* أكثر من خمسة ملايين ضخت مكافآت للاعبي النصر هذا الموسم ألم تكن كافية لو جمعت لجلب لاعب يسد ثغرة من الثغرات العشر في صفوف الفريق!!
* عندما خرج ياسر القحطاني في مباراة الهلال والنصر ظن لاعبو الأخير أنهم استراحوا فتلقوا الضربة التي أكدت الفرق بين فريق يملك ثقافة فنية عالية في الملعب وآخر لا يملك لاعبوه من ذلك حتى الأساسيات.
* متى يعود أوفياء النصر؟!
