Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/04/2007 G Issue 12619
الاقتصادية
الثلاثاء 29 ربيع الأول 1428   العدد  12619
في مؤتمر الشرق الأوسط للبترول والغاز
المشاري: التعاون والشفافية هما ما نحتاج إليه لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة

* الظهران - حسين بالحارث:

بدأت في دبي أعمال الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الشرق الأوسط للبترول والغاز السنوي 2007 تحت عنوان (البترول والغاز في الشرق الأوسط.. أمن التوفير والطلب: استراتيجيات شراكة المكاسب المتبادلة).

وقد ألقى نائب الرئيس للتسويق وتخطيط الإمداد في أرامكو السعودية الأستاذ إبراهيم المشاري كلمة في المؤتمر تناول فيها مسألة أمن الطاقة، حيث أشار إلى أن أمن الطاقة مسألة مثيرة للجدل ومفهوم مختلف عليه بحدّ ذاته، حيث تساءل المشاري: (ما هو مفهوم أمن الطاقة؟)، مشيراً إلى أن (الدول المستهلكة ترى أن أمن الطاقة يعني ضمان الإمدادات، فيما تعرفه الدول المنتجة بأنه وجود مصدر موثوق للطاقة مقرون باستقرار في الأسعار، وكلاهما يحاول تحصين نفسه من التقلبات في أسواق الزيت العالمية).

ونوّه المشاري إلى أن هناك العديد من العوامل المؤثرة في أمن الطاقة، إضافة إلى المصادر والأسعار، ومنها العوامل الاقتصادية والجيوسياسية والقرارات السياسية، بل حتى الطقس، وأن كلها عوامل يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، إضافة إلى معرفة من ينبغي أن يتحمل مسؤولية أمن الطاقة.

وذكر أنه على الرغم من الطبيعة الحساسة والجوانب المعقدة لمسألة أمن الطاقة إلا أنها أصبحت لا تُعطى حقها من الاهتمام بسبب محاولة اللجوء إلى الحلول المفرطة في التبسيط. وأضاف أن مفهوم (الاعتماد الذاتي في الطاقة) هو أحد تلك المفاهيم التي يتم الترويج لها كحل، موضحاً أن حقائق الاقتصاد العالمي تجعل من المستحيل تطبيق مثل هذا المفهوم من الناحية العملية. وأضاف أن (أساسيات علم الاقتصاد تنافي مفهوم الاكتفاء الذاتي، كما أن الاقتصاد العالمي اليوم متكامل إلى أبعد حدّ). وأوضح أن (الزيت والغاز سلعتان يمكن تبادلهما، وأسواق الزيت عالمية؛ وبالتالي فإنها معرضة للمتغيرات الملازمة).

واقترح بدلاً عن ذلك تبني مفهوم الاعتماد المتبادل في مجال الطاقة، كحل يفصل بين مفهوم أمن الطاقة والهدف غير العملي لفكرة الاكتفاء الذاتي. وقال: (إنه مثلما أن الشراكات تتيح للشركات حشد مواردها وتعزيز قوتها لتحقيق منافع اقتصادية متبادلة، فإن الاعتماد المتبادل في مجال الطاقة هو تعاون عدة أطراف من المنتجين والمستهلكين في سبيل التوصل إلى طرق فعالة ودائمة لتحقيق مفهوم أمن الطاقة).

وأشار إلى أن مفتاح النجاح للاعتماد المتبادل في مجال الطاقة يكمن في تعزيز التنسيق بين الدول المنتجة للطاقة والدول المستهلكة لها، مشيراً إلى أن ذلك التنسيق هو ما نفتقده حتى يومنا هذا. وأضاف أنه في الوقت الذي ارتقت فيه الدول المنتجة للطاقة إلى مستوى التحدي بزيادة أعمال التنقيب، وتحسين قدراتها في مجال استخلاص الزيت (إلا أن الدول المستهلكة اختارت اللجوء إلى الإجراءات المفرطة في التبسيط التي تصبح في النهاية غير فاعلة، عندما يتعلق الأمر بالطاقة).

وذكر أن الاحتياطيات الاستراتيجية لن تفلح في التخفيف من آثار ارتفاع أسعار الزيت إذا ما استخدمت من طرف واحد فقط؛ فلكي تنجح عملية طرح كمية من الزيت من احتياطي الولايات المتحدة الاستراتيجي في تخفيض أسعار الزيت، لا بد أيضاً أن تقوم الدول الأوروبية والآسيوية بطرح جزء من احتياطياتها الاستراتيجية من الزيت بطريقة منسقة عن كثب، و(هكذا تسقط مرة أخرى الاستراتيجيات المفرطة في التبسيط ضحيةً للحقائق المعقدة لأسواق الزيت والنظام الاقتصادي المعولم في وقتنا الحاضر).

وأوضح المشاري أن أحد أكثر المعالم البارزة لسوق الطاقة العالمية هو تحول مركز جذب هذه السوق شرقاً. وأضاف قائلاً: (أتوقع أن تصبح آسيا هي توقيت غرينتش الجديد). وذكر أنه (كلما زاد الطلب في آسيا أصبحت المنطقة هي المعيار المؤثر في أسواق الزيت واتجاهاتها).

واختتم كلمته قائلاً: (إن التعاون والشفافية والتواصل هي في الواقع ما نحتاج إليه لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة)، مستطرداً بقوله: (إن مفهوم الاعتماد المتبادل في مجال الطاقة ينبغي أن يكون هو الهدف، ورسالة الاعتماد المتبادل هي أن كلاً منا في حاجة إلى الآخر، وحتماً ستبرز الحاجة إلى اتخاذ مواقف أقل تشدداً وأكثر عمليةً عندما يتعلق الأمر بالتحديات التي نواجهها في مجال الطاقة، والحلول التي ينبغي أن نواجه بها هذه التحديات).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد