لا شك أن لجنة الحكام الرئيسية لكرة القدم مارست عناداً غير مقبول أو منطقي حينما كلّفت الحكم الدولي عبد الرحمن العمري بإدارة مباراة القادسية والخليج (1 - 1) المصيرية في تحديد بقاء أي من الفريقين.
ونجزم بأن اللجنة ورطت نفسها وحكمها بإصرارها على تكليف العمري، على الرغم من تقديرنا لمستويات الحكم وشارته الدولية، كون حكمها لم يحظ بقبول طرف المباراة الثاني ألا وهو الخليج ولاعبيه ومسؤوليه وأنصاره لزعمهم بأن لهذا الحكم مواقف سلبية عديدة ما زالت محفوظة في ذاكرتهم لم تمح.
لتضع المباراة وحكمها على فوهة بركان الاعتراضات والتشكيك والضغوطات، وبالفعل وقع ما كنا نخشاه كمتابعين أو مراقبين، فالحكم العمري دخل المباراة وهو يرزح تحت ضغوط نفسية وعصبية لإثبات أنه غير متحامل على الخليج للرأي العام ولرغبته في الظهور بمستواه وأدائه الطبيعي المعروف عنه دون مؤثرات سلبية تنعكس على قراراته التحكيمية.
وكان أن ارتكب الدولي العمري أخطاء عديدة تتراوح درجاتها وتأثيراتها ما بين المؤثرة في نتيجة المباراة وسيرها إلى أقل من ذلك بعدم طرده لاعب وإنذاره آخر.
فالبرازيلي سيدني نجم وسط الفريق الخلجاوي استحق ركلة جزاء صريحة لا غبار عليها في الشوط الأول، بشهادة الحضور والمتابعين والخبراء، لكن العمري فاجأ الحضور في الملعب والمشاهدين باحتساب ضربة غير مباشرة ضد اللاعب على اعتبار أنه تحايل السقوط وزاد الطين بلة بإنذاره ببطاقة صفراء وسط دهشة الجميع!
بخلاف ذلك كان ثمة ألعاب خشنة وعنيفة متبادلة بين لاعبي الفريقين استوجب بعضها الإنذار والبعض الآخر الطرد لم يقدرها الدولي العمري التقدير الصحيح، حيث لم يحقق الثبات في تقديره للحالات المختلفة والإنذارات.
كارثة الشمراني الخطأ الجسيم الآخر للجنة الحكام كان ماثلاً للعيان بتكليفها الحكم المساعد بدر الشمراني (درجة أولى) وهو للأمانة من الحكام الجيدين لكن مباراة القادسية والخليج لم تكن مباراته.
فقد ارتكب أخطاء لا تغتفر وبدائية في مسألة ضبطه لحالات تسلّل غير صحيحة البتة تحديداً في الشوط الأول على الرغم من نجاحه في ضبط تسلّل مهاجم الخليج حسين الراهب مع مطلع الشوط الثاني وإبطال مشروع هدف خلجاوي، حيث كان قراره سليماً وهذا يؤكّد أن أساس هذا الحكم جيد لأن الحالة كانت من الحالات الصعبة لا يحتسبها إلا حكم مؤهل جيداً. لكنه وقع في أخطاء عجيبة في رفعه رايته على حالات أو لعبات سليمة 100% في الشوط الأول أجهض بسببها مشروع أهداف قدساوية عدة.
وخطأ اللجنة في هذا الجانب يكمن في عدم تكليف حكم دولي له قيمته وخبرته التحكيمية أسوة بالمساعد الأول الدولي عبد الله العباد الذي نبّه الحكم الدولي عبد الرحمن العمري لاحتساب ركلة الجزاء الخلجاوية الصحيحة.
خلاصة القول إن لجنة الحكام أحرجت نفسها وحكميها الدولي عبد الرحمن العمري والمساعد الثاني بدر الشمراني، حيث ضغطت على الأول وهو الحكم غير المرغوب فيه من طرف الخليج، وأحرجت الثاني بمباراة أكبر من قدراته أو بمعنى أدق لم تكن مباراته.