Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/04/2007 G Issue 12619
رأي الجزيرة
الثلاثاء 29 ربيع الأول 1428   العدد  12619
أولى ثمار قمة الرياض

توصل الأشقاء السودانيين إلى اتفاق مشترك مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي يحدّد دور القوات الأممية والإفريقية في إقليم دارفور، يعتبر نجاحاً ملموساً للدبلوماسية السعودية، ومن أهم ثمار قمة التضامن التي عقدت في الرياض؛ فكما هو معروف أن هذا الاتفاق جاء حصيلةً لاجتماعات القمة العربية التاسعة عشرة التي عُقدت برعاية من خادم الحرمين، وضمّ أحدها فخامة الرئيس السوداني عمر البشير والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمين العام للجامعة العربية.

المملكة العربية السعودية - بقيادة شخصية كبيرة مثل الملك عبدالله بن عبدالعزيز - لها دور متنام في الفضاءين الإقليمي والدولي أخذ في التنامي والتأثير في كثير من مدخلات ومخرجات القرارين العربي والدولي، ومما يضفي إيجابية الالتزام والثوابت على هذا الدور أنه لا يأتي من باب البرغماتية السياسية أو النفعية الصرفة القائمة على قواعد التخادم السياسي، بل إنه دور يرتكز على ثوابت الانتماء والاستشعار بالمسؤولية التاريخية والحِمل القومي والإسلامي الكبير الملقى على كاهل هذه الدولة وقادتها، والتي طالما بذلت سياستها الخارجية الجهود الجبارة للمنافحة عن القضايا العربية والإسلامية، والدفع باتجاه الاستقرار والديمومة التنموية في كثير من الأوطان الشقيقة.

نجاح اتفاق دارفور، والإعلان عن تخطي أولى عقبات المرحلة الثانية التي كانت متمثلة في تحفظ السلطات السودانية على نشر المروحيات، وطمأنة الأمين العام للأمم المتحدة للخرطوم بأن هذه المروحيات لا تتعدّى كونها دفاعية الدور وليست للهجوم, تعدّ بشرى خير على متانة الاتفاق، وجدّية الأطراف التي تعنى به، سواء كانوا راعين أو داعمين أو رسميين من أصحاب الشأن.

آتت القمة العربية أولى ثمارها في اتفاق دارفور الذي - بعد أن تمّ التوصل إليه - يبقى على مَن هم قائمون عليه المحافظة على منجزاته من مغامرات وتجاوزات بعض الأفراد اللا مسؤولين في كل الأطراف، كما ينبغي المحافظة على كل منجزات قمة الرياض التضامنية القادمة من مزايدات المزايدين ومهاترات مرتزقة الواقع السياسي العربي.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد